من زرع الشوك لا يحصد عنب !!!-كتب -توفيق أبو خوصة
حركة الانقلاب الأسود في غزة / باتت حركة الهروب إلى الأمام في مستنقع الدم / والمزيد من الدم يجلب المزيد من الكراهية والحقد والانتقام / الكل في حركة الانقلاب يخاف من موطئ قدمه أو خط سير سيارته أو حتى ضربة باب في بيت جاره / وهو ما يسمى بالمختصر المفيد / حالة من الهوس الامني والذعر النفسي / بدات تضرب اطنابها في اوساط مليشيات الموت الحمساوية / وهي تدرك بعمق ان من تورط في دماء اولاد الناس / لا أمن ولا أمان له / وقد فاقم هذه الحالة ما حصل في رفح من جريمة تقشعر لها الابدان ، عندما هاجمت قطعان حماس بيوت الله ومنازل المواطنين الامنين وهدمتها على رؤوس من فيها ، وأعدمت الجرحى والمختطفين على عينك يا تاجر .. لتضيف لأعبائها الثقيلة عبئاً ليس بالهين .. بعد أن إستهدفت ما يسمى بالسلفية الجهادية التي خرجت من تحت عباءة المتأسلمين من قيادات الانقلاب الاسود .. وانقلب السحر على الساحر !!!
وهكذا فان احداث مسجد ابن تيمية في رفح لها ما بعدها وقد بدت المؤشرات العملياتية لهذا الما بعد .. اذ ان جماعات السلفية الجهادية قد اعدت نفسها لحرب استنزاف ومنازلة مفتوحة مع حماس كحركة سياسية تتماهى مع اصولها وامتداداتها الاخوانجية ذات البعد البراغماتي .. والتي يضعها التيار السلفي في خانة العلمانية وإدارة الظهر لشرع الله في دماء افراد وقادة السلفيين في فلسطين وفي مقدمتهم الشيخ عبد اللطيف موسى وابو عبد الله السوري ...
واذا كانت حماس بأجهزتها القمعية ومليشياتها الدموية قادرة على مطاردة وملاحقة الفتحاويين في غزة فهي عاجزة فعلاً عن التعاطي بنفس السلوك مع العناصر السلفية التي بمعظمها خرجت من بطن التعبئة الفكرية والعقائدية العنصرية والمتطرفة داخل حماس ، بل لا زال جزء لا بأس به من قوة التيار السلفي كامنة في اوساط ومفاصل حماس ويعرف كل كبيرة وصغيرة ، ولديه القدرة على ان يضرب تحت الحزام متى تقرر ذلك ، كما أن عناصر ما يعرف باسم ' جلجلت ' هم ايضاً من عصب حركة حماس ومن غلاة المتطرفين الذين اكتشفوا زيف شعارات المقاومة فيها وانها حركة تسعى من اجل السيطرة على السلطة فقط ولا مانع لديها من التعاطي مع الاسرائيليين والتعاون معهم لدرجة فرض الهدنة بالقوة المسلحة وحماية امن المستوطنين والمستوطنات ... ناهيك عن تفشي ظواهر ومظاهر الفساد والبذخ والصراع على المناصب والمغانم بين رموزها وشيوخها الذين لطالما تظاهروا بالعفة والشفافية والزهد قبل أن يغتصبوا مقاليد السلطة ...
لذلك فان اعمال التفجير واطلاق النار ومظاهر الفلتان الامني التي استخدمتها حركة حماس ضد السلطة الوطنية قبل الانقلاب الدموي بهدف تقويض أركانها كمقدمة للسطو على شرعيتها ... أصبحت هي السمة الغالبة في مشيخة الوهم في غزة ... حيث تستخدمها المجموعات السلفية لاستنزاف سلطة الانقلاب غير الشرعية وتعريتها في الشارع الفلسطيني المحتقن أصلا ضدها وعليها ومنها / وينتظر الفرصة المناسبة للخلاص / لكن ليس لأحضان من هم أكثر تطرفاً ودموية / وتلجأ الحركة الانقلابية الى محاولات إلصاق تلك التهم بحركة فتح كالعادة ، ولكنها تدرك جيدا أن خصمها الدموي القادم بقوة بعد أن كسرت القمقم في رفح هو التيارات والجماعات السلفية الجهادية ، ما هو معروف منها وما هو غير معروف ، ومن زرع الشوك لا يحصد منه العنب ، وبعد حوالي أسبوع من التفجيرات فى مقرات حماس الأمنية في مجمع أنصار غرب مدينة غزة التي تقع وسط مربع امني محمى بشكل فائق ، فقد أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم ' جند أنصار الجهاد والسنة ' ،، مسؤوليتها المباشرة عن هذه الأعمال التفجيرية وقالت في بيان رسمي وزع على وسائل الإعلام ' أن ذلك جاء استجابة لتوجيهات الهيئة الشرعية في تلقين حركة الكفر والردة حركة حماس وجهاز الأمن الداخلي التابع لها درسا نؤكد من خلاله أن مصائر مجاهدينا لا تتحكم فيها حركات كافرة ' ... وهكذا تجني حماس زرعها بأن يتم تكفيرها وتخوينها من قبل من هو أشد تطرفا وخرج من بين ظهرانيها !! ويجزم المراقبون والعارفون بطبيعة حركات الإسلام السياسي وافرازاتها السلفية والجهادية بأن الأمور وصلت إلى مرحلة اللا عودة في العلاقة بين حماس والسلفيين الذين لن يتأخروا كثيرا في الانتقام بالاستناد إلى حملة من الفتاوى والمواقف الشرعية التي صدرت عن مشايخهم ، وأن لديهم القدرة التسليحية والبشرية الجاهزة لفتح أبواب جهنم وتحويل قطاع غزة إلى محرقة تأكل الأخضر واليابس ، خاصة وأنهم أي السلفيين يتعاملون مع ما جرى في رفح بمثابة عربون صداقة للأمريكان والغرب قدمته حماس أملا في تحسين صورتها وتقديم أوراق اعتمادها في المنظومتين الإقليمية والدولية كجهة تحارب الإرهاب الأصولي في المنطقة ، لذلك لا يخفى على احد انفراج الأسارير الإسرائيلية في ضوء ما تقوم به حماس ومليشياتها من أعمال بطش وقمع ضد الفصائل والمجموعات الفلسطينية لحماية الهدنة غير الرسمية بين الطرفين الإسرائيلي والحمساوي ، ليس في غزة فقط بل عبر عدم القيام بأى عمليات قتالية من طرفها فى الضفة الغربية أيضا و حصر حربها الاعلامية والسياسية ضد السلطة الوطنية ، بالرغم من الهجمات الإسرائيلية المتفرقة في قطاع غزة سواء عبر عمليات التوغل أو القصف المدفعي المتقطع أو القصف بالطائرات علاوة على إستمرار الحصار الخانق على القطاع والذى بات جزءا من المصالح الحمساوية بالنتيجة .
ولم تعد حماس في خطابها السياسي التعبوي تتحدث عن حق الرد على الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية كما كانت تفعل بالماضي لمناكفة السلطة الوطنية بل تتهم من يسعى للرد بالخيانة وتؤكد على أن التهدئة والحفاظ عليها واجب وطنى ودينى مقدس .
وعليه فان الأسوأ لم يأت بعد ، وما يحمله قادم الأيام أكثر من خطير .. ندعو الله أن يجنب شعبنا آثاره الكارثية ونتائجه التدميرية .
--
المكتب الاعلامي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح "رام الله"
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/