مهد المسيح .. ومهد المؤتمر ، بقلم / توفيق أبو خوصة
تذهب الغالبية العظمى من قيادات وكوادر فتح إلى دعم وتأييد عقد المؤتمر العام
السادس للحركة على ارض الوطن .. والمكان المقترح لانعقاده في مدينة بيت لحم بحكم
مجموعة من العوامل التي تمنحها الأولوية وأهمها توفر القدرة الفندقية لاستيعاب
الكواكب الفتحاوية المشاركة في المؤتمر العام السادس للحركة والأول في الوطن بعد
تعذر استضافته في مصر والأردن وانسجاما مع قرار المجلس الثوري في دورته الأخيرة
القائل بعقد المؤتمر على ارض الوطن إذا تعذر ذلك في الخارج . وحتى لا نذهب بعيدا
فان الحقيقة الجلية والثابتة تؤكد بأن الرفض الذي يبديه بعض أعضاء اللجنة المركزية
وكذلك مثلهم في اللجنة التحضيرية للمؤتمر وهي بالمناسبة ليست جهة الاختصاص في تحديد
مكان وزمان عقد المؤتمر وسقف صلاحياتها رفع توصية مقترحة بذلك ... يأتي ذلك الرفض
بلا أجنحة ولا أقدام ولا حتى عجلات وفي مكنونه ومضمونه ينطلق من باب بحث أولئك
الرافضين عن مكان تحت الشمس أي بمعنى آخر .. أين هم من نتائج المؤتمر قبل انعقاده
؟؟ ومن باب المناكفة والابتزاز لضمان مواقع لهم في الإطار القيادي الأول بالحركة
... وضمان انتخابهم كأعضاء في اللجنة المركزية المقبلة وبعد ذلك لا يعني لهم المكان
والزمان شيئا .. وهذا ما يتداولونه في كواليس الغرف المغلقة .. والجميع يعرف بأن
عقد المؤتمر في الوطن لن ينتقص من الحرية الكاملة في معالجة كافة الملفات والقرارات
المطروحة على المؤتمر العتيد ... أما شعار الرافضين بأنه لا يجوز عقد المؤتمر العام
السادس تحت حراب الاحتلال ... فان السلطة الوطنية ومؤسساتها .. م.ت.ف ولجنتها
التنفيذية ومجلسها المركزي .. وحركة فتح بكل مكوناتها وثقلها الأساس تتواجد على ارض
الوطن .. ولا صراع مع الاحتلال إلا على ارض الوطن .. ومن هناك كان الاشتباك المستمر
في العمليات الفدائية والانتفاضات الشعبية والإبداعات الجماهيرية في مواجهة المحتل
... ولم تتأثر مباشرة أو غير مباشرة .. حيث تمكن المناضلون الفتحاويون حتى داخل
السجون الإسرائيلية بوطنيتهم وفدائيتهم الغالبية من الرافضين لعقد المؤتمر في الوطن
ونسألهم أين تقيمون الآن حتى وان امتلكتم بيوتا وأرصدة خارج الوطن ؟؟ ألا تحملون
بطاقات VIP تسمح لكم بالتحرك كيفما شئتم من شرق النهر إلى غربه وعلى مساحة الممكن
من الوطن وبعضكم لا يعوزه كثير من الجهد إذا ما فكر في عبور الخط الأخضر بسيارته
ومرافقيه !!! فلماذا لا تمتلكون الجرأة الأدبية والتنظيمية لإعلان ما يجول في
نفوسكم ... بأنكم ترفضون مغادرة مواقعكم وامتيازاتكم ولا تسلمون بسنة الحياة والكون
المحكومة بأن الثابت الوحيد في الحياة هو المتغير ... وبأن الدوام لله .. وبأن دوام
الحال من المحال !!! ألا يكفيكم عقدين من الزمن وأنتم قابضون على خناق الحركة
وتمنعونها من الحراك الديمقراطي وإطلاق دورة الحياة فيها من جديد .. وهل من المعقول
أن يستمر عمل لجنة تحضيرية لمؤتمر أكثر من خمسة سنوات ؟؟ أيها الإخوة الكبار .. لا
تصغروا أنفسكم !! نريد أن تظلوا كبارا تذكركم الأجيال بالخير .. لا بالسب واللعن ..
أنتم جزء من تاريخ ثورتنا وشعبنا .. ولكن التاريخ لن يتوقف عندكم وشعبنا ليس بعاقر
فقد جاءت بعد ريادتكم للحركة أجيال ريادية وطلائعية من إخوانكم وأبناءكم وحتى
أحفادكم !!! إن فتح التي تعرفونها جيدا قادرة على أن تسير بدونكم ولكن لماذا تحكمون
على أنفسكم بالبقاء على الرصيف وهذا ما لا نريده أو نتمناه لكم ... نريدكم في موقع
المرشد والملهم والموجه والراعي .. أي موقع الكبار في الاحترام والقيمة والهيبة
ومطلوب حسن الختام لكم وعظمة الدوام للديمومة التي كنتم شركاء في انبعاثها !!! وهذا
لن يتأتى بالتعطيل والتخوين والتشكيك والتشبث بمبدأ أنا ومن بعدي الطوفان ... أو
تخرب برأيي ولا تعمر برأي غيري ... لأنها العدمية والعبثية بعينها ... ولا يمكن أن
يحنكم إليها الكبار والحكماء ؟!!
لذلك من المعيب أن يصر من يصر على السباحة
ضد التيار الفتحوي والوطني الجارف ... ولنعمل جميعا من اجل عقد المؤتمر العام
السادس للحركة على ارض الوطن .. ليس بعيدا عن الأول من تموز .. وفي بيت لحم ...
مدينة السلام ولترفعوا جميعا راية السلام الفتحوي الداخلي حتى نعبر بوابة المستقبل
إلى الحرية والاستقلال معا 000 كما ان حرص الرئيس ابو مازن على تهيئة كافة
الامكانيات والمناخات لعقد المؤتمر العام يجب ان يشكل حافزا لاصحاب المواقف غير
المفهومة ان يعودوا الى جادة الصواب وكما يقول المثل ( لا يوجد مغسل وضامن جنة )
حتى لو أجبرتموه الالتزام بضمان النجاح لبعضكم او كلكم فى المؤتمر القادم ... لأن
المؤتمر سيد نفسه عندما ينعقد .. وبلاش منطق يا لعيب يا خريب ... العيال كبرت !!!
--
المكتب الاعلامي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح "رام
الله"
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/
أمس في 13:22 من طرف رضا البطاوى
