من 1948 وحتى 1650 000والنكبات تتوالى
بقلم الكاتب/ عزام الحملاوى
يحي الشعب
الفلسطيني في الخامس عشر من أيار من كل عام ذكرى النكبة, حيث تم طرده
وتشريده من أرضه بقوة السلاح على يد عصابات الصهاينة ,ليصبح لاجئا ومشردا
في الضفة وغزة ودول الشتات 0 وأثناء عملية الطرد, حصلت مجازر بشعة قتل
فيهاالالاف من أبناء الشعب الفلسطيني رغم مقاومتهم للاحتلال, وقيامهم
بالعديد من الثورات أهمها ثورة 1936 0 إن هذه
النكبة المفجعة أصبحت محفورة في ذاكرة كل فلسطيني ,لأنها لحقت بشعب اعزل
تحت سمع وبصر العالم الظالم الذي ساعد على سلب حريته, ولأنها تذكره
بالتخاذل والصمت العربي المخزي ,الذي سمح لإسرائيل بالتمادي في أعمالها
المدمرة للشعب الفلسطيني0 ومنذ النكبة وحتى اليوم, خطط الصهاينة لتنفيذ
سياسة الإبعاد ضد الشعب الفلسطيني, واعتبروها ضرورة لقيام دولتهم معتمدين
سياسة التطهير العرقي, والاغتيالات ومصادرة ألاراضى ,والاستيطان وطرد
الفلسطينيين من أرضهم, فالاحتلال يعمل دوما لإيجاد الوسائل والأساليب التى
تساعده على تنفيذ مخططاته, دون أن يتهم بارتكاب عمليات تطهير عرقي, أو
جرائم حرب0 واستمرارا للنكبات وللسياسة العنصرية ضد الشعب الفلسطيني حتى
لايستطيع إقامة دولته, عملت إسرائيل على إقامة جدار الفصل العنصري, والذي
سيعمل على تقطيع أوصال ألاراضى الفلسطينية ,ومصادرة مئات الآلاف من
الدونمات ,وهذا سينتج عنه الكثير من المشاكل الاقتصادية, والاجتماعية
والصحية, والسياسية والتعليمية0ومسالة أخرى لاتقل خطورة عن النكبة ,وهو
الاستيطان الذي تحاول إسرائيل من خلاله حرمان الفلسطينيين من تحقيق حلمهم
بإقامة الدولة المستقلة المتواصلة القابلة للحياة, بالإضافة إلى انه يسهل
عملية مصادرة ألاراضى ,وطرد سكانها ,والاستيلاء عليها0 وفى القدس ,تعمل
إسرائيل على تهويد المدينة بالكامل, فقامت بإحاطتها بجدار الفصل العنصري
والمستوطنات, بالإضافة إلى هدم البيوت ,وإقامة الكنس ,وسحب الهوايا لطرد
المقدسيين من مدينتهم, وإقامة المشاريع السياحية والتجارية, بالإضافة إلى
الاعتداءات اليومية على المسجد الاقصي ,ومحاولة هدمه لإقامة هيكل سليمان
المزعوم0 وعلى الرغم من كل هذه الجرائم, إلا أننا حققنا لحكام إسرائيل
حلمهم الذي لم يستطيعوا تحقيقه بالحروب , وتسببنا بكارثة لا تقل عن النكبة
في مآسيها وإجرامها بحق شعبنا ,وهو انقلاب حماس وسيطرتها على غزة، ومانتج
عنه من قتل وحصار، وجوع، وبطالة, والكثير من المشاكل الاجتماعية
,والسياسية, والاقتصادية، وحالة اليأس التي دفعت بالشباب إلى تعاطي
المخدرات, والتفكير في الهروب والهجرة.ويبدو إننا متجهين إلى نكبة أكثر
خطورة وهى الانقسام, حيث سيؤدى إلى إنهاء ما تبقى من القضية الوطنية, لهذا
فان عدم التوصل إلى حل لتوحيد شطري الوطن, سيمكن الاحتلال الصهيوني من
استكمال مخططاته في الاستيلاء على باقي الأرض في الضفة الغربية والقدس0 إن
هذا الانقسام أضر بالقضية الوطنية بشكل مباشر ,حيث أصبحنا نستجدي حقوقنا
من إسرائيل وغيرها للقبول بدولة فلسطينية على ألأراضي المحتلة عام 67,ولكن
إسرائيل المدعومة من أميركا ترفض إزالة المستوطنات, والتخلي عن القدس
كعاصمة لها, كما ترفض الحديث في قضية اللاجئين بالرغم من وجود القرار
الدولي 194 والذي يعطيهم حق العودة والتعويض.وتتوالى النكبات، وجاءت حرب
غزة التي استهدفت البشر والحجر والشجر وهى تكملة لنكبة1948, حيث قامت
إسرائيل باستهداف المدنيين, بقصد وبتخطيط بهدف إجبارهم على مغادرة البلاد
والهجرة تحت ضغط الحصار والجوع, والموت تحت الأنقاض0ولم تكتف إسرائيل بكل
ذلك ,ولكي تواصل عملية تفريغ الأرض من السكان والاستيلاء عليها, أصدرت
القانون العسكري العنصري الجديد رقم 1650 ,الذي يعتبر كل مواطن فلسطيني
يحمل هوية من غزة ويقيم في الضفة الغربية أو القدس مقيم غير شرعي ,والهدف
ترحيل أكثر من 80 ألف مواطن, بما يفرغ الأرض ويسهل عملية الاستيلاء عليها0
إن ماحدث ويحدث على الساحة الفلسطينية منذ النكبة وحتى اليوم ,يتطلب في
ذكرى النكبة من كافة القوى السياسية الإسلامية والوطنية, التوحد والتعالي
على الخلافات الحزبية الضيقة للوقوف في وجه المخططات الصهيونية وعدم
السماح لإسرائيل باستغلال الانقسام الفلسطيني في مصادرة ألاراضى وتهويد
المقدسات, وعليهم أن يتجاوزوا هذه الأزمة عبر التوقيع على ورقة المصالحة
إذا كانت القضية الوطنية تهمهم, وعليهم إن يعلموا إن عامل التوحد هو
الأساس لحل جميع مشاكل الشعب الفلسطيني، والتصدي للأجندات الخارجية التي
لاتهمها مصلحتنا الوطنية 0وعلى المجتمع الدولي ,والرباعية, والأمم
المتحدة, وأمريكا, الضغط على إسرائيل وإلزامها بقبول حل الدولتين, بناء
على قرارات الشرعية الدولية وعودة اللاجئين وفق القرار الدولي 194
واليوم وفى
ذكرى النكبة, فأن كل فصائل العمل الوطني والاسلامى مدعوة لأن تقطع الطريق
على المشاريع المشبوهة, إذا كانت فلسطينية وتنتمي إلى فلسطين, وحتى لا
تزداد نكبات ومصائب شعبنا عليها أن تتخلى عن مصالحها الحزبية الضيقة لصالح
المصالح العليا للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية،وأن تنهى هذا الانقسام
المدمر لشعبنا وقضيته،لأنه إذا تكرس فسيكون كارثة جديدة على شعبنا
الفلسطيني 0
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/