المسؤولية والوفاء والالتزام
بقلم الكاتب // عزام الحملاوى
من أهم سمات شعب فلسطين الأصيلة التي ساعدته عبر مراحل تاريخ نضاله على مواجهة المخاطر والتحديات التي فرضتها معاناته وقضيته ونضاله ومشروعه الوطني، هي أنه كان يعيش بروح الأسرة الواحدة التي تعودت على التضحية والعطاء والمحبة والتكافل, وهذا هو احد الأسباب القوية التي ساعدته وأعطته الحق بان يحلم بتحقيق حلمه الكبير الذي قدم من اجله عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى, وهو مشروعنا الوطني القائم على تحرير أرضنا, وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ,وعودة اللاجئين, وانتشار العدل والحرية والديمقراطية, والتبادل السلمي للسلطة0 إن هذا الحلم الذي كان أبناء الشعب الفلسطيني يعملون من اجله بكل قدراتهم وطاقاتهم, ولحماية مكتسباتهم وأمن واستقرار وطنهم باسلوب تتجلى فيه روح المسؤولية والوفاء والانتماء, وروح العلاقة التي تربطهم بتاريخه وحضارته, والانجازات والتحولات التي شهدها هذا الوطن وفي مقدمتها الوحدة والديمقراطية والأمن, والبناء والنهوض الشامل في مختلف قطاعات العمل والحياة, وتم فيها تجسيد التلاحم القائم على الحب والوفاء والإخلاص لهذا الوطن الذي تزيده التحديات والأخطار قوة وصلابة, واستطاعت أن تتغلب على أصعب المراحل والمنعطفات, إلى أن ظهرت بعض الفئات التي عملت على إثارة الفتن والمصالح التنظيمية والفئوية والشخصية, وعملوا على تدمير منجزات وطموح هذا الشعب, وليقضوا على روح المسؤولية والوفاء والانتماء لهذا الوطن, وأصبح كل حزب يبحث عن مصالحه الخاصة ,ويدوس على القيم والمبادئ والأخلاق والقضية والوطن والشعب إلى أن أصبح الشعب تائه لايعرف الاستقرار 0لقد دمرت هذه الفئة قيم وعادات وأخلاق هذا الشعب ونسيجه الاجتماعي, ووحدته الوطنية التي كانت تحمل في معانيها ومضامينها دلالات وأبعاد تجسيد روح المسؤولية والوفاء والانتماء تجاه الشعب وقضيته, ومواجهة التحديات والأخطار في مختلف المراحل المعقدة والحساسة من تاريخ نضاله وقضيته المركزية0إن وجود هذه الفئة التي لاتتسم بالمسؤولية والوفاء والانتماء للوطن والشعب, فئة النفوس المريضة المصابة بداء الهوس بالسلطة والظلم والفساد, والتي تعمل على غرس الحقد والكره بين أبناء الشعب, متناسية عاداتنا وتقاليدنا ومضحية بمصالح شعبها تاركة إياه للفقر والظلم, والمعاناة, والبطالة, واحتكار الشركات, وفرض الضرائب الباهظة, واستغلال البنوك, ومشاكل الكهرباء والاتصالات وغيرها, حتى تبقى على مصالحها 0 إن هذه الفئة التي لاتعرف معنى المسؤولية والوفاء, والتي سيطر عليها الغرور والتكبر والاستعلاء على الشعب واستغلاله رغم وجود ووضوح حالات الفساد فيها, وتعتبر نفسها فوق القانون الذي تسخره لمصالحها الخاصة, لهذا فان هذا الظلم يجب أن يرفضه الشعب الفلسطيني ويتصدي له ويواجهه لأنه مناقض لمنطق العقل والدين , ويقف على تضاد مع مصالح الشعب وقضيته الوطنية، ويعيق مسيرة البناء والتقدم التي طالما ناضل من أجلها الفلسطينيون وقدموا في سبيلها التضحيات وقوافل الشهداء، ويجب ألا يسمحوا لشلة فاسدة عابثة النيل من حاضر ومستقبل وطنهم 0لقد آن الأوان خاصة وإننا نمر بمرحلة حساسة من مراحل قضيتنا الوطنية, وأصبح شعبنا يمر بظروف قاسية لاتحتمل, أن تعود روح المسؤولية والانتماء والعمل لمصلحة الشعب وقضيته, وهذا يتطلب أن تكون العلاقة بين المسئولين والشعب واضحة من خلال الشفافية والمصداقية والشراكة, التي يتم التحرك من خلالها بروح الانتماء والوفاء والخوف على الوطن ومحبته وخدمة الشعب, ويجب أن تكون صادقة وقائمة على الذمة والأمانة والوفاء وتحمل المسؤولية, لا على السرقة والظلم وفرض الإتاوات والضرائب على أبناء الشعب . إن الولاء وروح المسؤولية تتطلب أن يتحمّل الجميع مسؤوليتهم تجاه متطلبات الوطن والمواطن، وهذا يتطلب إنكار الذات والعمل بروح الجماعة لخدمة أهداف ومصالح الشعب الفلسطيني وقضيته المركزية, وإيجاد حل لمشكلة البطالة, ومحاسبة الشركات والمؤسسات الاحتكارية, ومحاربة الغلاء, ودعم العمال, وتحسين الوضع الاجتماعي , وإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة للوطن الممزق حتى نستطيع مواجهة عدونا, والتوجه إلى الأمم المتحدة من اجل استحقاق سبتمبر بموقف موحد, ويجب ألا تترك السفينة أن تتحرك وفق رياح المصالح الشخصية والتنظيمية دون محاسبة الانتهازيين وصناع الأزمات, ومن يدور في فلكهم من أصحاب المشاريع الخاصة الذين يستحيل أن يكون لديهم مشروع وطني أو حضاري مستقبلي، فصورتهم واضحة فيما اقترفوه ويقترفونه بحق الوطن والمواطن0
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/