( الحلقة الثانية ) من شهادة الاخ / ابو علي شاهين
برنامج تسجيل تاريخ الثورة الفلسطينية
في
مثل هذا اليوم ( 28_ 29 / أغسطس _ آب / 1967 ) .. إثر وصول الخلية
القيادية وفي مقدمتها ' الختيار ' كانت قد أُتمت تحضيرات الانطلاقة
الثانية ..، وبالفعل هذا ما تم من المهم أن نُعيد على الاجيال الشابة سرد
ما تم في المراحل السابقة من دروس يستفاد منها . ولكن الأهم .. أن يكون
السرد أميناً وصادقاً وليس متأثراً بالعلاقات الشخصية ( اللاحقة ) بين زيد
وعمرو من البشر .. فمثل هذا الأمر يُعيب صاحب السرد الغائي ولا يُعيب
الرواية .
أبو علي شاهيـن [center]
[center](11)
لقد
استجاب 'عبد الناصر' لطلب الثورة اليمنية / بأن أرسل قوات مصرية لدعم
الثورة ضد نظام الإمام (البدر)، فقررت الرجعية العربية أن يعود ' عبد
الناصر ' مهزوماً من اليمن، فمنابع النفط يجب أن تكون بمنأى عن أي صراع
عربي قومي تقدمي، لقد أيد بصورة أو بأخرى الرئيس 'جون كينيدي' خروج اليمن
من نظام القرون الوسطى (نظام الأئمة)، إلا أن أمريكا و الغرب عموماً لم
يؤيدوا وجود القوات المصرية إلى جانب منابع النفط أو بالقرب منها .. فلا
بد من إبقاء هذه المنابع بعيدة ما أمكن عن عود الثقاب القومي العربي
التقدمي آنذاك، و كان لا بد من إخراج القوات المصرية من اليمن 'السعيد'، و
بالفعل خرجت القوات المصرية من اليمن .. و لكن بعد حرب 1967 و لعل هذا كان
درساً قاسياً لمصر .. لكيلا تعود إلى مواقع النفط و منابعه إلا بإذن
أمريكي وطلب رجعي عربي .
إن
قرار حرب سنة 1967، كان قراراً أمريكياً ، إن أمريكا بما لا يدع مجالاً
للشك هي صاحبة قرار الحرب، وهي أيضا التي أعطت الضوء الأخضر في وقف الحرب
بعد التسويفات في المناقشات الدائرة آنذاك في مجلس الأمن، حيث رفضت وقف
إطلاق النار أكثر من مرة، وأيضاً رفضت أن تعود إسرائيل إلى الحدود التي
انطلقت منها في عدوانها، وجاء قرار 242 الصادر في ]2 نوفمبر - تشرين
ثاني/1967[. وهو عبارة عن تقدير ما، و مكافأة لعدوان إسرائيل، و زاد
القرار من الغموض في مسألة الإنسحاب، الانسحاب من 'الأراضي' أو من
'أراضٍ'، حيث أخذت أكثر من تفسير حسب الترجمة الإنجليزية و الترجمة
الفرنسية/ فالأولى الإنسحاب من أراضٍ و الثانية الإنسحاب من الأراضي .. و
تمسكت 'إسرائيل' بمنطق الانسحاب من أراضٍ و ليس من ' الأراضي المحتلة ' .
ولا زالت اسرائيل تترجم ذاك القرار حسب ما إرتأتهُ عام 1967 .
(12)
بعد
حرب يونيو - حزيران/1967 وجدت 'فتح' أنها ليست مجبرة أن تكون جزءاً من
الحركة السياسية العربية الرسمية، فالنظام العربي الرسمي انهزم، لكن
الإنسان العربي القومي و العروبة وقيم العروبة و المبادئ و الأمة الحية،
لم و لن تُهزم، و'فتح' بثنائيتها القطرية الوطنية و القومية العربية ..
والتي هي جُزء من هذا النبض القومي العربي الحي، رفضت الهزيمة.
ووقفت
'فتح' مع ذاتها بعد هزيمة سنة 1967 وبعد ظهور نتائج المعركة على الأرض،
هنا كان لا بد من قراءة متأنية لما حصل، وما يدور من حولنا، فالثائر
الحقيقي هو الإنسان الواقعي الذي يتعامل مع المستجدات من المعطيات، ثم
يبلور موقفاً وطنياً ثورياً .. يعود عليه بأفضل النتائج إيجابا، وبأقل
الأضرار، بالتالي أوقفت فتح الدوريات، باستثناء نوع واحد من هذه الدوريات،
ألا وهو إرسال العديد من الأخوة الفدائيين إلى هضبة الجولان، لكي يعودوا
من هناك، بالسلاح، الفردي والنوعي و هذا ما أتفق عليه بين القيادة
الفلسطينية والقيادة السورية، من أجل الإتيان بأسلحة معينة (نوعية) تذهب
للجيش السوري، وكانت الأسلحة الفردية تذهب إلى الحركة، وبقيت هذه الدوريات
في الهضبة، تذهب وتعود ما بين دمشق وهضبة الجولان إلى حين .
اجتمعت
قيادة حركة 'فتح' اجتماعها التاريخي بعد هزيمة حرب 1967، في منزل
الأخ/أبو جهاد في ]12 و 13 / يونيو - حزيران/1967[، و الذي يعتبر
'المؤتمر الحركي العام الأول' و صدر عنه بيان الانتقال إلى المرحلة
الثانية من العمل المتمثلة بحرب التحرير الشعبية .. و الذي وضع خطة العمل
للمرحلة القادمة بأبوابها الأربعة،
1_ مهمات الحركة ..،.
2_ دور الشعب الفلسطيني ..،.
3_ الجماهير العربية..،.
4_ الحكومات العربية و الصديقة و الشعوب غير العربية و المنظمات الفلسطينية ..،.
و
أفردت للعمل العسكري باباً خاصاً باختصار أخذت القيادة قرارها باستمرار
حرب الاسترداد 'الفتحاوية' التي مارستها منذ ]1/1/1965[.
(13)
الآن جاءت قصة دورية الاستطلاع الأولى إلى الأرض المحتلة بعد ]5/يونيو - حزيران/1967[ .
بدأ
المستجدين فترة من التدريب، في معسكر الهامة، وكان على رأس المعسكر في ذلك
الوقت، الأخ )مجاهد أبو بكر) واسمه الحقيقي (عمر أبو ليلى) من قرية يازور/
سكان مخيم عناتا (القدس)، وهو ضابط فلسطيني خريج الكلية الحربية في
العراق، ومن الضباط المتميزين، نموذجاً في الأخلاق ، و بسطة في الخَلق،
قوة في الأداء، فدائياً في العطاء بلا حدود، نموذجاً من النماذج الكفاحية
المتميزة، لقد كان باختصار فدائياً بامتياز، قام على تدريبنا، وكان
التدريب يأخذ طابعاً شرساً، فكان لا بد من إعادة التأهيل، حتى لمن سبق له
التدرب من أمثالي، ممن جاؤوا من البلاد العربية أو الأوروبية، لم يكن أمام
القيادة السياسية و العسكرية من مفر على ضوء الأمر الواقع القائم آنذاك ..
إلا تدريب كل اللذين وصلوا لدمشق. فقد كنا نطلب دائماً أن يتم تدريبنا
عندما كان يصل بعضنا لدمشق، بل كان البعض من المتدربين منا يطلب المشاركة
في العمل العسكري ( للعاصفة ) ، وأن نشارك فدائيين العاصفة دورهم و
عملياتهم العسكرية، وكان طلبنا يُرفَض، يقولون لنا، لكي تستمر 'العاصفة'
يجب أن يستمر جلب الحياة لها سواء، مالياً، أو إعلامياً أو ما شابه.
و
أكدت قيادة 'حركة فتح' على أهمية تواجد مجموعات من الكادر المتدرب بالأرض
المحتلة (1967) لدراسة الأوضاع العامة، في الضفة الغربية .. و قطاع غزة إن
أمكن، و وقع عليَ الاختيار لقيادة دورية من خمسة فدائيين .. لاستطلاع
الأمر .. و أوكلت لي المهمة في محافظة الخليل، وكذا منطقة بيت لحم .. و إن
أمكن الانتشار في المهمة وصولاً إلى قطاع غزة، بعد أيام معدودة من فترة
التدريب ، و إعادة التنشيط والاستعداد، انتقلنا من 'الهامة'، في سيارة
جيب، يقودها الأخ (الحاج كْرَنْك) وأوصلنا إلى منطقة داخل الحدود
الأردنية، عبر الصحراء، ونزلنا على أطراف قرية بعيدة (الحمراء)، ثم جاءت
سيارة تكسي يقودها الأخ/عز أحد الإخوة الخمسة و كان هو سائق السيارة التي
نقلتنا إلى عمان، وكان أول دخول لهذه الدورية، في ]16 – 17 / يونيو _
حزيران/ 1967[.
(14)
في
عمان نزلنا في مكان بالقرب من مطعم أسمه (مطعم مكسيم) وأذكر كان بالقرب
منه مستشفى العيون، وعلى بعد قليل، القنصلية الأمريكية، أو مؤسسة أمريكية،
شيء من هذا القبيل، نزلنا في بيت أخ اسمه (نزيه حجازي)، و بعد جلسة سريعة
مع الإخوة تفرق الإخوان و تم الاتفاق حول كيفية الاتصال بهم، وخرجوا،
وبقيت أنا عند نزيه، الأخوان الثلاثة كانوا من سكان عمان ( جبل النظيف ) ،
لاجئين فلسطينيين، وكان معنا ابن وزير أردني (مازن اسماعيل حجازي) و أما
الخامس فكان زوج /أو خطيب شقيقته و اسمه عز سلطان. بقيت في بيت نزيه، وبعد
يومين جاءت سيارة لتنقلنا، فأوصلتنا إلى منطقة الكرامة، ثم اتجهنا إلى
المخاضة، منطقة العبور لنا، ولم تكن المخاضة بسيطة، كان الماء فيها
مرتفعاً، كنت ومازن حجازي، وحسين شرف، وطه حسين، وأخ آخر، لا أذكر أسمه
الآن، وتخلف 'عز' احد اعضاء الدورية، جلسنا ننتظر عبور المجنزرة
الإسرائيلية التي كانت تمسح الأرض على (الكتَار) الغربي لنهر الأردن،
وكانت المنطقة، التي نحن فيها ممتلئة، بعشرات من الناس العاديين، رجالاً،
وأطفالاً، ينتظرون مثلنا الغروب ليعبروا جماعات إلى الضفة الغربية في
اتجاه أريحا (عبر الكتّارات).
عندما
حل الغروب، بدأت الناس في قطع المخاضة، كانوا قد ربطوا حبالاً على الجهة
الأخرى لتساعدهم في العبور، لارتفاع الماء، وكانت الناس كلها تقوم بمساعدة
بعضها البعض.
(15)
حملنا
(أغراضنا) وبقينا في الملابس الداخلية السفلية، وقمنا بإخفاء السلاح الذي
معنا، حتى لا يظهر، كنا نحمل عبوات (ت.ن.ت) وذخيرة احتياط، ودخلنا
المخاضة، عبرنا إلى الجانب الأخر، عصرنا ملابسنا و جففناها نوعاً ما و كنا
نتدارى بين الأشجار، ثم ارتدينا ملابسنا وذهبنا باتجاه أريحا، و كانت
مسيرة في غاية الصعوبة .. فالسير على الكتّارات ليس بالأمر الهين .. إنه
الصعود السيئ و الهبوط الأسوأ .. و بلا توقف .. صعوداً و هبوطاً لعدة
كيلومترات .. فهي لا تشبه طريق السهل وليست طريق الجبل و السير على
الكتّارات /إجباري فلا بديل ..، لم يكن الطريق طويلاً لكنه صعباً .. لذا
أخذ منا الساعات الطوال ..، و لعل المسافر إلى عمان أو القادم منها .. يرى
الكتّارات على جانبي الطريق المعبد ..،.
على
كل حال ..، وصلنا قبل الفجر إلى بيارات شمال أريحا حيث جداول الماء العذب
/ و أشرقت الشمس .. و نحن نختفي عن الأنظار، و وقع بصر أحد الاخوة على
أكياس خيش فارغة، و سألني: هل نلف السلاح بها .. حتى لا يظهر .., و
أجبته: بل نضعها داخل الأكياس ..، و بالفعل وضعنا كل ما معنا .. في داخل
الأكياس، ورأَيْنا حوالينا حركة فيها سرعة في العمل و همهمة في الحديث ..
و عيون تتلصلص حواليها و رأينا البضاعة و كانت خراطيش سجاير أردنية (كمال
و لؤلؤ) .. و جاءت سيارة أمريكية فارهة خصوصي (ملاكي) و اختلف السائق على
الإيجار مع مهرب السجائر ..، فجاء إلينا .. و سألنا كم كيس معنا .. و كان
معنا (3 أكياس) .. فحدد سعر السفر الى القدس، سأله أحدنا أن هذا كثيراً ..
و نحن نريد الوصول إلى الخليل و ليس القدس، وافقنا على الإيجار، و توجه
إلى البيت (فيلا) داخل المزرعة، و عرفنا منه انه زوج ابنتهم ..،.
و
اغتنمنا الفرصة و حملنا الأكياس الثلاثة في صندوق السيارة و جاء السائق و
حشرنا أنفسنا ]4 أفراد في الكرسي الخلفي و اثنان في الكرسي الأمامي ..[ و
كان غيار السيارة آلي بالمقْود .. لهذا لم يكن الجلوس في الكرسي الأمامي
مزعج ..، ولن أنسى في حياتي .. عندما ظهرت قبة مسجد الصخرة الذهبية
اللامعة تحت أشعة الشمس و نحن صعوداً من منطقة أريحا باتجاه القدس، و مر
شريط ذكريات لن يغيب خاطري أبداً/ بانوراما التاريخ يختلط بالواقع و
كلاهما يريد أن ينتزع المشهد و يفرض الحضور ..، كنت حائراً بين ما تراه
عيني و ما يذكره عقلي .. عشت لحظات لا أدري أين أتوقف .. هل أتوقف عند
حقائق أجدادنا الكنعانيين أم أتوقف عند إقتراءات العبرانيين .. الذين
قاموا بكتابة مدوناتهم التوراتية على يد عزرا الكاتب (582 ق.م) بعد 13
قرناً من هروب وتيه لم يُدَوَن هيروغليفياً ويُثير علماء الآثار من اليهود
الشكوك من حوله بقولهم إن .. المدونات التوراتية ليست كتاباً مقدساً و لا
يصح أن يكون دليلاً لفهم حوادث التاريخ، إنه كتاب قديم مسلٍ. و هذه
المدونات التجميعية من أفواه أمم الأرض في بابل هي أقرب للأساطير و
الخرافات منها للدين و الحقيقة .. أن المدونات التوراتية هي كتاب صناعة
بشرية 100% تمت صناعته بكل عنصرية في محاولة يائسة لحل عقدة مركب النقص
القائم على مطاردة أمم الأرض، للعشائر التجميعية العبرانية، هذه العشائر
التي لم تترك أثراً يذكر أو – لا يذكر في كل حفريات المنطقة، و الحفريات
'قائمة – قاعدة' منذ حوالي قرنين من الزمان، حفريات إستعمارية إستخباراتية
و من ثم .. وُظفت الحفريات هذه و تلك لخدمة الفكرة الصهيونية، لإضفاء صفة
السماوية على المدونات التوراتية 'الأرضية' .. من هنا تطرف الطرح الصهيوني
في تفسير المدونات التوراتية و بأنها كتاب سماوي بإمتياز، و الأخطر أن هذه
العشائر العبرانية عبر وجودها على حواف 'الدول – المدن' الكنعانية .. و
إثر الغزوات فيما بعد .. لم تنجح أن تقيم نظاماً سياسياً .. خاصاً بها و
لو ليوم واحد .. على شبر واحد من الأرض ..، و الآن هؤلاء الغزاة يحتلون
القدس .. اورسالم .. يبوس .. آه، أين إبن الخطاب و عهدته ، أين صلاح الدين
و قطز ، أين محمد علي الكبير .. أين نحن الآن؟ و سار السائق و لم يتوقف .
و
فجأة وجدنا أنفسنا أمام/ حاجز لجيش الاحتلال على 'كوربة' بعد 'ابوديس' في
اتجاه القدس، و كان ثمة شارع على اليمين شديد الصعود، قبل الحاجز بأمتار
معدودة .. هنا تدخلت و قلت للسائق: 'إطلع من هان ..'، و انطلق بالسيارة
صعوداً ..، و استغرب تصرفي، ولكنه أمعن التفكير في تدخلي كما رأيت على
قسماته ، و دخلنا القدس في شوارع .. طبعاً لا أعرفها .. و وصلنا الى بيت
لحم .. وهناك تصرف السائق بذكاء الفلسطيني الذي عرف السر، و أخذنا بعيداً
عن حاجز جيش الاحتلال الموجود على طريق القدس - بيت لحم/الخليل ..، وصلنا
مدينة الخليل ]محطة فَسْخ الحِمِل[ و بناء على توجيهات الأخ/مازن ..
انحرفت السيارة يساراً و أمر السائق بالتوقف .. و نزلنا .. و أنزلنا
الأكياس الثلاثة .. و حاسبنا السائق مالياً مع شيء من البقشيش، و انصرف لا
يلوي على شيء و لكنه تأكد أن التهريبة ليست دخان (سجائر) ..،.
و
كان الأخ /مازن قد قرع الباب .. و فتح لنا الباب شاب يرتدي حطة و عقال و
في وجهه آثار حرق ليست قديمة، كان الشارع مغلق .. حيث نهايته/ مستشفى
الأميرة عاليه بالخليل/.
جلسنا
في الصالون .. و تحدثنا حول خطة العمل وخطر البقاء .. و ضرورة المغادرة
للمنزل .. و اتفقت مع الأخ/ مازن على الذهاب إلى منطقة 'فرش الهوا'، و
بالفعل خرج لإحضار سيارة .. و عاد بها و حملنا أغراضنا وأخذنا حْرامين من
النوع الجيد و تركنا الأخ/ مازن .. و نقلنا السائق إلى 'فرش الهوا' أنزلنا
أكياسنا و غادرنا السائق، و هناك أبلغت الجميع بالتوجه إلى الحرْش .. و
كانت قاعدتنا الأولى .. مقابل' فرش الهوا'، بالقرب من كرومات أبو ساكور
العجوز الذي فقد ساقه في (السَفَربَرلِك أي الحرب العالمية الأولى) و
أولاده الذين كانوا غاية في الروعة و السرية و الكرم .. آه ما أجمل كرم
الفقراء ..، إن الكرم الأصيل خلق للفقراء ...، حيث يطعمك لوجه الله لا
يريد منك جزاءا ولا شكوراً . ....
[/center][/center]