عمل المرأة
قرار المرأة فى البيت :
منذ بداية الخليقة كان مكان المرأة الطبيعى هو بيت ولى أمرها سواء كان هذا الولى الأب أو الزوج أو الأخ أو غير هذا وكان قرارها والمراد بقاؤها فى البيت لسبب ما هو القيام بأعباء العمل فى البيت ولسنا نعنى بالقرار أنها لا تخرج من البيت وإنما نعنى أنها تخرج لقضاء الضروريات وهى :
- التعلم فى الصغر فى مدارس ومعاهد العلم - زيارة الأهل - زيارة الصديقات
-زيارة الجارات - التسوق وشراء حاجات البيت - الحج والعمرة .
-الشهادة فى القضايا - الذهاب للمشافى والأطباء للعلاج .
وفى هذا العصر كما فى كل عصر ينتشر فيه الكفر نجد أن الرجال يشرعون للنساء تشريعات تبيح لهن العمل على اختلاف أنواعه .
مذاهب الكفار فى عمل المرأة :
انقسم الكفار فى عمل المرأة للمذاهب التالية :
1-إباحة عمل المرأة ويمثل هذا المذهب فى القرآن أهل سبأ فقد كانت المرأة تعمل عندهم بدليل عمل امرأة بالملك والمراد عمل الحاكم والرئيس وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "إنى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شىء ولها عرش عظيم "وكان هذا المذهب هو المذهب المنتشر عندهم قبل إسلام المرأة مع سليمان (ص)لله رب العالمين .
2-قرار المرأة والمراد بقاء المرأة فى البيت ويمثل هذا المذهب فى القرآن أهل مصر فى عصر يوسف (ص)بدليل قرار امرأة العزيز فى البيت وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف "وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك ".
3-إكراه المرأة على العمل والمراد أن الرجال كانوا يجبرون المرأة على مزاولة أعمال ومهن مثل البغاء والدعارة ويمثل هذا المذهب الكفار فى عهد النبى (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة النور "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا ".
مذاهب المخلوقات فى عمل الأنثى :
وضح الله لنا فى القرآن اختلاف أنواع المخلوقات فى العديد من التشريعات الموضوعة لها ومن ذلك الاختلاف اختلاف المخلوقات فى عمل الأنثى فمثلا إناث البشر التشريع يمنع عملها خارج البيت مصداق لقوله بسورة الأحزاب "وقرن فى بيوتكن "وأما إناث النمل فالتشريع أباح لهن العمل خارج البيت بدليل وجود النملة الحارسة التى نبهت النمل لجيش سليمان (ص)حتى لا يقتلهم وهو لا يشعر وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون "وطبعا هذا الاختلاف فى حكم عمل المرأة بين أنواع المخلوقات يعود إلى تركيب الله لكل نوع من الأنواع .
متى يباح عمل المرأة ؟
بين الله لنا أن هناك حالة واحدة يباح فيها عمل المرأة وهى عدم وجود من يعمل لينفق عليهن ونعنى بعدم الوجود أمرين :
1- عجز الرجل العامل عن العمل لكبره وبهذا السبب تعللت ابنتى الرجل الصالح لموسى (ص)حيث قالتا كما بسورة القصص "لا نسقى حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير "فالفتاتين قالتا إن السبب فى عملهما هو كبر الأب وشيخوخته .
2- وفاة الرجل العامل دون أن يترك مالا للإنفاق عليهن وقد نصح الله كل مسلم قبل وفاته أن يدخر لضعافه وهم الأطفال المال الذى يمنعهم من العمل وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ".
الأدلة على قرار المرأة فى بيت زوجها :
1-قوله تعالى بسورة الأحزاب "وقرن فى بيوتكن "وهذا القول خطاب لنساء النبى (ص)ومعناه وابقين فى حجراتكن والخطاب وإن كان لنساء النبى (ص)فهو لنساء المؤمنين جميعا لأن قدوة النساء هن زوجات النبى (ص)كما أن قدوة الرجال هو النبى (ص)والدليل على هذا هو أن الله جعل لنا رجالا ونساء أسوة أى قدوة فى المسلمين السابقين رجالا ونساء مثل إبراهيم (ص)ومن معه من الرجال والنساء وفى هذا قال تعالى بسورة الممتحنة "لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر"
2-قوله تعالى بسورة الأحزاب "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت "فهنا سمى نساء النبى (ص)أهل البيت وقوله بسورة هود "قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت "فهنا سمى زوجة إبراهيم (ص)أهل البيت ولهذه التسمية دلالة هى أن النساء هن باقية البيت أى قرار البيت والمراد الموجودات فى البيت باستمرار .
3-قوله تعالى بسورة آل عمران "كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله "وقوله بسورة مريم "واذكر فى الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا "فهنا اتخذت مريم (ص)فى بيت أهلها محرابا لا تخرج منه وهذا يعنى أن المرأة لم تكن تعمل فى عصر مريم (ص)غالبا.
4-قوله تعالى بسورة النساء "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم "والدليل هنا هو إنفاق الرجل على المرأة فمعنى هذا هو أن الرجل يعمل لجلب المال لكى ينفقه على المرأة الجالسة فى بيته ولو كانت المرأة تعمل لكان الحادث هو أنها التى تنفق على الرجل الجالس فى البيت .
5-قوله تعالى بسورة النساء "فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله "والدليل هنا هو كون المرأة محافظة على الغيب والمراد أن المرأة باقية فى البيت تحمى نفسها فى غياب زوجها للعمل بوظيفة وغيره وهذا معناه أن الزوج يعمل خارج البيت والمرأة تحمى نفسها من ارتكاب الزنى فى غيابه للعمل بوظيفة وغيره .
6-قوله تعالى بسورة النور "فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم "الدليل على وجود المرأة فى البيت مستقرة هو عدم وجود أحد أى عدم وجود رجل فى البيت يوجب على المسلم ألا يدخل البيت فى غيابه إلا أن يؤذن له من قبل نساء البيت أو رجاله الغائبين الذين يأذنون للنساء بإدخالهم وللمرأة أن تقول له ارجع وعليه عند ذلك الرجوع .
7-قوله تعالى بسورة النور "فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله "الدليل على عدم خروج المرأة من بيتها هنا هو أن الموجودين فى بيوت الله أى مساجد الله هو رجال ولو كان الخروج للعمل من قبل المرأة مباحا لأباح الله لهن الصلاة فى المساجد ويضاف لهذا الدليل قوله بسورة التوبة "لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا "فهنا كلمة مسجد وكلمة رجال مما يدل على أن الصلاة فى المسجد للرجال وحدهم .
8-قوله تعالى بسورة الحجرات "يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن "الدليل فى هذا القول هو أن مجتمع القوم أى الرجال منفصل عن مجتمع النساء بدليل أن سخرية الرجال تكون مع الرجال وسخرية النساء تكون مع النساء وهذا يعنى أن الرجال فى مجتمع هو مجتمع العمل وأن النساء فى مجتمع هو مجتمع البيوت .
9- قوله تعالى بسورة الجمعة "يا أيها الذين أمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع "الأدلة هنا قوله "اسعوا إلى ذكر الله "فهذا أمر للرجال بحضور صلاة الجمعة وقوله "وذروا البيع "نهى للرجال عن التجارة وهى عمل كل إنسانى وظيفى بالمعنى الواسع ولو كان الله يريد صلاة النساء لذكرهن بأى لفظ يشير إلى صلاتهم وكذلك الأمر فى العمل .
10-قوله تعالى بسورة الطلاق "لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة "الدليل هنا قوله "لا تخرجوهن من بيوتهن "فقد حرم الله إخراج النساء من البيوت لأى سبب ومن الأسباب بالطبع أن يعملن خارج البيت وبين الله لنا السبب الوحيد لإخراج النساء من البيوت هو ارتكاب الفاحشة وهى الزنى .
11-قوله تعالى بسورة الملك "هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور "فهنا الأمر "فامشوا فى مناكبها "عائد للرجال والمشى فى المناكب هو ما نسميه العمل .
11-قوله تعالى فى تقسيم الرجال فى سورة المزمل "علم أن سيكون منكم مرضى وأخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله وأخرون يقاتلون فى سبيل الله "فهنا بين الله لنا أن العاملين رجال وهم الضاربين فى الأرض طلبا لرزق الله وهذا يعنى أن النساء لا تضرب أى لا تعمل خارج البيوت .
هذا ما قدرنا على كتابته من الأدلة وإن كان يوجد غيره فى القرآن .
كلام المرأة مع الرجل:
إن كلام المرأة مع الرجل الغريب حرام وهذا القول لا أساس له من الصحة لما يلى من الأسباب :
-قوله تعالى بسورة الأحزاب "ولا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض وقلن قولا معروفا "يبين الله للمرأة أن كلامها مع الرجل مباح بشرطين الأول عدم الخضوع بالقول أى ألا يكون فى صوت المرأة نبرة تجعل الرجل الشهوانى يطمع فى الزنى بها أى بألفاظ أخرى ألا تلين المرأة حديثها مع الرجل والثانى أن يكون كلام المرأة مع الرجل فى المعروف أى فى الخير.
-قوله تعالى بسورة المجادلة "قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما "فهنا المرأة التى ظاهر منها زوجها كلمت رجلا غريبا هو الرسول (ص)فى أمر الظهار وهذا دليل على إباحة كلام المرأة للرجل الغريب فى الخير
-قوله تعالى بسورة الأحزاب "وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى "لنتساءل كيف وهبت المرأة نفسها للنبى (ص)هل بالقول أم بالإشارة ؟وقطعا وهبت نفسها بالقول لأن الهبة تكون قولا .,
-قوله تعالى بسورة الممتحنة "يا أيها الذين أمنوا إذا جاءكم المؤمنات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار "كيف يعرف المؤمنون هنا بإيمان المهاجرات إذا كان الكلام محرم بينهم ؟هل بالإشارة ؟لو فرضنا صحة التفاهم بالإشارة فكيف ستتم الإشارة مثلا للملائكة أو بالرسل السابقين ؟بالقطع الإشارة فى التعبير عن الملائكة والرسل السابقين وغير ذلك كالقدر عاجزة ومن ثم فالإمتحان – أى امتحان المؤمنين للمؤمنات المهاجرات – عبارة عن كلام بينهم .
-قوله تعالى بسورة مريم "فتمثل لها بشرا سويا قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا "هذا الحوار بين مريم (ص)وجبريل (ص)هو حوار بين ذكر غريب وامرأة لأن جبريل (ص)نزل فى صورة بشر – أى "فتمثل لها بشرا سويا "- فلو كان الكلام محرما بين الطرفين ما تكلم جبريل (ص)ولا تكلمت مريم (ص) .
-قوله تعالى بسورة آل عمران "كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب "هذا الحوار بين المرأة مريم (ص)والرجل زكريا (ص)يدلنا على إباحة الكلام بين الرجل الغريب والمرأة وزكريا (ص)غريب عن مريم (ص) عندى فلم تثبت له صفة القرابة المحرمة للزواج بينهما فى القرآن وإنجيل النصارى المحرف فيه أن مريم (ص)هى قريبة اليصابات زوجة زكريا (ص)ولا يوجد فيه تحديد لدرجة القرابة .
-قوله تعالى بسورة البقرة "لا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم فى أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا تقولوا قولا معروفا "والمستفاد هو جواز كلام الرجل الغريب مع من يريد خطبتها من الأرامل – وملحق بهن المطلقات نهائيا- سواء كان الكلام تصريحا لها على إنفراد أو أمام الناس وجواز أن يتقابلا ليتكلما فى السر بشرط واحد هو قول المعروف وهو الخير يدل على هذا أن الله استثنى من المواعدة السرية مواعدة القول المعروف .
-قوله تعالى بسورة مريم "ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقى حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير "فهنا الحوار بين الرجل الغريب موسى (ص) وابنتى الرجل الكبير دليل أخر على جواز حديث المرأة مع الرجل فى الخير ولو كان موسى (ص)يعلم أن كلامه مع المرأتين محرم ما كلمهن .
-قوله تعالى بسورة القصص "وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون "فهذه أخت موسى (ص)كلمت آل فرعون فى أمر كفالة أخيها وقد كانت تعرف شريعة جدها إبراهيم (ص)وهذا يعنى أنها لم تجد فيها شىء يحرم الكلام مع الرجال الغرباء .
قوله تعالى بسورة الذاريات "فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته فى صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم "هذه امرأة إبراهيم (ص)تحدثت مع رجال غرباء – هم الملائكة ضيف إبراهيم (ص)الذين نزلوا فى صورة بشر- ولم تكتف بذلك بل ضحكت أمامهم وفى هذا قال تعالى بسورة هود "وامرأته قائمة فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب"وأما الحديث الموضوع الباطل الذى يحرمونه به خروج المرأة من بيتها وكلامها مع الرجل الغريب وهو أن المرأة عورة فإذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان "فهى قول كله جنون حيث يتعارض مع الإسلام ونكتفى بدليلين على بطلانه وهما الأول أن معنى كون المرأة عورة هو أن تغطى جسمها كله حتى عينيها فإذا فعلت فكيف تمشى وهى لا ترى؟ والثانى أن الشيطان ليس خارج البيت وإنما الشيطان فى كل مكان نوجد به بدليل أن جرائم الزنى ترتكب فى بيوت ومنها بيوت الدعارة وبعد ليس العيب أن نفعل الخطأ وإنما العيب أن نستمر فى تعمد ارتكاب الخطأ بعد علمنا به فالله لا يحاسبنا على الأخطاء أى الذنوب وإنما يحاسبنا على تعمدها تعمد سيىء وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما "