متى ستتوقف صورايخ المزاودة ؟؟؟
بقلم وليد العوض
بالأمس
قبل أن ينتصف ليل الأربعاء اسقط صاروخ محلي الصنع على منازل المواطنين في
مدينة بيت حانون مما أسفر عن وقوع ستة إصابات
إصابة بعضهم بالغة الخطورة، والغريب بالأمر أن احد من الفصائل مطلقة
الصورايخ لم تسارع لإعلان مسؤوليتها عن ذلك كعادتها في تبني أي عمل لها كان
أو لغيرها بل ولم يكلف احد منهم حتى مجرد الاعتذار للمصابين الذين تطايرت
أطرافهم بشظايا الصورايخ، هذه الحادثة المؤسفة جاءت
بالرغم من الدعوات المتكررة بضرورة إعادة النظر بإطلاقها من قطاع غزة،
وضرورة تقييم هذا الشكل من أشكال المقاومة التي لا نجادل بمشروعيتها بل
وضرورتها لأي شعب يتعرض للاحتلال والعدوان، المتتبع لهذا الملف يدرك أيضا
أن الأمر لم يقتصر عند البعض بالدعوة لتقييم جدواها بل وصل
لأكثر من ذلك حين أطلق عليها وعلى مطلقيها عدد من القادة السياسيين أوصافا
لا أحبذ ترديدها , واحرص كل الحرص على وضعها في الإطار الصحيح باعتبارها
شكلا من إشكال المقاومة التي يمكن استخدامها في وقت من الأوقات
وفي إطار إستراتيجية مفهومة، وعلى هذا الأساس فإنها قابلة للتقييم في كل
مرحلة من المراحل بما يساعد في تحقيق أهداف أي مقاومة باعتبارها وسائل
لتحقيق الأهداف وهي قطعا ليس هدف بحد ذاته، لذلك وانطلاقا من
تقييم كهذا وبالنظر لما تلحقه هذه الصورايخ
من أضرار بالمواطنين وحياتهم، ناهيك عن عدم إلحاقها الأذى بالاحتلال الذي
بات يستخدم دخانها كضباب يستر استمرار سياسية الاستيطان وتهويد المقدسات ،
وليس جديدا القول في هذه الأيام أن قادة الاحتلال يتخذونها مبررا لنسج خيوط
عدوان واسع يخططون لشنه على قطاع غزة وهم يبذلون كل جهد ممكن لإقناع
العالم بأنهم يخوضون حرب عنوانها صورايخ مقابل صواريخ، وعلى كل عاقل منا أن
يدرك الفارق الكبير بين هذا وذلك ، ومع تكرار هذه الحوادث واتساع دائرة
الجدل المشروع بشأنها، أقول لمن صمت أذانهم ويصرون على غض إبصارهم عن
رؤية الإضرار التي يمكن أن تسببها صورايخهم هذه أن الأمر لم
يعد يحتمل المزيد من المزاودة والاستهتار بحياة الناس و وتعريض أرواحهم
وممتلكاتهم للخطر، ولا بد للجميع من أن يتحمل مسؤولياته الوطنية ويتحلى
بالجرأة الوطنية بمناقشة هذا الشكل بعيدا عن إخضاع حق شعبنا المشروع في
المقاومة لخدمة أجندة فصائليه تخدم مصلحة هذه الجهة أو ذلك، إن
حق المقاومة حق مشروع لشعبنا كفلته كافة المواثيق والأعراف الدولية، لكن
الحكمة السياسية تقتضي مناقشة أساليبها ووسائلها وإمكانية الانتقال من شكل
وأسلوب إلى أخر بما يخدم تحقيق أهداف شعبنا لا التعارض معها بأي شكل من
الأشكال، وفي هذا السياق ومع تفاقم حالة الجدل حول هذا الأمر والكثير غيره،
إن مثل هذا التقييم أصبح ضرورة فلسطينية لا تخص هذا الفصيل أو ذاك بل أنها
شأن فلسطيني يخص الجميع لابد من مناقشته بجرأة ومسؤولية
تقود إلى تشكيل جبهة موحدة للمقاومة تدرس الأشكال والأساليب
كافة وتحدد الأكثر جدوى منها وفقا لما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني.
*عضو
المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
7-4-2010
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/