لماذا اغتالت إسرائيل الدكتور فتحي الشقاقي؟
مازال الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الإسلامي مثار حديث على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية، فعلى الرغم من مرور خمسة عشر عاماً على استشهاده، إلا أن أقلام الكتاب والمفكرين والسياسيين تواصل رسم الكلمات في شخصيته، التي تميزت بفكره المقاوم، ومزاوجته بين العقيدة والمقاومة وتكشف عن أسباب اغتياله.
ففي السادس والعشرين من أكتوبر/ تشرين أول الجاري تمر الذكرى الخامسة عشر لاستشهاد القيادي والمفكر الشقاقي، وقد أجمع الكُتاب الذين تحدثت إليهم مراسلة "فلسطين اليوم الإخبارية" على شخصية الشقاقي، حيث أشادوا بدوره البارز على صعيد القضية الفلسطينية، الذي عمل على تعميقها لدى الحركة الإسلامية، لتصبح القضية الفلسطينية فيما بعد مركز الحركة الإسلامية.
نال ما استحق
الكاتب مصطفى الصواف، فشدد على أن الشهيد الشقاقي كان أحد قادة الشعب الفلسطيني ومجاهديها الذين ضحوا من أجل وطنهم، فنال ما استحق من شهادة، كما كان مفكراً إسلامياً ووطنياً.
وأضاف، أن الشهيد الشقاقي كان غيوراً على قضية شعبه، في مرحلة كانت من أخطر المراحل التي تمر بها القضية الفلسطينية وهي مرحلة التكوين، فكان رجلاً مبدعاً ومثل جزءاً مهماً من شعبنا الفلسطيني.
وبين الصواف، أن الشهيد الشقاقي، كان أحد المفكرين الإسلاميين الذي تميز بـ" فقه المقاومة"
الذي غاب عن البعض، ولكن الشقاقي أكد عليه لتحرير الأرض الفلسطينية، كما اهتم بـ"الفقه التربوي" في رجال المقاومة، كجزء من أساليبه وأدواته في منهجه المقاوم، حيث المزج بين العقيدة والمقاومة.
وأشار الكاتب الصواف، إلى أن الشقاقي أعاد البعد الإسلامي للقضية الفلسطينية، وخرج بها بعيداً عن الارتهان إلى المواقف الغربية واليمينية، فشدد على أن "الإسلام هو الحل".
لماذا اغتالت إسرائيل الدكتور فتحي الشقاقي؟
أما المحلل والكاتب السياسي ناجي شراب، فأكد أن الدكتور فتحي الشقاقي نموذج لقائد سياسي فلسطيني جمع عناصر القيادة الناجحة، تميز بانفتاحه العقلي والفكري على الثقافات الأخرى، وبرؤيته الشمولية الكامل للقضية الفلسطينية.
وفي سؤال له عن أسباب اغتيال إسرائيل للدكتور الشقاقي، عزا الدكتور شراب ذلك إلى إدراك إسرائيل أن تدرك حجم الدكتور الشقاقي وأن هذه القيادات أمثاله إذا استمرت فسوف تشكل خطورة على إسرائيل، وسيكون هناك شعب يقف وراء الشقاقي القيادي.
وأضاف الدكتور شراب، أن الشقاقي وضع الأسس والجذور القوية للحركة الإسلامية بأكملها ولحركة الجهاد الإسلامي خاصةً الأمر الذي ساهم في استمرار هذه الحركات، مشيراً إلى أن عظمة هذه القيادات أمثال الشقاقي ليس في عمرها بل فيما تتركه من منهج وفكر.
وأكد، على أن حركة الجهاد وكافة الحركات الإسلامية مازالت تستشهد بفكر ومنهج الدكتور الشقاقي، حيث تميز بكون قائد فلسطيني يعمل للكل الفلسطيني وليس على صعيد تنظيمي، وهو الأمر الذي يعد جانباً ايجابياً في حياة وفكر الشقاقي.
إسلام مقاوم
الكاتب علاء الصفطاوي أكد أن الدكتور فتحي الشقاقي يمثل إضافة نوعية للعمل الفكري والجهادي على مستوى فلسطين والأمة العربية والإسلامية جمعاء، حيث ساهم في حَل الإشكالية التي كانت تعتري العلاقة المغلوطة بين الإسلام والدين والوطن.
وأضاف الصفطاوي، أن كل الحركات الإسلامية لم يكن الإسلام منهجاً لها وأرضية لها، لكن الشهيد الشقاقي أَعَاد أولويات الحركة الإسلامية، وخلقها من الصفر، كما صنع إسلام مقاوم في الساحة الفلسطينية.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/