أين المهللين والمدعين لحقوق الإنسان والحريات من اختفاء المناضل "مهيب النواتي" ؟؟!
فلسطيننا - بقلم : نعيم عبد الله ابو حسنين
غريب أمر تلك المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والعربية , فهى مثل مجلس الامن "معايرها مزدوجة" وأهدافها تخدم ذاتها .
أنا من أشد الداعين للحرية في فلسطين ومن الداعمين لمراقبة أداء مؤسساتنا القضائية والتنفيذية وغيرها نحو تصحيح مسارها للافضل .. وصولاً للهدف المنشود بإقامة دولة المؤسسات ذات الشفافية العالية الداعمة لحقوق الانسان الفلسطيني وحاضنة الديمقراطية الفلسطينية حديثة الولادة .
من شأننا ان نتساءل أين حقوق الانسان من التعذيب وحرية الرأى في غزة ؟؟ وأين مؤسساتنا الحقوقية من قضية إختفاء الصحفي مهيب النواتي في عاصمة الشام العتيدة التي يقطنها فصائل المقاومة والممانعة الفلسطينية الملهمة بحرية الشعب الفلسطيني وخلاصه من الظلم والاضطهاد؟؟! نجدهم هناك يستلون سيوفهم الملمعة بالدولار الامريكي لجلد النظام المصري في الكثير من قضايا الفساد والتوريث وغياب حقوق الانسان وغيرها مما لا يجدونه بالنظام السوري صاحب المشروع القومجي وحاضن المقاومة الكاذبة صاحب الاجندة الاكثر شبهة بين الانظمة العربية بوطننا العربي .. متناسين هناك بل أعينهم معصوبة لا ترى القمع والطائفية والشمولية وخطف المدونين والمناضلين واصحاب الرأى الاخر في عاصمة الشام العتيدة .
لا ننكر الدور الكبير للفضائيات الموجهة في التغير الجاري بالوطن العربي , ولكن ايضاً يجب أن يفهم هؤلاء ممن يدعون الدفاع عن الحريات بأن الفضائيات لم تكن السبب الرئيسي بل أن الشبكة العنكبوتية التي تم ايقافها من قبل النظام المصري لفترة وجيزة وقام بحجبها النظام السوري عن ابناء شعبه لن تفرق بين النظامين ولن يطول التغطية على أشباه الفضائيات ومدعين الحريات وحقوق الانسان عن خروج الشعب السوري الحر بوجه النظام قامع الحريات بإسم القضية الفلسطينية , وبإسم بعض المدعين للمقاومة في عاصمة الشام العتيدة .
نطمئن الجميع .. التغير قادم قادم .. لن يتوقف دولاب التغير عن الدوران وسيطحن جميع العصى المأجورة التي ستقف بطريقها من القاهرة حتى طهران مروراً بعاصمة الشام حامية القرار الفلسطيني الزائف , وبعدها من سيرحم المطبلين وأشباه المثقفين من الداعين والمدافعين عن الانسان وحقوقه ممن تجاهلوا وما زالوا عبر التحليل والتهليل لسقوط النظام المصري , ما يجري من قمع وديكتاتورية عمياء وسحق لأبجديات حقوق الانسان في الشام وطهران .
وعودة لاختفاء الاخ المناضل المفكر "مهيب النواتي" الذي قضى زهرة شبابه خلف أسوار سجون الاحتلال الاسرائيلي مدافعاً شرسا كما عرفناه وعايشناه منذ بداياتنا عبر حركة الشبيبة الطلابية في الثانوية العامة , عهدناه صنديد بمواقفه صلب بدافعه عن حقوق الغير أشوس بنضاله ضد الظلم .. لم تثنيه عوائق الاحتلال من مواصلة تعليمه وممارسة مهنة الصحافة التي عشقها وتفانى من أجلها .. تخصص بدراسة الاسلام السياسي وقد نشر كتاب بعنوان "حماس من الداخل" والذي لم يكن يعلم بان كلماته ومواقفه الجريئة ستذهب به الى المجهول .
لقد غادر الوطن عنوة لضيق الحريات في ظل إمارة حماس الظلامية متجهاً للعيش والاقامة قسراً هو وعائلته بدولة النرويج التي أحتضنت العديد من ابناء قطاع غزة الطامحين للحرية والعيش الكريم .
وبناءً على دعوة رسمية وجهت للاخ مهيب من قبل الاشقاء السوريين للمشاركة بفعالية ثقافية , لم يكن يعلم بانها مشاركة بالمجهول في عاصمة الشام الخفى صاحبة منظومة تكميم الافواه وكبت الحريات !! على الجميع هنا تحمل مسؤولية إختفاء المناضل الفتحاوي "مهيب النواتي" بدايةً من منظمات حقوق الانسان الفلسطينية التي أزعجتنا تقاريرها ومواقفها الداعمة لحق المواطن وصولاً لمن جاء بالاخ مهيب لعاصمة الشام العتيدة ممن يدعون المقاومة والكرامة وأخيراً وليس باخر على حركة فتح أن تجعل من اختفاء الاخ مهيب قضيتها والعمل بكل قوة للكشف عن سر الاختفاء وفضحه , وتأمين عودته سالماً لاسرته ولاصدقائه ومحبيه .
ملاحظه : الاخ "مهيب النواتي" أختفى له أخ قبل سنوات عدة عند الاحتلال الصهيوني
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/