مشروع نتنياهو:::
إقامة دولة فلسطينية مؤقتة على 80% من الضفة.. من دون القدس واللاجئين
تل أبيب/ نظير مجلي / يبلور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وطاقم وزرائه المقربين، فكرة الرئيس شيمعون بيريس، مشروعا جديدا لتسوية مرحلية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ينوي طرحه في القريب. ويستند هذا المشروع إلى خطة قديمة كانت قد طرحت في إسرائيل سنة 2000 ولكن السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات كانت قد رفضتها. وتتلخص الخطة في إقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة من دون القدس ومن دون تسوية قضية اللاجئين.
وحسب مصادر سياسية مقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، فإن المشروع المذكور يتضمن البنود التالية: 1 ـ إقامة دولة فلسطينية على نحو 80% من مساحة الضفة الغربية، على أن تظل بقية المنطقة بأيدي إسرائيل على شكلين: الأول؛ يضم الكتل الاستيطانية والطرقات التي توصل إليها وهي بمساحة 10% من الضفة الغربية، وغور الأردن يؤجر لإسرائيل لمدة 20 سنة. 2 ـ يؤجل البحث في موضوعي القدس واللاجئين الفلسطينيين إلى المفاوضات حول التسوية الدائمة، التي تجري عندما يحين الوقت لذلك بين الطرفين، بحيث تجري المفاوضات بين دولتين (إسرائيل وفلسطين).
3 ـ المفاوضات حول الدولة ذات الحدود المؤقتة، لا تتم مع السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير الفلسطينية كما جرت الأمور حتى اليوم، بل مع وفد من الجامعة العربية يضم ممثلي السلطة الفلسطينية، حتى تكون نتائجها مقبولة على معظم الفلسطينيين في قطاع غزة وليس الضفة الغربية فحسب.
وتدعي إسرائيل في تفسير وتبرير هذا التوجه، أنه لا يوجد في الطرف الفلسطيني من يفاوض إسرائيل. فالرئيس محمود عباس (أبو مازن) يرفض التفاوض حاليا ويجد أعذارا غير مقنعة لذلك، وموقفه غير مقبول وغير مفهوم في الغرب. وحتى لو وافق وحضر المفاوضات، فإنه لا يستطيع التفاوض والتوقيع باسم الشعب الفلسطيني، فالقيادة الفلسطينية ممزقة ومتصارعة في ما بينها وتتقاسم السلطة والأرض؛ حماس في قطاع غزة وفتح في الضفة الغربية. ولا توجد قيادة موحدة يعتمد عليها.
وحسب مصادر سياسية موثوقة، فإن وراء الاقتراح يقف رئيس الدولة العبرية، شيمعون بيريس. وبموجب تقرير تنشره صحيفة «معاريف»، فإن بيريس عرض هذا المشروع على الرئيس المصري، حسني مبارك، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وعلى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وأن ردودهم تراوحت ما بين موافق ومؤيد وبين «لا بأس، دعونا نطلق بالون اختبار لنرى رد فعل الشارع عليه». وكشفت صحيفة «معاريف» أن بيريس لا يترك مناسبة إلا ويحاول فيها إقناع نتنياهو ورفاقه بمشروعه وأنه في المرة الأخيرة تكلم حول الموضوع مساء يوم الأحد الماضي، حيث جلسا متجاورين لمدة ثلاث ساعات، في حفل افتتاح «المكابيا»، المسابقات الرياضية الدولية لليهود. فقد أخبر نتنياهو بيريس بأنه يقرأ حاليا قصة حياة نابليون، القائد الفرنسي التاريخي، فقال له بيريس: «اعلم أن نابليون حارب دائما ضد الائتلاف الذي يقوده وليس مع الائتلاف. وهنا تكمن عظمته. وهذه النظرية تصلح في السياسة وليس في العسكرة فحسب». فضحك نتنياهو لأنه فهم الرمز. واستغل بيريس مرور ثلة أحصنة خلال استعراض الوفود الرياضية، وقال لنتنياهو ما يلي: «التاريخ هو مثل هذا الفرس الداهم. وأنت توجد لك فرصة كهذه. برهة عين. فعندما تمر الفرس بجانبك، لديك أقل من ثانية لتقرر وتقفز عليها وتدهم معها. بيبي (هكذا يلقب نتنياهو دلعا)، لا تفوت الفرصة. فلن تكون لك فرصة ثانية. التاريخ لن ينتظرك. إنه يسير داهما إلى الأمام. فمما تخاف؟. لقد فزت في الانتخابات. هل تعتقد بأنهم سيسقطونك فعلا؟.. لا أحد يطاردك. هل تريد أن تكون إسحق شامير الثاني؟.. فقد حكم شامير سبع سنوات، بماذا يذكرونه؟.. ما تراثه؟ لا شيء. بينما خذ مثلا من رئيس الحكومة الفرنسية الأسبق، بيير مانديس فرانس. لقد حكم نحو سبعة أشهر فقط، ولكن الفرنسيين لا ينسونه (مانديس فرانس كان قد بادر إلى الانسحاب من فيتنام وعقد اتفاق الحكم الذاتي مع القائد التونسي، الحبيب بورقيبة، ثم أسقط ائتلافه وأبعد عن الحكم فاعتزل السياسة)». وحسب الصحيفة، فإن بيريس، الذي كان قد هزم أمام نتنياهو في انتخابات 1996 وهزم في الانتخابات الداخلية لحزب العمل أمام إيهود باراك، يقيم علاقة ود حميمة مع كل من نتنياهو وباراك، ويمارس ضغوطا عليهما كي يتقدما في المسيرة السلمية، ونجح في إقناعهما بتبني خطة التسوية المرحلية، وهما يبلوران حاليا صيغة مناسبة لهذه الخطة سيسعيان لطرحها على الأميركيين قبل أن يعلن الرئيس أوباما خطته للسلام في الشرق الأوسط
جريدة الشرق الاوسط
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/