بقلم : كلارا العوض
لماذا يا أبي.....؟؟
هل لكل الناس في كل مكان
أدرع تطلع خبزا و أماني
و نشيدا و طنيا
فلماذا يا ابي نأكل غصن السنديان
و نغني خلسة شعرا شجيا ؟
محمود درويش
كتبت كلارا العوض/
في غزة ، وداخل كل شارع او حارة لا
يمكن لك ان تمشي دون ان تصادف طفلا او أطفالا بعمر الزهور حاملين
مسؤولية أسرة بكاملها بل هم رجال يحملون مسؤولية
أكبر منهم ، ييبعيون كل ما تيسر لديهم من بضائع بسيطة ليرجعوا
آخر النهار الى منازلهم الصغيرة بحصاد
يومهم البائس وقد ينتظر احدهم والد عاطل عن العمل استمرأ على نفسه ان يسخر
طفله الصغير و يرسله للشارع كي ينوب عنه في تحمل مسؤولية بيته و كأن قسوة
الحياة في غزة قد عطلت شهامة الرجولة فيه و جردته
من عاطفة الأبوة ، وهكذا تضيع أيام الطفولة و تتشرد في الشوارع لتغالب قسوة
الحياة من حرارة تلسع جبينه البريء أو برد ينهش عظمه الطري
أمام بوابة الجامعة انتظر كل يوم مجيء الطفل حسين الذي يقطع
مسافة كبيرة بين بيته الواقع في مدينة جباليا ليحط بطاولته الصغيرة التي
تحتوي على بضاعة بسيطة عبارة عن بعض السكاكر يتحمل في سبيل بيعها الكثير من
المعاناة التي تطال كرامته حيث يتعرض كثيرا للاستهزاء و يكون مادة للسخرية
بين بعض الطلاب و مع ذلك يستقبل كل هذا بابتسامة عريضة أملا في أن يجد
منهم الرحمة فيبتاعون منه قطعة لكي يعود الى بيته في المساء مجبور الخاطر
إلى متى سيظل حسين وغيره من الأطفال يدفع ثمن ما اقترفه
الكبار بحق إنسانيتهم و بحق وطنهم و يدفعون ثمن كسل
أو تكاسل بعض الآباء الدين تخلوا عن مسؤوليتهم في رعاية أبنائهم و تامين
لقمة عيشهم و تامين حضن حنون دافئ يحضنهم ساعات الليل ؟
إلى متى ستطل البراءة و الطفولة تدفع ثمن أخطاء الكبار ؟
لقد أعطت الطفولة الفلسطينية الكثير و كانت بطلة الانتفاضة
كما كانت دائما تدفع ثمن كرامة الوطن و عزة الوطن و تشهد كل التحقيقات و
التقارير ان الطفولة الفلسطينية تتصدر الإحصائيات في كل الكوارث التي تحل
بفلسطين من نسب الشهداء و المعاقين كما السجناء و الذين لحقهم التعذيب
فإلى متى سيتمر هذا الوضع ؟؟؟
غزة ، فلسطين
31 ـ 03 ـ 2010
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/