هزيمة منكرة لدول الممانعة في الدوحة
لم تجدي محاولات ايران وسوريا عبر لاعبهم القطري من حشد عدد كاف من الموافقات العربية على حضور اجتماع قمة، وصفها البعض بالمشاكسة واعتبرها اخرون نكاية بقمة مقررة سلفا في الكويت، وذلك رغم الضجيج العالي وذرف دموع التماسيح على ضحايا غزة البؤساء، الذين وضعتهم أحلام و أوهام الممانعة والمقاومة على فوهة النار الصهيونية النازية الهوجاء.
وكانت النتيجة فشلا مركبا، يفترض انه يشكل اهانة غير مسبوقة لرموز سيادية عربية وغير عربية، انطلاقا من الأعراف البدوية التي تعتبر ان عدم تلبية المعازيم لدعوة على الغداء او العشاء، فيه اهانة شديدة لصاحب الدعوة وللحضور كذلك.
فمع كل الجهود التي بذلت لعقد قمة عربية رسمية ليس بالضرورة الحديث عن اهدافها الحقيقية في هذه المقالة، الا ان النصاب لم يكتمل، مما دعا الى عقدها بمن حضر، وكان للحضور الهزيل اول علامات الهزيمة لدول الممانعة واتباعهم من انصار المقاومة اللفظية والصواريخ التنكية، فلم يحضر الاجتماع في قطر سوى الرئيس الايراني، الذي تواجه بلاده مأساة اقتصادية واجتماعية، وعداء غربيا شاملا بسبب برنامجها النووي الذي لن يستخدم الا لممارسة الضغوط على دول الجوار في الخليج العربي، ولا ندري متى اخذ الرئيس الايراني الجنة العربية ليشارك بقمة للدول العربية، والرئيس السوري الذي تطارده المحكمة الدولية بتهمة اغتيال رفيق الحريري، والرئيس السوداني المطلوب القاء القبض عليه وتسليمه الى محكمة الجنايات الدولية بتهمة شن حرب ابادة في دارفور.
اما الرئيس الجزائري فقد حضر القمة مجاملة حيث تقول مصادر جزائرية موثوقة انه خجل من التراجع بعد ان كان وافق على الحضور ظنا منه ان غالبية الدول ستحضر القمة، وتضيف المصادر انه اتصل بزعماء عدد من الدول المعنية وابلغها عدم رغبته بالمشاركة لولا..!!. بالاضافة الى مفاجأة الدوحة زعيم حماس.
اما المظهر الثاني لهزيمة دول الممانعة واتباعهم من جماعات الممانعة فتتمثل بالكلمات التي القاها زعماء دول الممانعة وقادة جماعات المقاومة.
فالرئيس الايراني كان خطابه موعظة تصلح لتلقى في حسينية ، وجزء منها يصلح القاءه امام طلاب جامعة، لاثارة حماستهم، فيما خطاب السيد الرئيس بشار الاسد ينطبق عليه المثل "تمخض الجبل فولد فأرا" حيث بدأ بمقدمة ثورية حول العدو المجرم السافل المنحط الى اخره، تبع ذلك بمرثية بكائية محزنة حول ما يتعرض له اهل غزة، توقع المستمعون على اثرها ان يعلن الرئيس عن تحريك قواته وقوات ايران والسودان وحزب الله على الفور لانقاذ غزة وشعب غزة، الا ان كل مطالب الرئيس اقتصرت على الدعوة لقطع العلاقات مع العدو ووقف التطبيع، وقوله أن مبادرة السلام العربية "ماتت" وأن " علينا أن نستجيب لإسرائيل على أساس العين بالعين". و " أن إسرائيل ستحصد ما تزرع، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".
هذا ما جاء بخطاب زعيم دولة الممانعة والصمود، عبارات قيلت منذ نصف قرن ولم يكن لها في أي لحظة من لحظات التاريخ أي تاثير على الاطلاق.
اما كلمة الشخصية الرئيسية الثالثة في الاجتماع الذي وصفه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بمهرجان الدوحة فكانت لخالد مشعل زعيم حماس وتضمنت ايضا خطبة تشبة خطب الجمعة بالمساجد، وهي خطبة مكرره قال نصفها امام مجموعة من الاخوان المسلمين اليمنيين الذين زاروه بدمشق في اليوم السابق على القمة، ونصفها الاخر يكرره كل من يتحدث باسم حماس.
كما كرر مطالب حماس لوقف اطلاق النار، ومن ابرزها وقف العدوان والانسحاب الفوري وفتح المعابر، وكانه كما اشرت في مقال سابق ان حركته وجيوش حلفائه من دول الممانعة هي التي تحاصر تل ابيب، وليس القوات الصهيونية هي التي تحاصر كافة مدن القطاع.
وبالمحصلة كانت الكلمات التي القيت بالاجتماع عبارة عن خطابات فارغة عاطفية تستدر عطف الجماهير البسيطة التي حرق قلبها صور الضحايا في غزة المكلومة بالنار.
اما المظهر الثالث للهزيمة فيتمثل برفض السلطة الوطنية الفلسطينية حضور مهرجان الدوحة، مما افقد الاجتماع شرعيته ومشروعيته، ولهذا يبدو ان رئيس الوزراء القطري غضب كثيرا فخرج بتفسير لعدم حضور الرئيس ابو مازن برواية نفتها الرئاسة الفلسطينية والمتحدثين الرسميين الفلسطينيين حملة وتفصيلا.
فيما المظهر الرابع لهزيمة دول الممانعة وأتباعهم من دعاة المقاومة اللفظية والصواريخ التنكية، فتتمثل بالبيان الختامي الذي خرج فيه الاجتماع ويحق لنا ان نصفه مرة اخرى بانه ينطبق عليه المثل القائل "تمخض الجبل فولد فئرانا هذه المرة". اثنى عشر مطلبا اعلاها واكثرها ثورية "وممانعية ومقاومية" هو تجميد العلاقات بين قطر واسرائيل وبين موريتانيا واسرائيل، دققوا النظر "تجميد العلاقات وليس قطع العلاقات" اما باقي بنود البيان الختامي فهي مطالب سيتم رفعها الى قمة الكويت لمناقشتها والبت فيها، وهي ليست افضل من بيان لنقابة مهنية في دولة عربية.
وهذا ينقلنا الى المظهر الخامس لهزيمة الممانعة والمقاومة الصوتية والذي يتمثل باعلان وزراء الخارجية العرب باجتماعهم بنفس اليوم عن تبنيهم للمبادرة المصرية لوقف اطلاق النار، وتكوين صندوق بقيمة ملياري دولار لاعادة اعمار ما دمره العدو الصهيوني في حربه الدموية على قطاع غزة.
المظهر السادس جاء من الكويت ايضا من خلال تعليقات الامير سعود الفيصل على مهرجان الدوحة حين قال " يبدو ان الفوضى في العالم العربي تدل على شبابه فهذه ليست اول مرة تراهق فيها الامة" وايضا جاءت من خلال ما اكده وزير الخارجية الكويتي بان مواجهة العدوان لا يمكن ان تكون من خلال الخطابات النارية، والكلمات الرنانة وانما بتطوير وبناء المجتمع العربي كله في مجالات الصحة والتعليم وتوفير فرص العمل في الوطن العربي كله وان هذا ما ستناقشه قمة الكويت.
اما المظهر السابع فقد جاء من خلال مقابلة اجرتها قناة العربية مع امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه ، الذي قال انه ليس من حق قطر او أي كان ان يتدخل بالشان الفلسطيني او المساس بمؤسساته الوطنية.
وجاء المظهر الثامن على لسان الرئيس حسني مبارك الذي انتقد في خطابه مساء اليوم بشكل غير مباشر اجتماع الدوحة، وانتقد بعض الزعماء الذين شاركوا فيها بوصفهم لا يفعلون شيئا سوى القاء الخطابات النارية وانتقاد الاخرين.
اما المظهر التاسع فيتمثل بقرار حكومة العدو الصهيوني وقف القتال من طرف واحد، دون أي اعتبار لحماس التي ما زال قادتها يتبجحون بالنصر المنتظر، والصمود الالهي، فيما قوات العدو الصهيوني تحاصر مدن القطاع وفي مقدمتها مدينة غزة، وان وقف اطلاق النار لا يعني سحب القوات العسكرية الصهيونية من مواقعها التي احتلتها على مشارف جميع مدن القطاع، وتحذير قادة العدو انه سيتم التعامل مع أي خرق لاطلاق النار في القطاع.
اما المظهر العاشر والاخير فيتمثل بالازدراء الجماهيري الواسع للنتائج التي اسفر عنها اجتماع الدوحة، والذي ربما ادى الى عكس ما سعى اليه منظموه والداعون اليه، حيث كشف امام الراي العام ان هذه الدول التي تطلق على نفسها صفة الممانعة والمقاومة هي مجرد دول كرتونية لا حيلة لها ولا مقدرة، وان قادتها لا يمتلكون سوى الخطابات والقاء الكلمات والتصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فيما عشرات القتلى والجرحى يسقطون يوميا على مذبح دولة طالبان الاسلامية.
حقيقة مشعل
وعلى هامش الفشل والهزيمة السياسية التي لحقت بمجموعة الممانعة والصمود والمقاومة، فان هناك فشل بدأ يتمادى للخطاب اللفظي لحركة حماس حول الصمود والمقاومة، وان الجمهور بدأ يتسائل عن وعود حماس بالصمود والمقاومة وتلقين العدو دروسا قاسية، وزلزلة الارض تحت اقدامه، والمفاجآت العسكرية من قصف مدن وتجمعات العدو، وخطف جنوده وقتل الالاف منهم، وتعبر هذه التساؤلات عن مظهر اخر من مظاهر فشل اجتماع الدوحة الذي كان احد اهدافه تعزيز شرعية حركة حماس، واجد مناسبا ان ارفق نموذجا على هذا التوجه وهو عبارة عن رسالة وصلتني بالبريد الالكتروني من سيدة او آنسة اسمها "روان الزغاري" تحت عنوان "حقيقة مشعل" فيما يلي نصها دون أي تدخل:
مشعل اليوم يذكر انه شروط حماس او المقاومة كما يدعى هى:
1. وقف اطلاق النار.
2. الانسحاب من غزة .
3. رفع الحصار وفتح المعابر وخاصة معبر رفح؟؟؟.
وهنا نذكر مشعل اذا كنت ناسى انك كنت تقول ان حماس قوية وان المقاومة قوية ولن تسطيع اسرائيل هزيمتها ونفخت الشعب بغزة وانت تقول المقاومة تمتلك وتمتلك عبر فضائيتكم الملعونة وهلا بتقول ان الشعب اعزل الان اصبحت خايف على باقى قيادات حركتك من الموت وبعدين تنفضح امام العالم بعد ما اسرائيل تخلص على غزة.
ثانيا: اذكرك انه انت تطالب الان بالانسحاب من غزة هنا سؤال يطرح نفسه اسرائيل كانت منسحبة من غزة وغزة محررة فمن الذى اتى بهم يا مشعل.
طيب يا مشعل بدك رفع الحصار وفتح المعابر:
المعابر كانت فاتحة عندما كانت السلطة الشرعية بقيادة الرئيس ابو مازن فى غزة واغلقت المعابر عندما قام اتباعك يا مشعل بقتل ابناء الحرس الرئاسى فى المعابر ودمرتم البلد .
والان تصر يا مشعل على معبر رفح بالذات لماذا ؟؟
مصر من اول يوم بانقلابك الاسود على الشرعية ابلغتكم لن يتم فتح المعبر الا بتواجد الحرس الرئاسى التابع للرئيس محمود عباس ليس حبا فى ابو مازن ولكن لان هناك اتفاقية وقعت بين السلطة الشرعية بقيادة ابو مازن ومصر والاتحاد الاوروبى ولكن الظاهر يا مشعل على كيفك بتفكر الدنيا هبل .
طوال السنوات الماضيه ونحن نسمع منكم وبنقرأ انه حماس وغيرها عمره ما عجبها قمة عربية ودايما بقولوا عن القمم فاشلة صح....؟
اما اليوم صارت القمة بقطر ناجحة عشان اولياء الله الصالحين فيها مشعل وشلح ونجاد...؟
هنا يتواجد سؤال هل ايران صارت من الدول العربية ...؟
الخلاصة : ايران تريد وضع ارجلها بالمنطقة على حساب دماء الشعب بغزة وبمساعدة حماس والجهاد.
اخيراً صباح الخير يا قطر بعد 21 يوم من الحرب على غزة تم عقد القمة
السبب كي تاخد زخم اعلامى لتعلنى فية تجميد علاقاتك مع اسرائيل ويقول الناس اه والله قطر منيحة ومن تحت الطاوله نحن تقدم الاعتذارات لاسرائيل وامريكيا
وقبل الختام بشار الاسد يتحدث يجب على الدول قطع علاقاتها مع اسرائيل
الاجدر بك يا اسد ان تذهب الى بلدك وان تعبئ الجيش وتعلن الحرب على اسرائيل لتستعيد جولانك المحتل .
وصدقت المخابرات المصريه بقولها قد نسي الجيش والشعب السوري كيف يطرق الزناد منذ عام1973.
تحياتي
روان الزغاري
ابراهيم علاء الدين
alaeddinibrahim@yahoo.com
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/