نقمة من قبل سكان قطاع غزة على حركة حماس

'انتهت حماس' بهذه الكلمات فتح أحمد نقاشا حادا بينه وبين جلسائه الذين تجمعوا بعد ليلة وداع الحاج محمود في مدينة رفح ، جنوب قطاع غزة ، والذي منع من اتمام سفره عبر معبر رفح من قبل عناصر حركة حماس ، باعتباره كما قالوا له انه 'حاج غير شرعي'.

وأضاف أحمد ابن الحاج محمود الممنوع من السفر (لأمد) :' عندما قلت انتهت حماس انفجر ابن أخي غاضبا وهو من عناصر قسام حماس قائلا: (وكيف نسمح لعملاء دايتون بالحج وحجاجنا لم يحصلوا على تأشيراتهم بعد، حجاج عباس غير شرعيين وسجنهم جهاد في سبيل الله )،ولم اسكت حتى ثار غضبه وهددني بالقسام والتنفيذية مما دفع والدي الى التدخل ، فسكت'.



يزيد أحمد :' نعم وصلنا الى هاوية غير متوقعة بتصرفات حماس بعد انقلابها على الشرعية وسيطرتها على قطاع غزة ، ولكننا لا نحمل كل الأخطاء لحماس وحدها ، فالرئيس عباس والقيادة الفلسطينية يتحملون ايضا الكثير من المسئولية حول تردي أوضاعنا ، فكم من بريء قطع راتبه بوشاية ودسيسة ؟ وكم مريض كان من الممكن مساعدته للخروج من غزة للعلاج ولكن قياداتنا لم تولي اهتماما كبيرا به ؟ وكان أكبر الأخطاء من القيادة الفلسطينية انها تركتنا تحت يد حماس وتعاملت معنا كضحايا وهي بدون حول ولا قوة وليس عليها أكثر من تسديد رواتب الموظفين '.



يذكر أن حركة حماس المدعومة من ايران وسوريا نفذت انقلابا عسكريا في قطاع غزة في شهر 6من عام 2007م وراح ضحيته ما يقارب 327 قتيلا من سكان قطاع غزة والمئات من الجرحى وتدمير العديد من المنازل والهجوم على الجامعات الرئيسة في القطاع ، مما سبب بعد سيطرة حماس على القطاع تحول إجتماعي خطير ، افرز السكان فرزا فصائليا وحزبيا لم يشهده من قبل قطاع غزة.



يقول الاستاذ ماهر عضو مجلس ادارة أحد النوادي الرياضية في مدينة غزة (لأمد) :' لم نقدر حجم الكارثة التي نحن فيها ، فبعد فرض حماس سيطرتها على القطاع مباشرة كان الكثير من السكان يتعاطفون مع هذا الإجراء ، لأن الأجهزة الأمنية السابقة كان لديها أخطاء كثيرة وفترة الفلتان الأمني أتعبت السكان بشكل كبير ، وظن الغالبية أن حماس بسيطرتها على القطاع قد قضت على الفلتان وأن القطاع اصبح اكثر أمنا ولكن الواقع اليوم يثبت بأن سكان قطاع غزة في مرحلة أشد خطورة وصعوبة من التي كانت قبل الإنقلاب ، ورغم ذلك لا نجد مبررا واحدا لما اقدمت عليه حماس من منع حجاج بيت الله الحرام من السفر واتمام اداء مناسك الحج ، ولو كانوا غير حجاجها فهذه شعيرة مقدسة على الجميع احترامها وهي لمن سهلها الله له ، ولكن أن تمنع بهذا الشكل فهذا مالم يصدقه أحد'.



'حركة حماس التي قطّعت قطاع غزة بالحواجز الثابتة والطيارة عشية فتح معبر رفح من قبل مصر لمرور الحجاج الحاصلين على تأشيرات سفر للسعودية ، كان لها دافعا من منعهم وهو الحاق حجاجها وحصولهم على تأشيرات دخول الى الديار المقدسة والضغط على مصر والسعودية والسلطة الوطنية وحتى العرب بهذا الخصوص ، ولأن مصر لم تبلغ بشكل مباشر داخلية حماس بفتح المعبر اعتبرت حماس ذلك تجاهلا لحكمها للقطاع كما اعتبرت عدم حصول حجاجها على تأشيرات من السعودية عدم اعتراف بها ، هذا مما شدد من أجراءتها لثبت انها القوة الوحيدة المسيطرة في قطاع غزة وانها قادرة على إفشال موسم الحج والترويج اعلاميا بأن رام الله هي من حرمت سكان قطاع غزة من الحج هذا العام ولأن الحقيقة واضحة وضوح الشمس بأن السبب المباشر من تعطيل الحج هو حركة حماس ، تجاهلت الكثير من وسائل الاعلام هذه المشكلة في ذروتها وخاصة وسائل الاعلام التي تقف بجانب حركة حماس دوما ، هذا ويضيف الاستاذ عاطف وهو مسئول أرشيف في أحد مراكز الدراسات والبحوث الاستراتيجية في قطاع غزة (لأمد) كان من الحنكة السياسية أن تسهل حركة حماس سفر الحجاج بغض النظر عن مصدر تأشيراتهم وأن تعترض على منع حجاجها من السفر وتبقيهم مستنفرين وتعقد العديد من الندوات واللقاءات وأن تعبر عن غضبها من منع حجاجها بصورة حضارية ولكنها أفسدت فرصة كبيرة لإقناع المواطن في قطاع غزة وحتى المسلم في العالم بإدارتها للقطاع'