فتحي الشقاقي ... هكذا يرحل الرجال
بقلم / أبو المعتصم عبد الله
هكذا
يرحل الرجال ... هكذا يختارون الموت من أجل الحياة ... هكذا يرحل القادة
لتكون دماؤهم نورا ينير الطريق والدرب للثوار ونهجا يسير عليه الأبطال ...
إنهم العظماء ... رحلة الدم الذي انتصرت علي السيف .. والكف الذي جابه
المحرز وتحداه وبحر فيه بعيون الإرادة والمقاومة ... انه الشهيد الشاهد
المفكر المعلم / فتحي الشقاقي " أبا إبراهيم " .
رحل
أبا إبراهيم جسدا... وبقي روحا ترفرف في سماء فلسطين ... رحل بهدوء وترك
لنا إرثا عظيما سنودعه ذاكرة الشعب ... ترك لنا نهجا مقاوما لا يعرف
المساومة ... ترك لنا حبا وعشقا مزروع في قلوب المجاهدين ... انه رجل
الوحدة والتوحد ... انه القلم والكلمة والطلقة والبندقية ... انه فتحي
الشقاقي الدكتور الطبيب والمفكر العنيد والمثقف الثائر ...انه الفكر
الإسلامي المقاوم ...
رحل
فتحي ولم ولن ترحل الفكرة ... انطلقت رصاصات الغدر لتستقر في الجسد الطاهر
... آه يا فتحي لو نظرت هذه الطلقات إلي عينيك لكادت تعتذر ... آه لو عرفت
هذه الطلقات من أنت يا أبا إبراهيم لارتدت إلي قاتلك ومزقته ... لكنها
قدرة الله ومشيئته ... إنها أمنيتك الذي طالما تمنيتها ... إنها الشهادة
... انه الدم النازف ليروي ربي وثري الوطن ...
إننا
نستذكرك في كل لحظة وحين ... لكننا نستذكرك أكثر في هذه اللحظات العصيبة
الذي نحن بحاجة ماسة لك ولفكرك ولقولك ... فقد تلعثم من بعدك الكثيرون وقد
يكونوا ضلوا عن طريقك ومنهاجك الوحدوي ...
إنهم
يجلسون هناك في قصور دمشق العتيدة ... يتحدثون ويصرحون ويصدرون البيانات
المتلعثمة الانشقاقية ... يتحالفون مع أدعياء الانقسام والانشقاق ...
يتخبطون تاهت بهم الدنيا وما عادوا يستنيرون بنهجكم الوحدوي... انتزع منهم
القرار وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا صوتا لغيرهم وتبعا للإخوان المتأسلمين
الذي رفضت أنت نهجهم وأسست لفكر إسلامي ثوري بعيدا عن أدبياتهم الفاسدة
... لطالما حاربوك هؤلاء واتهموك أنت ورفاقك يا سيدي ... لقد أصبحوا اليوم
حلفاء للقيادة الدمشقية هناك ...
رحل
الشقاقي ولم ولن يرحل فكره ونهجه ... فلا زال صوته يتردد في أرجاء الوطن
وبين أزقة المخيمات ... أن دماء هاني عابد ومحمود الخواجا وطوالبة هم
امتداد لك يا سيدي ... وستبقي ذكراك نورا للأحرار ودربا للثوار ولن يضل
أبناؤك الطريق لأنك رسمت لهم الدرب بالدم وطريق الدم هو طريق الحرية ...
فسلام لروحك الطاهرة ... سلام لك أبا إبراهيم .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/