قطاع غزة وماذا بعد::
جماعة «جلجلت» خرجت من رحم حماس وانشقت
/ يعرفها أهل القطاع بهذا الاسم، وتعرف أيضا باسم «أنصار السنة»، وأحد أبرز قادتها محمود طالب (أبو المعتصم) وهو مطلوب لأجهزة حماس الأمنية منذ عدة أشهر بتهم مختلفة. وفي مقابلة صحافية سابقة، قال طالب إن «الإخوة في القيادة، ينتظرون تنفيذ عملية كبيرة لمبايعة الشيخ أسامة بن لادن والمشايخ في الخارج والإعلان عن الاسم».
بدأت هذه الجماعة العمل في غزة كما يقول طالب منذ اللحظة التي قررت فيها حماس المشاركة في الانتخابات التشريعية 2006، من خلال إصدار بيان بعدم جواز هذه الانتخابات شرعا.
ويؤكد طالب أن حركة الاحتجاج على اشتراك حماس في الانتخابات كانت قوية، خاصة أن جميع الذين اشتركوا فيها آنذاك كانوا من «الصفوة» في إطار الجناح العسكري للحركة، كتائب القسام.
وتابع: «كنا نبحث عن الحق ونحاول الاستزادة من أفكار المشايخ الكبار الذين كانوا ينادون بالجهاد العالمي في الشيشان قبل أن ينتقلوا إلى أفغانستان والعراق».
ويؤكد طالب أن نواة مجموعات «جلجلت» لم تجد دعوات الجهاد العالمي ضد الكفار في فكر ومنهج الإخوان المسلمين الذين اقتصرت دعوتهم على محاربة ومقاومة الاحتلال، لهذا ينظرون إلى حماس كحركة وطنية سياسية تسعى للاشتراك في البرلمانات والمجالس التشريعية أكثر من كونها حركة إسلامية تسعى إلى تحكيم الشريعة.
تتبنى الجماعة، «نهج السلف الصالح الذي يمتد إلى عهد الرسول، وتعتبر نفسها مستمرة منذ ذلك العهد». أفكارها قريبة بشكل كبير من أفكار «القاعدة».
ويقر طالب بأن جماعته حاولت تفجير موكب الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير عندما زارا غزة، وقال: «نحن مأمورون بمحاربتهم، ويجب ألا يتوقعوا منا أن نستقبلهم بالورود».
ليس لدى مجموعات «جلجلت» أي ارتباط سياسي بأي حركة، ويخضع الأعضاء الجدد إلى تأهيل ديني ودعوي قبل أن يصبحوا جزءا من هذه المجموعات التي تتحمل مسؤولية غالبية التفجيرات التي تحدث لمقاهي الإنترنت في قطاع غزة.
ويقول طالب: «قبل التفجير يتم إسداء النصيحة لصاحب المكان المخالف الذي لديه مفسدة، وتتم نصيحته عبر كتاب أو بيان أو دعوة لإزالة هذه المفسدة، وإن لم يزلها بعد عدة تحذيرات يتم تفجير المحل بعد الحصول على فتوى شرعية بذلك، بحيث لا يتم إلحاق الأذى بمصلحة الجيران أو حياتهم، ونحرص على أن لا يتم المساس بحياته، بل فقط بمكان المفسدة».
من جهته قال الدكتور عدنان أبو عامر المختص بالشؤون الإسلامية إن جماعة «أنصار جند الله »، هي إحدى الجماعات التابعة لتيار «السلفية الجهادية»، مشيرا إلى أن هذه الجماعات بشكل عام يطلق عليها «جلجلت».
وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، قال أبو عامر إن هناك مسميات أخرى ضمن هذا التيار، مثل «أنصار السنة» أو «السلفية الجهادية» و«جيش الإسلام» و«جيش الأمة» و«كتائب التوحيد والجهاد». وأضاف أن هذه المجموعات شرعت بالعمل في قطاع غزة منذ أن قررت حركة حماس المشاركة في الانتخابات التشريعية بداية عام 2006، وذلك عبر إصدار بيان يحرم المشاركة في الانتخابات.
وأشار أبو عامر إلى أن أنشطة هذه الجماعات العملية أخذت تبرز في غزة منذ ما يزيد على العام، موضحا أن وتيرتها ازدادت، واتسعت شيئا فشيئا في الآونة الأخيرة، لا سيما في ظل إعلانها المسؤولية بشكل مباشر عن معظم عمليات تفجير مقاهي الإنترنت.
ولفت أبو عامر إلى أن هذه المجموعات لم تعلن عن اسمها الحقيقي، في انتظار تنفيذ عملية كبيرة لمبايعة أسامة بن لادن ومن وصفتهم بـ«المشايخ في الخارج»، ومن ثم الإعلان عن الاسم الحقيقي لها. وأضاف «الحديث يدور عن مجموعات محلية ذات عقيدة تتماشى مع روح الجهاد العالمي، بحيث يُستند إلى ارتباطها بتنظيم القاعدة».
وأوضح أبو عامر أنه لوحظ خلال العامين الأخيرين انطلاق مجموعات عشوائية تتألف من عناصر شابة انتمت في حينها، وربما ما زالت تنتمي، إلى بعض الأجنحة العسكرية لقوى المقاومة الفلسطينية. وتابع القول إن العقيدة التي تحرك هذه المجموعات تقوم على «مقومات جهادية وسلفية، تتمحور حول العودة إلى التراث الإسلامي، والسعي لإنشاء دولة إسلامية بواسطة حرب جهادية جامحة». وقال إنه بالاستناد للمعلومات الشحيحة المتوافرة حول هذه الجماعات فإن عدد المنتسبين إليها في قطاع غزة يقدر بالمئات.
وعلى الرغم من ادعاء بعض المتحدثين باسم هذه الجماعات، حسب أبو عامر، أنهم نجحوا في استقطاب كفاءات علمية، فإن المؤكد أن المنتمين لهذه المجموعات هم من الشباب اليافعين، الذين يتحمسون لفكرة تطبيق الشريعة، ليس أكثر. وأكد أنه لا تتوافر معلومات كافية عن طبيعة منهجهم الفكري أو أهدافهم المعلنة والسرية، سوى بعض القصاصات المنشورة هنا وهناك، وبعض ما يردده عناصرها في بعض دروسهم الدينية، ومنشوراتهم القليلة التي تقع بين أيدي الشبان في غزة.
وأوضح أن عناصر هذه الجماعات نشطت في تنفيذ عدد من العمليات التي استهدفت في بعضها قوات الاحتلال الإسرائيلي وفي بعضها الآخر أجانب ومؤسسات خاصة بحجة تشجيعها على المجون.
وأشار أبو عامر إلى أن هناك معلومات تقول إن عناصر هذه الجماعات حاولوا استهداف كل من الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر ومبعوث الرباعية توني بلير في زيارتهما لغزة، فضلا عن تفجير العشرات من مقاهي الإنترنت في غزة والتي تعتبرها هذه الجماعات تنشر الفساد والرذيلة في صفوف المراهقين.
وتشير المعلومات القليلة المتوافرة عن هذه المجموعات، كما يقول أبو عامر، إلى تأثر المنتسبين إليها الشديد بمن أسموهم «المشايخ الكبار» الذين كانوا ينادون بالجهاد العالمي في الشيشان قبل أن ينتقلوا إلى أفغانستان والعراق. ويوضح أبو عامر أن الخلاف بين هذه الجماعات و«الإخوان المسلمين» يعود بشكل أساسي إلى أنها لم تجد دعوات «الجهاد العالمي ضد الكفار في فكر ومنهج الإخوان المسلمين»، الذين اقتصرت دعوتهم على محاربة ومقاومة الاحتلال القطري «لهذا ينظرون إلى حركة حماس كـحركة وطنية سياسية تسعى للاشتراك في البرلمانات والمجالس التشريعية، أكثر من كونها حركة إسلامية، تسعى إلى تحكيم الشريعة».
وحسب أبو عامر، فإنه من المؤكد أن أفكار أفراد وقيادة هذه الجماعات قريبة بشكل كبير من أفكار تنظيم «القاعدة» في الخارج، مستدركا أنهم ليسوا جزءا منها حتى الآن. ويضيف أن بعض منتسبي هذه الجماعات أوضحوا أنهم أجروا مراسلات مع أحد رموز تنظيم القاعدة، وهو «أبو الليث الليبي» قبل مقتله في أفغانستان، مستطردا أنه لا توجد أي معلومات عن مصادر تمويل هذه الجماعات، إلا أنه من الواضح أنها تستند إلى تمويلات لأنشطتها.
ونقل أبو عامر عن أحد المتحدثين باسم هذه الجماعات قوله لإحدى الصحف «لسنا مسؤولين عن كل التفجيرات في القطاع، وقبل التفجير يتم إسداء النصيحة لصاحب المكان المخالف الذي لديه (مفسدة)، وتتم نصيحته عبر كتاب أو بيان أو دعوة لإزالة هذه المفسدة، وإن لم يزلها بعد عدة تحذيرات يتم تفجير المحل بعد الحصول على (فتوى شرعية) بذلك، بحيث لا يتم إلحاق الأذى بالجيران وحياتهم، ونحرص على ألا يتم المساس بحياته، بل فقط في مكان المفسدة»، على حد تعبيره. وعن قيادة هذه الجماعات، يقول أبو عامر إنه تم تداول بعض الأسماء، مثل: أبو محمد المقدسي (الذي تبين أنه عبد اللطيف موسى الذي قتل صباح أمس)، وأبو عبد الله السوري، وأبو قتادة الفلسطيني.
عن الشرق الأوسط
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/