بقلم
وليد العوض
القرار الإسرائيلي 1650 ..... قرار
عنصري بامتياز
تناقلت
وسائل الإعلام المختلفة اليوم خبرا مفاده أن سلطات الاحتلال العسكري
الإسرائيلي أصدرت أمرا يحمل الرقم 1650، ويقضي هذا الأمر
بترحيل كل فلسطيني يحمل هوية يتحدد فيها مكان سكنه بقطاع
غزة، الأمر الذي يطال حال تنفيذه عشرات الآلاف تبدأ بأبناء شعبنا الفلسطيني
الذين انتقلوا للسكن في أي من مدن الضفة الغربية لسبب أو لآخر لكنه سيشمل
فئات أخرى كأبناء القدس وحملة التصاريح والمتضامنين الأجانب، وفي غالب
الأحيان كان يتم انتقال هؤلاء إما بغرض العمل ومتطلباته أو
استكمالاً للتعليم العالي، وغنى عن القول أن الآلاف من الذين
انتقلوا لهذا الغرض تزوجوا وقد أصبح لديهم زوجات
و أطفال كلهم يحملون بطاقات الهوية بنفس عنوان الإ قامة المحددة في هوية
الوالد .
الأمر العسكري الإسرائيلي هذا الذي
يهدد مجددا بتشريد لآلاف الأسر مخالف بكل المعايير لكافة الأعراف والمواثيق
، خاصة المواثيق الدولية، وهو انتهاك فاضح للميثاق العالمي
لحقوق الإنسان الذي يؤكد حق كل إنسان في التنقل داخل بلده والإقامة في أي
مكان يرغب فيه دون أي تدخل وعراقيل من أي جهة كانت 0كما أن القرار المذكور
يمثل دون شك مخالفة واضحة وصريحة لكل الاتفاقات
الموقعة بين م.ت.ف وحكومة إسرائيل، خاصة اتفاقية إعلان المبادئ المعروفة
باتفاق أوسلو التي أنشأت بموجبها السلطة الوطنية و تعتبر الأراضي
الفلسطينية وحدة جغرافية واحدة، بل وتؤكد هذه على أهمية الربط بين الضفة
وغزة بممر آمن يربط بين قطاع غزة والضفة الغربية ،أي أنه يحق للمواطن
الفلسطيني أن يقيم حيثما يشاء في أرض وطنه دون إعاقة من أحد. ولهذا نقول
بأن القرار المذكور قرار عنصري وعدواني بامتياز، يهدف إلى تكريس حالة
الانقسام الحاصل حاليا داخل الساحة الفلسطينية ويعمل على تعميقه جغرافيا،
كما ويمثل في الوقت نفسه بروفة لعملية ترحيل وتهجير واسعة جديدة تخطط لها
حكومة نتنياهو، وكما يبدو أنها لن تتوقف عند حدود ترحيل
حاملي هوية قطاع غزة من الضفة للقطاع ، بل ستطال حل السكوت
عليها مئات الآلاف من الفلسطينيين وترحيلهم إلى خارج ديارهم في مشهد متكرر
للنكبة الكبرى التي ألمت بشعبنا عام 1948 وما زال يعيش أثارها المؤلمة حتى
يومنا هذا ، لذلك لابد من الإسراع في مواجهة هذا الخطر الداهم، عبر إغلاق
ثغرة الانقسام التي تتسلل منها كافة المؤامرات ، والقيام بتحرك لوقف هذا
القرار عبر التوجه لكافة المنظمات الإنسانية والحقوقية المعينة بحقوق
الإنسان بما فيها مجلس حقوق الإنسان في جنيف من أجل وقف تنفيذ هذا القرار
العدواني الذي ينطوي حال تنفيذه كما أسلفت على أبعاد خطيرة.
*عضو
المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني. 11-4-2010
--
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/