مشيخة غزة وتكية دمشق
كتب / توفيق أبو خوصة
مشعل
حماس ينادي بتجميد العملية السلمية المجمدة أصلاً وفي نفس الوقت لهث وراء
فتح قنوات تفاوضية خلفية من وراء ظهر الشعب الفلسطيني سواء في فنادق زيورخ
بسويسرا أو عبر ضباط الأمن الأوروبيين الذين لا يغادروا غزة ، ويعقدون
اللقاءات الخفية مع قادة الانقلاب الأسود ...
إن
الموقف الشجاع للرئيس أبو مازن قد اسقط في أيدي زعران المقاومة والممانعة
... ليقول لهم هكذا تكون أعلى صور المقاومة الحقيقية في الدفاع عن حقوق
الشعب الفلسطيني والممانعة الجادة والجدية في مواجهة الضغوط الإقليمية
والدولية دفاعاً عن المصلحة الوطنية ...
إن م.ت.ف
كممثل شرعي ووحيد للفلسطينيين عندما اختارت الدخول في خيار السلام كانت
تدرك ما تريد تحقيقه من أهداف وطنية ولم تدخلها من باب الترف أو الضعف أو
انعدام الخيارات الأخرى ... لذلك فان كل من سعي بفعله أو مواقفه لإسقاط
غصن الزيتون الذي حمله الزعيم الراحل ابو عمار ومن بعده الرئيس أبو مازن
عليه أن يتحمل تبعات ذلك ... لان نضالنا الوطني صاحب خيارات مفتوحة وليعلم
أبواق الفتنة والشقاق والنفاق الذين امتهنوا المتاجرة بالآلام والمعاناة
والتضحيات الفلسطينية .. إن هذا الزمن قد ولى إلى غير رجعة .. بعد أن كشف
الواقع زيف الادعاء والمدعى بالتجربة الحية التي لا زالت آثارها ماثلة في
النفوس وعلى البشر والحجر والشجر في غزة الصامدة ..
ومن هنا حري بنا القول أن ليس كل من ادعى القيادة بقائد .. ولا كل من يدعي الأمانة فهو أمين !!!
وعندما
يطل علينا مشعل وغيره من رموز الانقلاب والخراب يتحدثون عن مقاومة كلامية
وهلامية بالأصل يدعونها وفي الحقيقة هم من أساء استخدامها في فترة ما ،
أما الآن فهم يصادرونها ويمنعونها بقوة السلاح لكسب ود العدو الصهيوني
وطمعاً في تهدئة وهدنة مجانية ومن اجل تقديم أوراق اعتمادهم لدى الشيطان
الأكبر .. على أمل الحصول على دور سياسي في النظام الإقليمي وتمهيداً لدمج
حركة الإخوان المسلمين في النظام العالمي الجديد .
لذلك
فان هؤلاء القوم أصحاب المشيخة في غزة وتكية دمشق يعتقدون وهماً بأن هذه
المواقف الساقطة تؤهلهم ليكونوا البديل للمشروع الوطني برمته .. وبناء
عليه جاء تعاملهم غير المسؤول والمواقف الساقطة لقيادتهم في أعقاب الموقف
التاريخي الذي أعلن عنه الرئيس أبو مازن برغبته في عدم الترشح للرئاسة ...
ولم يدرك هؤلاء بأن هذا الموقف الوطني لن يكون يتيماً أو آخر المواقف
المصيرية دفاعاً عن الحق الفلسطيني .. بل يأتي في إطار استراتيجي لمواجهة
كافة الأخطار المحيطة بالقضية الوطنية بما فيها ما يمثله الانقلابيون
القتلة من خطر لا يقل عن الاستيطان وتهويد القدس إن لم يكن ما فعلوه في
غزة أم الكبائر فعلاً ...
--
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/