أطفال مهيب النواتي يستصرخون القيادة الفلسطينية والضمير العالمي
مهيب النواتي
لا ندري في أي قانون على هذه الأرض يتم احتجاز إنسان بدون أي تهمه لفترة قاربت على الشهرين دون أن يعلم أحد عن مصيره ، فلا أحد من الأقارب أو عائلة الزميل مهيب النوتي ، يعلم ظروف اعتقاله في السجون السورية .. مواطن فلسطيني يحمل صفة صحفي ، سافر إلى سوريا بعمل رسمي وحصل على تأشيرة دخول حسب القانون يتم اعتقاله وزجه في السجن بدون أي تهمه .
أب لستة أطفال ، وابن لأم فقدت أحد أبنائها في الماضي ، وعائلة تعيش حالة من القلق ، الكل ينتظر إجابة ، فالمناشدات أُرسلت للريس بشار الأسد ، ولإتحاد الصحفيين العرب ، ولمؤسسات حقوقية وإنسانية في سوريا والوطن العربي ، تم إبلاغ القيادة الفلسطينية ووزارة الخارجية صاحبة الاختصاص ، وللأسف الشديد لا جواب ولا أحد يهتم لأمر هذا الفلسطيني .
لا ندري في مثل هذه الحالات ماذا نفعل ، فبعد كُل هذه المناشدات ، ما هو المطلوب ؟ ، هل المطلوب أن نتوجه لمجلس الأمن الدولي أو الأمم المتحدة حتى نعلم عن مصير شاب فلسطيني في ريعان الشباب ، اعتقله جهاز أمني عربي شقيق ، بدون أي تهمه ، فقط لأنه فلسطيني ، أم لأنه صحفي ، أم لأنه تجاوز الخط الأحمر ، المهم أنه لو تجاوز الخط الأحمر فلا أحد أجاب على ذلك .
إننا أمام مُعضلة ، فمن حق عائلة أي معتقل أن تطمئن عليه ، ومن حق أي مُعتقل أن يزوره المحامي ليعلم ما هي التهمه الموجه له ، ومن حقنا أن نتساءل ما هو مصير مهيب النواتي ، هل سينضم لمئات الأسماء الموجودة في السجون السورية ، أم هل سيُصبح ورقة في حل الصراع العربي الإسرائيلي ، أم أنه سيكون ورقة ضغط على القيادة الفلسطينية أم ماذا .
إننا نحتاج لوقفة جادة ، من كُل المستويات القيادية الرسمية والنقابية والتنظيمية ، آن الأوان لوقف هذا الاستخفاف بحياة البشر ، آن الأوان لوقف إهدار كرامة الفلسطيني ، كفي إهانات وذُل في المطارات والمعابر ، كفانا شعارات بأن الأمة العربية تقف إلى جانب شعبنا الفلسطيني ، فهذا الفلسطيني لا يُهان إلا في المطارات العربية والمعابر العربية .
من حق عائلة مهيب النواتي الاطمئنان عليه ، ومن حقنا المطالبة بالإفراج العاجل عنه ، فليس هناك أي تهمه موجهة لمهيب حتى الآن ، وكُل يوم يمضى يموت أطفاله من حسرتهم على والدهم ، وأم تبكي على فقدان الابن الثاني ، وزملاء مهيب أصبحوا يخافون أن يلقوا نفس المصير في أي وطن عربي في المستقبل من جراء قول كلمة الحقيقة .
&&&&&&&&&
صحفي وكاتب فلسطيني
rm_sh76@hotmail.com
8/3/2011م
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/