[size=12]خالد مشعل يعدكم بالنصر ويطمئنكم أهل غزة بخير
[b][size=12]ابراهيم علاء الدين
alaeddinibrahim@yahoo.com
من العلامات البارزة في ذاكرة تاريخ المنطقة ذات الصلة بهزيمة حزيران 1967 ذاك الخطاب التاريخي للعاهل الاردني الفقيد الملك حسين والذي خاطب فيه سكان الضفة الغربية بقوله " قاتلوا بأسنانكم وبأظافركم " فيما كان جيشه قد انتقل تماما من غرب النهر الى شرقه، وتبعهم عشرات الالاف من النازحين.
وقد اعاد خالد مشعل بخطابه اليوم ذات الصورة التي رافقت خطاب الملك عام 67 ، حين اقسم بان حركته ستنتصر، وان العدو لم يحقق شيئا طيلة اسبوعين من الاعتداء.
ولا ادري لماذا كلما شاهدت خالد مشعل أتخيل الممثل المصري الفاشل محمود فهمي ، وهو كما يبدو شقيق الممثل حسين فهمي، وقد حاول المسكين وبذل جهده، ليستغل شخصيته الجميلة وطوله وعينيه الكحلى، لكنه يا سبحان الله "ثقيل دم" لم يتمكن من الصعود الى صفوف الممثلين الاوائل.
وهكذا خالد مشعل شخصيته معقولة وعيونه كحيلة لكنه يا سبحان الله "ثقيل دم" عندما يتحدث ينضح الغرور والعنجهية من لسانه، فتبدو شخصيته حاقدة متسلطة، يشعر بالقهر والاضطهاد لان عباس يرفض مشاركته في معبر رفح وفي مقعد الرئاسة على شعب تحت الاحتلال.
ممثل فاشك يحاول بخطاب تعبوي كما قالت حنان عشراوي لابد منه لرفع المعنويات في مثل هذه الظروف القاهرة والقهرية التي زج مشعل ومعاونوه انفسهم وحركتهم وشعبهم في اتونها.
فيا سيد مشعل مهما حاولت تقليد شيخ طريقتكم "الشيخ حسن" بطل النصر الالهي فيبدوا انك لن تنجح، فالافضل ان تشق لك طريقا خاصا ومستقلا، لانه حتى تتمكن من مجاراة الشيخ حسن فعليك ان تذهب للدراسة مباشرة وليس بالانتساب في قم، والكوفه وكربلاء. وطالما انك شيخا سنيا فيكفيك تقليد الشيخ القرضاوي ففيه البركه..!!، فهو مثلك يؤمن بان الله سوف ينصر عباده المؤمنين ولأنه لا شك بكلام الله عز وجل، فعليكم ان تسألوا أنفسكم لماذا لم ينصركم الله منذ موقعة حطين حتى الان ..؟، هل لأنكم لستم مؤمنون..؟؟
فمثل خطاباتك يا شيخ مشعل لا تأتي بالنصر، وقدراتك السياسية والعسكرية تبرهن بالميدان انها اضعف من ان تأتي بالنصر، بل انها تأتي بكارثة عنوانها حتى الان خمسة الاف قتيل وجريح من ابناء وبنات شعبنا، وما زلت تتبجح بانك انتصرت، وترفض وقف اطلاق النار وترفض التهدئة، وكأنك يا شيخ ابو عيون كحيلة انت من يحاصر جيش العدو، وليس جيش العدو هو من يطوق المدن، وهو من قطع غزة الى خمسة اجزاء، وهو الذي فصل بالدبابات والنيران غزة عن مصر، وهو الذي يطوق مدن القطاع بزنار ناري، وهو الذي يدك على مدار الساعة كل ما يتحرك على الارض.. وهو الذي يجهز لاقتحام المدن واحدة تلو الاخرى، ويأتي بمزيد من الجنود والدبابات والمدرعات والمجنزرات والطائرات بانواعها ليدك الارض بالقنابل الارتجاجية والفوسفورية والصواريخ وبكل الاسلحة.
فيما صواريخكم تطلق بالهواء وتسقط بالهواء لا تؤذي حتى شجرة او كلب من كلاب العدو، وصراخكم لم يحمي طفلة، ولم يرحم أم حتى لو اندفعت لتقدم روحها فدوة لطفلها او اطفالها.
ودعواتكم مهما اظهرتم اثنائها من الخضوع والورع، فانها لن تعيد لطفولة غزة بهائها، ولن تعيد الروح لمئات الاطفال قضوا دون ذنب، والاف اخرين ذهبوا نهبا لوحشية الاعاقة والاصابة والجروح.
ومع ذلك تتحدث عن الانتصار يا شيخ خالد ..!!! وما تزال ترى بالرئيس الفلسطيني العدو الذي يجب هزيمته وان العالم يجب ان يعترف بك وبحماس وقيادة حماس للشعب الفلسطيني..؟
فترى قضيتك المركزية هي فتح معبر رفح تحديدا، وانه لا بد من مشاركة حماس بادارته كدليل على الشرعية والسلطة.
يا شيخ خالد مشعل ..كما قال ياسر عمرو سفير فلسطين في القاهرة ان الحساب ليس عيبا، والتراجع عن الخطأ فضيلة، والمكابرة عيبا ودليل ضعف، ومعاندة الواقع انتحارا، وصدقني قبل وبعد كل ما سبق وكل ما سيأتي دمشق لن تفيدك، وايران لن تزيدك قوة، وخطب الشيخ حسن لا تهز الكراسي.
ومن الامور التي تثير الدهشة في هذا المقام .. ان مشعل وغيره من قادة المقاومة اللفظية والكفاح التلفزيوني والاعلامي ، انهم لا يدفعون ثمن المقاومة التي يدعون الشعب لممارستها ، ولا هم من يصمدون تحت كل اشكال النيران، بل هم يقبضوا ثمنها مزيدا من الزعامة والبروز والحياة الهانئة كقادة عظام يحيطهم الحراس وتنظم حياتهم بروتوكولات في العواصم الشقيقة.
والغريب يا شيخ خالد انكم تتبادلون والعدو نفس الصفات فكما تصفوه فهو يصفكم، وكما تنعتوه فهو ينعتكم، فانتم تقولون ان العدو ينهج سياسة الحرب والتوسع والقتل والتدمير والعدوان، وهو يصفكم بذات الصفات، وبانكم تريدون تدمير دولته والقاء شعبه في البحر.
انتم تقولون ان العدو لم يتعلم ان سياسة القتل والتدمير والعدوان فاشلة.
وهو يقول نفس الشيء عنكم انكم لم تتعلموا ان ممارسة القوة وقتل المدنيين أي درس، وانكم ما زلتم تجرجرون شعبكم نحو المذابح.
وكما تقولون عن العدو انه مولع بالقتل وان عقيدته اسبرطية يونانية تقوم على تأليه الحرب وعبادتها، فانتم كذلك تؤلهون الحرب، وترمون بالكفر والخيانة والعمالة كل من يرى بالسلام طريقا وان كان طويلا.
المشاهد عندكم وعند العدو ذاتها كل منكم يسعى لقتل اكبر عدد من الافراد لدى الاخر، كليكما تتبجحان بلغة الحرب والقتل.. كليكما تتغنيان بالموت والدمار، كليكما مسكونان بشياطين الدمار والتدمير، تسكنكم اساطير الاولين من سليمان وداوود اللذان قتلا معظم اهل زمانهما وجعلتم منهما انبياء، وها انتم في العصر الراهن تسعون لقتل اكبر عدد ممكن من سكان زمانكما ربما لتصبحوا انبياء.
انتم وعدوكم تنطلقون من نفس المنطلق العقائدي المدمر، المسكون بالكراهية والحقد والغضب والرغبة برؤية الدم يروي الارض التي تنعي ابنائها.
ولذلك يا شيخ خالد فان رسالتك من مقرك الامن الهاديء في دمشق لم تطمئننا، حتى لو أقسمت بالاف الايمان بان شعبنا بخير.
فشعبنا ليس بخير، شعبنا يا شيخ خالد يقتل بالطائرات والصواريخ والمدافع.
خمسة الاف من شعبنا ذهبوا ضحية على مذبح البطولات اللفظية والخطب الرنانة والتصريحات الطنانة.
اننا لا نرى المقاومة التي تتحدث عنها يا شيخ مشعل .. بل نرى دموع النساء وهلع الاطفال ونرى سماء ليل غزة مضاء بالقذائف والصواريخ.
اننا نشاهد حمالات الموتى ورجال الاسعاف ينقلون الجرحى ومستشفيات تغص بالانين.
هذا ما نراه يا شيخ مشعل فهل تريدنا ان نصدقك حتى لو اقسمت بالقران والانجيل والزابور.
ليت الهزيمة هذه تدفعك للموافقة على المبادرة المصرية لعلك تساهم ولو متأخرا بحماية شعبك من آلة القتل والموت الصهيونية التي لا ترحم من وحشيتها شجرا او بشرا او حجرا طالما هو فلسطينيا.
ابراهيم علاء الدين
alaeddinibrahim@yahoo.com
[/size][/size][/b]
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/