المؤسستان السياسية والأمنية في تل أبيب:
بقاء حماس مصلحة استراتيجية
تقرير اخباري
نزار الغول
صدر قبل أيام تقرير من الاستخبارات الاسرائيلية موجه بشكل أساسي للمستوى السياسي حول سيطرة منظمة التحرير على القدس.
التقرير والذي نُشر في وسائل الاعلام حذر من أن منظمة التحرير تتوغل في القدس بشكل بات يهدد " السيادة الاسرائيلية ".. مشيرا إلى أن سيطرة منظمة التحرير تتم عبر عدة وسائل اهمها ضخ ملايين الدولارات وشراء عقارات بمسميات مختلفة .. وكذلك عبر نشاطات تقوم بها الاجهزة الأمنية الفلسطينية ضد السماسرة والعملاء ومروجي المخدرات.. ولم يغفل التقرير الإشارة إلى حصار الحرم القدسي الشريف إبان الأعياد اليهودية ومحاولات اقتحام الحرم القدسي الشريف مؤكدا ان المعتكفين في الحرم القدسي الشريف هم بالغالب من أبناء "شبيبة فتح " .
في الأثناء ... قال العميد في الجيش الإسرائيلي ( ايال ايزنبرغ) وبناء على معلومات استخباراتية إن حماس باتت على يقين انها ستخسر الانتخابات القادمة على نحو مُذل.
وقال ( ايزنبرغ ) الذي قاد بشكل أساسي الحرب الأخيرة على قطاع غزة في مقابلة مع موقع معاريف الالكتروني " إن حماس ولشعورها بخسارتها القادمة تخطط للضرب في كل اتجاه ولتفجير الوضع في المنطقة".
تقرير الاستخبارات الاسرائيلية حول سيطرة منظمة التحرير على القدس أشار إلى أن نفوذ منظمة التحرير في القدس لا يهدد فقط السيادة الاسرائيلية .. بل هو يهدد كذلك شعبية حماس في الضفة التي باتت في تراجع بعد نجاح الخطة الامنية في الضفة وممارسات حماس في قطاع غزة.
كعادتها .. فإن الاستخبارات الاسرائيلية تلخص في خاتمة تقاريرها توصيات للمستوى السياسي استنادا على المعلومات والتحليلات الواردة في التقرير.
وسائل الاعلام التي نشرت تقرير الاستخبارات لم تنشر توصياته والتي تبقى عادةً في خانة "السرية" ويحظر نشرها.
ولكن المتتبع للامر يقرأ تلك التوصيات من خلال ردود فعل السياسيين في اليوم التالي للتقرير.
إذ أصدرت المؤسسة السياسية في إسرائيل تصريحات تقول إن حماس تسيطر على القدس وإنها تخطط لانتفاضة ثالثة .. بخلاصة تعاكس حقيقة ما جاء في تقرير الاستخبارات الاسرائيلية ، وتريد إسرائيل من ذلك ان تعيد النفس الشعبي لحماس على إثر ما قرأته في تقرير الاستخبارات.
كما أصدرت المؤسسة السياسية في إسرائيل تصريحا قبل فترة تقول فيه إن أبو مازن ضغط على إسرائيل لتستمر في حربها على غزة وذلك لتعمل على تغيير وضعية حماس السيئة شعبيا والتي أوضحها تقرير الاستخبارات الاسرائيلية.
هذا في وقت قررت فيه المؤسسة السياسية في إسرائيل تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حماس قبيل الانتخابات الفلسطينية لتحسن من فرص حماس بالفوز.
إسرائيل والحال هذا تفكر في تحسين وضع حماس الآخذ بالتدهور لتضغط على الجانب الفلسطيني في المفاوضات ولتعمل على تدمير النفوذ الفلسطيني في القدس المحتلة والابقاء على حالة الانقسام بين الضفة وغزة التي امتدحها قادة إسرائيل...
وهذا يرتبط عضويا مع امتداح غابي اشكنازي قبل فترة لحركة حماس بسبب قمعها محاولات اطلاق الصواريخ على إسرائيل ولفرضها هدنة من جانب واحد دون ان أية التزامات على إسرائيل.
إسرائيل لن تضحي بوضع مثالي تحققه لها حماس.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/