sala7 المدير
عدد الرسائل : 13062 العمل/الترفيه : معلم لغة عربية ، كتابة وقراءة نقاط : 32981 الشهرة : 6 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: لقاء أبو مازن - مشعل ضرورة../ هاني المصري الخميس 10 سبتمبر - 15:35 | |
| لقاء أبو مازن - مشعل ضرورة../ هاني المصري توفرت يوم السبت الماضي فرصة نادرة لحدوث لقاء يجمع ما بين الرئيس أبو مازن، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، حين تصادف وجودهما معاً في القاهرة، لدرجة أن بركات الفرا القائم بأعمال السفارة الفلسطينية بالقاهرة أعلن بأن اللقاء سيتم.
لم يتم اغتنام الفرصة، لأن أبو مازن لا يريد اللقاء مع مشعل قبل أن يتبلور اتفاق المصالحة بحيث يكون اللقاء تتويجاً للحوار ولحظة التوقيع على الاتفاق.
إذا فكرنا بالأسباب التي تمنع أبو مازن من لقاء مشعل، رغم تدخل وساطات فلسطينية وعربية ودولية، شارك بها الرئيس السوري، ورئيس وزراء تركيا، وأمير قطر، ورئيس السودان وغيرهم، نجد أن الرئيس لا يريد أن يعطي شرعية للانقسام، ولا يريد أن يكون على قدم المساواة مع مشعل، فأبو مازن هو الرئيس، وأبو الوليد زعيم فصيل سياسي رغم أنه الفصيل الذي حصل على الاغلبية في انتخابات المجلس التشريعي الاخيرة. كما أن أبو مازن لا يريد أن يشارك في لقاء كهذا قبل أن يتأكد من أن حماس باتت مستعدة للموافقة على شروط المصالحة التي يطرحها وأهمها إقرار الالتزامات التي عقدتها المنظمة مع اسرائيل.
السبب المضمر والأهم لعدم إتمام اللقاء يتعلق بأن أبو مازن لا يريد لقاء مشعل بدون أن يضمن قبوله بالتزامات المنظمة، لأنه لا يريد تحقيق مصالحة ترفضها الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل والمجتمع الدولي، لأن مصالحة كهذه تقيد يديه وقدرته على الحركة والمناورة، خصوصا في وقت تشهد فيه المنطقة حراكا سياسيا لبلورة مبادرة دولية تدعمها وتحركها ادارة اوباما ترمي لحل الصراع خلال عامين.
إن اللقاء بين الرئيس وزعيم فتح والمنظمة، وزعيم حماس بات ضرورة لا تحتمل المزيد من التأجيل، لأن الحوار الوطني الشامل، والحوار الثنائي بين "فتح" و"حماس" استنفد أغراضه ووصل الى لحظة الحقيقة، لحظة اتخاذ القرارات الصعبة، لأن الوقت ينفد، والاستحقاق الدستوري لإجراء الانتخابات يقترب. والقرارات الصعبة لا تتخذ من قبل القيادات وانما من الزعماء.
اللقاء يمكن أن يعقد فوراً، او لمجرد توفر بوادر ايجابية حتى لو كانت تسمح بحدوث تقدم اقل من الاتفاق الكامل، لأن اللقاء يمكن ان يساعد جدا على الاتفاق او التقدم على طريق الاتفاق.
ومع وجاهة الحجة التي ترفض لقاء أبو مازن - مشعل خشية من أن فشل اللقاء سينعكس سلبياً على الحوار واحتمالات وفرص المصالحة، الا أن اهمية إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة يجب ان تعلو على أي شيء آخر، ولا بد من استنفاد كل الفرص لإنجاح الحوار، ولقاء على مستوى القمة فرصة يجب اغتنامها قبل فوات الأوان.
إن لقاء على مستوى القمة يوضح الى أي حد يريد كل فريق انجاح الحوار، وسيتحمل الطرف الذي لا يبدي مرونة، ولا يتنازل من أجل فلسطين المسؤولية أمام شعبه الذي يريد بغالبيته الساحقة انجاح الحوار.
فاذا كانت حركة حماس تمر منذ عدة اشهر بأزمة أشد من سابقتها جراء جملة من الاسباب والعوامل، تبدأ بعدم فتح معبر رفح وتأزم علاقتها مع مصر، وعدم التوصل الى تهدئة متبادلة مع اسرائيل، فما هو قائم تهدئة مجانية من جانب واحد، وعدم اتمام صفقة تبادل الاسرى، واستمرار الحصار، وبالتالي عدم اعادة الاعمار وما يعنيه ذلك من ضغوط شديدة على حماس، ولا تنتهي الازمة بعدم الاعتراف العربي والدولي بحركة حماس رغم مجيء ادارة اميركية جديدة عولت حماس عليها لتغيير الموقف الدولي والاميركي منها، كما ساهم في ازمة "حماس" مجموعة من التطورات هي:
تحسن العلاقات السورية مع الرئيس أبو مازن والمنظمة وسط بداية عودة العلاقات الاميركية السورية الى طبيعتها، ووسط جهود لاستئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية، ونتائج انتخابات لبنان التي لم تصب لصالح حزب الله والمعارضة اللبنانية التي تتحالف مع حماس، والاضطرابات الايرانية بعد الانتخابات والتي في الحد الادنى تشغل الحليف الاقوى لحماس في اموره الداخلية، واتجاه قطر الحليف الموثوق لحماس لاعطاء اشارات ايجابية لواشنطن وعواصم الاعتدال العربي، بدليل أن قطر من اول الدول العربية التي التزمت لادارة اوباما بتقديم خطوات تطبيع مع اسرائيل مقابل "تجميدها الاستيطان".
إن كون "حماس" في أزمة شديدة لا يعني بالضرورة أنها ستسلم بالشروط الموضوعة لها للمصالحة، فأن توافق حماس على الالتزام (عبر مشاركتها بحكومة تلتزم) بالتزامات المنظمة مع اسرائيل (أي بالاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والتقيد بالاتفاقيات المبرمة) يعني انتحارا سياسيا لا يمكن ان تقدم عليه، فحماس لن تغير جلدها وتنتحر كرمال عيون الوحدة، واذا ارادت لن تقدم ذلك لفتح والمنظمة والرئيس، وإنما لحكام واشنطن حتى تحصل على مقابل في مستوى هذا التنازل التاريخي.
كما أن كون "حماس" في أزمة شديدة لا يعني أنها سترضخ بل قد يعني أنها ستتطرف، ويمكن ان تعود بقوة لاستئناف العمليات الاستشهادية والمقاومة المسلحة على قاعدة شمشون المعروفة "عليّ وعلى أعدائي يا رب". فعندما علقت حماس المقاومة المسلحة (العمليات الاستشهادية منذ سنوات، واطلاق الصواريخ بعد حرب غزة الاخيرة) فإنما فعلت ذلك للحفاظ على السلطة التي أصبحت طرفا أساسيا فيها، ولتقديم نفسها كطرف مسؤول لتشجيع الاعتراف الاميركي والعربي والدولي والاسرائيلي بها، ولكي يتم اعتمادها كلاعب اساسي يمثل او يشارك بتمثيل الفلسطينيين.
اذا وصلت حماس او دفعت الى الحائط، ستفكر جدياً بأن تلعب مجددا بورقة المقاومة المسلحة، وعندها ستخرب اللعبة كليا، وخصوصا أن عملية السلام تشهد حاليا جهودا كبيرة لاحيائها، مع انها تصطدم أساسا بتعنت الحكومة الاسرائيلية.
إن كون "حماس" في أزمة شديدة يتطلب إبداء المرونة معها، واعطاءها السلم لكي تنزل عن رأس الشجرة العالية التي صعدت اليها، حين تصورت أنها يمكن ان تجمع ما بين السلطة والمقاومة المسلحة، أو يمكن أن تحتفظ بالسلطة في قطاع غزة مقابل تعليقها المقاومة المسلحة، بحيث يشكل القطاع "إمارة اسلامية" تكون قاعدة للانطلاق لتحرير الضفة الغربية أو بانتظار حدوث تطورات عربية ودولية مناسبة لها.
إن "العفو عند المقدرة"، ومطلوب من الرئيس أبو مازن الذي بات قوياً الآن بعد مجيء إدارة اوباما، وعقد مؤتمر فتح السادس، واستكمال النصاب القانوني للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إبداء المرونة " والتنازل" من اجل القضية والوحدة الوطنية التي بدونها لا يمكن عدم المشاركة بالمفاوضات اذا كانت عبثية، أو المشاركة بالمفاوضات إذا كانت من موقع قوة شرط أن تكون ذات مرجعية واضحة وملزمة.
إن المطلوب حتى ينجح الحوار موافقة حماس على التخلي عن غزة والمشاركة في حكومة وفاق وطني تنسجم مع الشرعية الدولية، والاحتكام للشعب بشكل منتظم وديمقراطي، وموافقة فتح على مشاركة حماس وغيرها من الفصائل والفعاليات الوطنية مشاركة حقيقية في المنظمة والسلطة، بدون تفرد ولا هيمنة من أحد.
إن استئناف المفاوضات في ظل الانقسام والضعف العربي ووجود حكومة متطرفة جدا في اسرائيل، يمكن أن يقود، إذا لم يبدأ فوراً الى اعتماد حل الضفة الغربية أولاً، وهذا يعني إن حدث، تصفية للقضية الوطنية، وسيؤدي في أحسن الأحوال الى اقتسام الضفة الغربية مع اسرائيل، واقامة حكم ذاتي اوسع تحت يافطة دولة ستكون "دولة الأمر الواقع"، "دولة البقايا".
إن المنطقة تتغير باستمرار وحبلى بتغيرات ومفاجآت، وحماس المأزومة جداً ليس بالضرورة ان تبقى كذلك، ولم تكن كذلك قبل عدة أشهر، وتحديداً بعد الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة، حيث كانت حماس أقوى سياسياً وجماهيرياً، ولكنها لم تستطع أن تحول هذه القوة إلى إنجازات سياسية داخلية وخارجية.
كما أن أبو مازن القوي الآن لن يبقى بالضرورة كذلك، خصوصا، اذا لم تستأنف المفاوضات او اذا استؤنفت على أساس شروط مهينة، بدون تجميد تام للاستيطان ولا موافقة اسرائيل على حل الدولتين على حدود 1967.
لا بديل عن الوحدة، والمصالحة، والشرعية على أهميتها ليست بأهمية الوحدة، فلا شرعية في ظل الانقسام خصوصاً إذا تحول إلى انفصال دائم. فمصادر الشرعية متعددة في فلسطين الواقعة تحت الاحتلال، وأهمها شرعية حمل البرنامج الوطني والمقاومة والصمود في وجه الاحتلال. "الأيام"
|
|
_________________ تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/ | |
|