كتب المحرر السياسي:????؟؟؟؟.....!!!!!!!!!!!!
- كتب ابراهيم ملحم - نهضت هذه الحزمة من علامات الاستفهام، والتعجب،
اما عيوننا مذهولين من وقع الصدمة،ازاء ما جرى في جنيف من ارجاء النظر في
تقرير "غولدستون"، بالتشاور مع المجموعة العربية، والاسلامية برئاسة
الباكستان ، بعد تعرضها لضغوط امريكية غير مسبوقة .
مبعث الاستهجان نابع من كون التقرير، يفتح الباب ولاول مرة ، وبتوافق دولي 33 من 47 دولة ،للبدء باجراءات لتقديم مجرمي الحرب من قادة
المؤسسة
العسكرية الاسرائيلية الى العدالة الدولية،فيما بات العديد منهم، يبدون
خشية من جرهم مخفورين الى ابواب العدالة الدولية ،خلال حلهم وترحالهم،كما
حصل مع باراك ويعلون مؤخرا .
ليس هذا فحسب بل ان مجيء التقرير وسط
انحباس العملية السلمية، وتعثر، وتراجع جهود السلام الامريكية، وتغول
الاستيطان بشكل غير مسبوق ، يشكل عنصر قوة ضاغطا كان بالامكان
استخدامه،لتوسيع قاعدة العداء الدولية لاسرائيل،وتوسيع ساحة المعركة معها
ليس في الاراضي الفلسطينية التي باتت معالمها كباقي الوشم في ظاهر اليد ،
بل وفي الساحات الدولية، وداخل قاعات المؤسسات الحقوقية ،والانسانية
العالمية ،وهو الامر الذي لم تخف اسرائيل صدمتها من نذره ،والذي شكل تقرير
"غولدستون" اولى قطراته.
حادثة جنيف تتطلب نقدا ذاتيا
جريئا،ومراجعة رصينة لاليات اتخاذ القرار في الهيئات القيادية الفلسطينية،
التي استعادت عافيتها بانتخابات ديموقراطية شكلت بعثا جديدا لتلك المؤسسات
التي عانت منذ سنوات طويلة ، من تصلب في شرايينها ، انعكس على ادائها ،
وصناعة القرار فيها .
ولعل مبادرة الرئيس عباس ،بتشكيل لجنة تحقيق
في ملابسات تلك الواقعة،تشكل مدخلا لتلك المراجعة الواجبة،لجهة منع تكرار
تلك الحادثة، وتزويد الموقف الفلسطيني بعناصر القوة اللازمة، سيما وان
القضية لم تلغ ، بل ارجئت لعدة اشهر ، يمكن خلالها استخلاص العبر والدروس
مما حدث، ومواجهة ذلك الاستحقاق القانوني الدولي في شهر اذار المقبل، على
نحو تكون فيه القيادة اكثر قوة، وصلابة ،وتحصينا ،في مواجهة الضغوطات،ايا
كان نوعها،او الجهات التي يمكن ان تلوح بها .
ونحسب ان
الانتقادات الوطنية المسؤولة البعيدة عن التكفير، والتخوين، التي وجهت
للقيادة ، وما اعقب تلك الانتقادات من استجابة بتشكيل لجنة للتحقيق في
ملابسات تلك الواقعة ، كل ذلك من شانه ان يشكل عناصر قوة لصناع القرار،
بامكانها ان تعينهم على الصمود امام اية ضغوطات مرتقبة،وعلى كافة
المسارات،سيما وان المرحلة القادمة هي الاكثر خطورة في تاريخ القضية
الفلسطينية، وتتطلب قدرا عاليا من الحكمة،والحنكة،والحزم في اتخاذ
القرارات، والقدرة على مواجهة الضغوطات .
ونحسب ان حركة حماس التي
لم ترحب اصلا بتقرير "غولدستون" ،ووجهت اليه انتقادات شديدة لمساواته بين
الضحية والجلاد، تخطيء كثيرا ان هي غلبت الاستثمار السياسي لتلك الواقعة
المؤلمة،على الاستحقاق التصالحي،عبر اطلاق اتهامات حادة بالتخوين وهدر
دماء الابرياء، وهو استثمار لا يتفق واللغة التصالحية التي صدرت عن رئيس
مكتبها السياسي خالد مشعل، قبل ايام ،وان تعلو لغة العقل والحكمة، في
التعاطي مع الواقعة المؤقتة.
ولعل اكثر ما يلفت الانتباه في
تداعيات واقعة جنيف هي تلك الحملة المحمومة على شخص الرئيس محمود عباس ،
باعتباره راس الهرم في الهيئات القيادية الفلسطينية ، وهي حملة ذهبت الى
تصفية الحسابات اكثر من كونها ،دعوة لتصحيح اخطاء ، وتصويب مسارات،
ومراجعة سياسات.
واذا كان تاريخ ، الحكومات ،والثورات والحركات، لا
يخلو من اخطاء، فان ما يميز هذا الخطا المؤلم هو انه خطأ قابل للاصلاح،
ويمكن تداركه بعد عدة اشهر وهو ما يستدعي الكف عن اطلاق التصريحات،
والتوصيفات الضارة التي من شانها تعطيل المصالحة الوطنية، وخلق وقائع
وظروف تجعل من امر انهاء الانقسام واتمام المصالحة خطأ يصعب تداركه.
صحيح
انه كان بالامكان افضل مما كان .. لكن الصحيح ايضا انه لا ينبغي لواقعة
الارجاء لا الالغاء ،ان تضعف من عزمنا عن مواصلة عملنا لطي صفحة الانقسام
التي بتنا قاب قوس واحد من الوصول اليها، بعد التصريحات المتفائلة التي
صدرت عن اكثر من مسؤول في حركتي فتح وحماس مؤخرا، وان نحول دون استمرار
الانقسام ،الذي تسلل منه اعداؤنا ليصفوا حساباتهم مع جزء منا وبالرصاص
المصهور.
ولا بد من المصارحة بالقول ان الاداء الاعلامي الذي واكب
تلك الواقعة، قد تسبب في احداث حالة من الارباك، وتقديم انطباعات خاطئة
ازاء الموقف الرسمي، حيث ان الاجابات التي قدمها الناطقون الاعلاميون حول
تلك الواقعة،قد اثارت من الاسئلة اكثر مما قدمت من الاجوبة .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/