جلجلت في غزة يعني ' الرعب'
/ تقرير خاص / قال محمود طالب او المكنى بـ ابو المعتصم المقدسي ،وهو
الابرز 'بالسلفية' الجهادية في قطاع غزة بعد مقتل ابو النور المقدسي (
عبداللطيف موسى) أن مبايعة الشيخ اسامة أبن لادن قادمة لا محالة ، وستأتي
بعد تنفيذ عملية كبيرة في القطاع ، ام الثأر لدماء ' شهداء رفح السلفيين'
فسيكون في حينه ، وحماس ستلقن درساً لا ينسى .
مضمون
هذا الحوار الذي اجراه محمود طالب مع جريدة الشرق الأوسط التي لا تنتشر في
قطاع غزة ولا تدخله اصلا ، ووصل الى سكان القطاع عبر وسائل الاعلام
الإلكترونية الفلسطينية منها خاصة ، انتشر كنبع انفجر في ساقية عطشى ،
وتناوله الصغير والكبير ، حتى عاد أسم ' جلجلت ' الى المدارس والاسواق
والبيوت وعلى موائد الافطار ، ونشطت وسائل الاعلام مترامية النوايا
والجنسيات للبحث عن ' الزعيم' الجديد للسلفيين ، ومن لا حظ الحواجز
الكثيفة لأجهزة أمن حماس في غزة يصدق أثر تهديدات
' المقدسي' ، ويشعر أن القطاع سيدخل مرحلة غاية بالقسوة ، (أمد) رصد
تبعيات تصريحات زعيم ' السلفيين الجهاديين ' في مدينة غزة ::
ابراهيم
وهو من ابناء مخيم الشاطيء وعضو نشط في حماس ، يعمل بالمجال الاجتماعي من
خلال المسجد الكبير ، يقول لـ(أمد) :' اعرف محمود طالب جيدا وهو ليس
قياديا في القسام ، بل كان عنصرا فيها ، ولكنه قتل أحد افراد عائلة ابو
العمرين في مخيم الشاطيء ، وعندما رفعت حركة حماس الغطاء عنه لأنه تورط
بدم حرام ، لجأ الى ' جلجلت ' ومنه الى عبد اللطيف موسى ، وعمره لا
يتجاوز الـ 24 سنة ، ومعروف بالشاطيء بأنه مضطرب نفسيا ، وكثير المشاكل ،
وليس له علاقة بالعمليات الجهادية ولا حتى بالرباط ، ولا اعرف كيف أصبح '
زعيما' للسلفيين !!!.'.
ويضيف
ابراهيم لـ(أمد) :' أن ما جرى في رفح ومقاتلت هذه الفئة ' الضالة' لهو
الحق والذي كان من المفروض اتباعه ، مادام أن ابو النور المقدسي قد آوى
اليه مطلوبا دوليا مثل ابو عبدالله السوري ، وقرر اقامة إمارة في رفح ،
ورفض حكم حركة حماس ، وهذا خروج عن ولاة الأمر ، فلم يكن من مجال بمداهنة
هؤلاء الناس ، والرصاص أولى بهم ، لأن السكوت عنهم يعني انتشارهم في
المجتمع انتشار النار في الهشيم ، وبذلك تكون مفسدة عظيمة ، حماس استأصلت
هذه المفسدة من جذورها ، وعلى ذويلهم أن يدركوا أن مصيرهم لن يكون أفضل من
مصير رأسهم الكبير'.
سحر
وهي صحافية تحضر ورقة عن الجماعات الاسلامية لأحد الفضائيات العربية وقد
بدأت من ' جلجلت ، تقول لـ(أمد) :' الغريب أن الجميع يتكتم ويرفض الحديث
عن ' جلجلت' من قيادات حماس ، وكلهم يدعي انشغاله ، ولا يريد اعطاء حتى
تصريح رسمي في الموضوع ، عكس يساريي غزة الذين اجتهدوا بإعطاء معلومات حول
الجماعات الاسلامية وتناميها في ظل الانقسام ، وذهبوا الى بقاء حماس
مسيطرة بالقوة على القطاع ، يعني تكاثر هذه الحركات ' المتطرفة' والتي
يلجأ اليها ، كل من اصاب دم حرام من أي الفصائل كان واغلبهم اليوم من حركة
حماس ، وخاصة بعد نشاط المكتب السياسي للحركة بفتح قنوات دولية لتمكين
نفسها على المسرح الدولي ، وانخراطها بالعملية التفاوضية ، كمنافس قوي
لحركة فتح ، فالذين كانوا ينتمون الى حماس لأنها اعتمدت ' الجهاد' طريقا
وحيدا لتحرير فلسطين ، انتابهم الخوف من تركهم عراة في منتصف الطريق ،
ليسقطوا بأيدي من قتل لهم من ابناء على ايديهم ، ولم يبق لهم غير دخولهم
في تنظيمات تعتمد على ' المقاومة' كي يضمنوا بقاء سلاحهم معهم ، ومعظم
هؤلاء انخرطوا في ' جلجلت ' و' جند أنصار الله ' و ' جيش الأمة ' و'سيوف
الحق ' و 'جيش الاسلام ' وغيرها من فصائل تتبنى السلاح كخط واحد ووحيد في
قطاع غزة '.
الشيخ
عبد الرحمن المقدسي وهو من مشايخ ' السلفية' الدعوية في قطاع غزة ، يقول
لـ(أمد) :' لم يكن مفاجئا ما حدث وما يحدث في قطاع غزة ، فتنظيم القاعدة
موجود منذ أن خرجت مسيرة الجامعة الإسلامية يوم 8 اكتوبر (تشرين الاول)
2002 م يتزعهما قيادات من حركة حماس تأييدا لإسامة ابن لأدن ، وعندما
واجهتها الشرطة الفلسطينية لتمنع انتشارها في المدينة ، قابلها المتظاهرون
بالحجارة والعبوات الحارقة ، مما أدى الى مواجهتهم بالرصاص ومقتل ابراهيم
عقل وهو شقيق عماد عقل القيادي البارز في قسام حماس ، والذي لأحق العميد
شرطة راجح ابو لحية وقتله ، وتنصلت يومها حركة حماس وعلى لسان عبدالعزيز
الرنتيسي من مقتل ابو لحية ن واتهمت عقل فيها وأن العملية ' ثأر عائلي '
منذ ذاك اليوم وحماس فتحت خطوطها مع تنظيم القاعدة لتنال رضاه و مباركته
في تطوير ذاتها وقدراتها ، ولكن بعد استشهاد الرنتيسي والشيخ احمد ياسين ،
تغيرت وجهة حماس الى ايران ، وبقيت خجولة وغامضة مع تنظيم القاعدة ، وهذا
الأمر جلب غضب القاعدة على حماس واتهمها التنظيم بأنها انحرفت عن جادة
الصواب ، ودخلت حركة حماس مرحلة الانفصال الكلي عن تنظيم القاعدة ، ليتدخل
من انشق عنها ويقوي علاقته بالقاعدة ، ويتبنى منهجها ، وما يجري في القطاع
يستدعي القلق ، لأن حماس تعودت على حسم الأمور بالقوة المسلحة ، بالشئون
الداخلية ' وبقعة الدم التي سقطت في رفح لن تجف في الشتاء القادم'.
الطفل أحمد يمازح زميله وهما عائدان من المدرسة قائلا له ' جلجلت ' أي ولعت ...!!!