آخرهم الصحافي مهيب النواتي :المفقودون الفلسطينيون في سجون سورية..من يجرؤ على طرح قضيتهم؟
هو ملف معقد بامتياز ومن النادر أن تجد من لديه معلومات موثقة عن ملف المفقودين الفلسطينيين في سوريا نظرا لحساسية هذه القضية ولطبيعة العلاقات الرسمية الفلسطينية السورية المترنحة أصلا تاريخيا، بالإضافة إلى أن السلطات السورية تتعامل مع هؤلاء المحتجزين كأرقام منذ اللحظة الأولى لاعتقالهم، فإذا تم اللجوء إلى المنظمات الحقوقية الدولية أو الصليب الأحمر للسؤال عنه الأسماء، يكون الرد بأن هذا الأسماء غير موجودة نهائيا.
وحسب مصدر مطلع، فإن بعض هذه القضايا يعود إلى حقبة الستينيات، لكن الجديد هو ما حدث في آخر يوم من العام الماضي 2010 مع الصحافي الفلسطيني مهيب النواتي، والذي فقد الاتصال به بعد أن توجه إلى دمشق من النرويج التي لجأ إليها عام 2007 بعد أحداث الانقسام الداخلي، ليستكمل الجزء الثاني من كتابه "حماس من الداخل" مع قيادة الحركة في الخارج، والذي نشر الجزء الأول منه عام 2003. "الحال" اتصلت بأحد أصدقاء النواتي في غزة والذي أشار إلى أن زوجة النواتي حاولت الاتصال به لتخبره بكسر قدم ابنه فرد بأنه مشغول ثم عاودت الاتصال به فكان هناك من يرد على الجوال ثم يغلقه.
نقابة الصحفيين تتابع القضية :
نقيب الصحفيين الفلسطينيين عبد الناصر النجار أكد أن النقابة هي من تابعت قضية الصحفي النواتي منذ اليوم لاحتجازه في سوريا، مضيفا بأن النقابة أصدرت عدة بيانات بهذا الخصوص، كما خاطبت إتحاد الصحفيين العرب وإتحاد الصحفيين الدوليين لإثارة القضية عالميا والضغط على السلطات السورية من أجل إطلاق سراحه.
وأضاف النجار، أن نقابة الصحفيين الفلسطينيين هي أول من تصدرت قضية الدفاع عن الصحفي النواتي وأنها حملت السلطات السورية المسئولية عن سلامة النواتي، وأن النقابة ستبقى تتابع هذه القضية وأنها ستتخذ إجراءات جديدة لفضح الإجراءات السورية، منها إجراء اتصالات جديدة بالسفارات الأجنبية والمنظمات الحقوقية الدولية لضمان الإفراج عن النواتي.
وردا على سؤال، فيما إذا كان هناك أي معلومة عن النواتي، أوضح النجار انه لا توجد معلومات بحدها الأدنى عن النواتي، فالنظام السوري ديكتاتوري، مستشهدا بالمثل السوري بأن الداخل إلى السجون السورية مفقود والخارج منه مولود.
وحسب النجار، فإنها ليست المرة الاولى التي يتم فيها اعتقال صحفيين فلسطينيين في سوريا فقد تم اعتقال عدة إعلاميين خلال السنوات القليلة الماضية ولذلك نصح النجار الصحفيين الفلسطينيين بعدم التوجه إلى سوريا إلا في حال وجود ضمانات تكفل عودتهم إلى الوطن أو إلى المكان الذي غادروا منه على سوريا.
مسئولية السلطة
وحول هذه القضية، أكد الدكتور غسان الخطيب مدير المكتب الإعلامي الحكومي، أن هناك متابعة واهتمام من قبل وزارة الشئون الخارجية وسفارة فلسطين بدمشق لضمان سلامة الصحفي النواتي، لكن المشكلة الأساسية تكمن في عدم وجود معلومات حول وجود النواتي.
وأشار الخطيب إلى أن السلطة تتحمل مسئولية مباشرة في هذه القضية وأن اتصالاتها لحل هذه القضية ستستمر، ولنفس الغرض، حاولت "الحال" الاتصال بالمهندس إيهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، على اعتبار أن مسقط رأس النواتي هي غزة، بالإضافة إلى أن قيادة حركة حماس تحتفظ بعلاقات مميزة مع دمشق، إلا أن الغصين أوضح أنه لا يملك معلومات رسمية حول هذه القضية.
شقيق النواتي: نطلب بأكبر حملة ضغط لدعم مطالبنا
مضر النواتي، شقيق مهيب، طالب جميع الجهات الرسمية والحقوقية والصحفية الفلسطينية والمحلية والعربية بالقيام بأكبر حملة ضغط من أجل معرفة مصير شقيقه. وأشار شقيق المفقود إلى أن أسرته أجرت عدة اتصالات داخلية وخارجية من أجل الاستفسار والاطمئنان عن حياة ابنهم لكنهم لم يتلقوا أي رد حتى الآن حول مصير ابنهم.
وقال أحد أصدقاء الصحفي مهيب النواتي، بأن لديه أمنية وتمنى أن تتحقق قريبا وهي أن لا تتكرر تجربة عبد المجيد زغموط، (الذي كان يعمل مع الشهيدين ياسر عرفات وخليل الوزير) مع النواتي وأن تطلق السلطات السورية سراح النواتي، مضيفا بأن زغموط اعتقل في السجون السرية السورية عام 1966، على خلفية مقتل ضابط سوري وكان يتعرض لأقسى أنواع التعذيب من أجل أن يعترف بأن من قتل الضابط هو الشهيد "أبو عمار"، مشيرا إلى أن زغموط توفي في السجن عام 1999 متأثرا بمرض السرطان.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/