قطاع غزة بين عهدين
/ يتذكر سكان قطاع غزة ، في جلساتهم الرمضانية ، وسهراتهم المعتمة ( بدون كهرباء) وعلى أصوات الضجيج الصادرة من مولدات صينية الصنع غير آمنة ، الأيام التي خلت من حكم حماس ، والقول في تلك الأيام أشعاراً نسبة وقياساً لأيام الحاكمية بأمر 'امام المؤمنين' فقبل حماس كان الكهرباء 24/24 ساعة ، والفواتير منطقية ، في زمن حماس أصبحت الكهرباء 8/24 ساعة ، والفواتير مضاعفة .
في زمن ما قبل حماس ، كانت المرافق العامة مع الحدائق والبنية التحية بخير وفي طور النمو ، والتنمية تمشي على قدم وساق ، وفي زمن حماس أصبحت المرافق العامة خاوية على عروشها ، والبنية التحية ، عليلة في زاوية مظلمة لا أحد يسأل عنها وبها ، والحدائق مراكز جباية والموجود بضع شجرات وبقع خضراء متسخة والبلديات تحرك أموالها حسب المزاج.
في زمن ما قبل حماس كان للأمن قبل أن تفجر حماس وأياديها الخلفية موجة الفلتان الأمني ، كان الأمن موجوداً والناس يعيشونه حقيقة ، ولكن في زمن حماس ، انكسرت شوكة العائلات الكبيرة في القطاع بحجة القضاء على الفلتان ، ولبس البطش والتعسف والقمع البدلة العسكرية والأمنية وجلس خلف مكتب رسمي وفخم ، ليضرب رقاب المدنيين تحت طائلة القانون ، والانظمة .
في زمن ما قبل حماس كان الناس أمة واحدة ، مسلميهم ومسيحييهم ، ولم يسمع مقيم في القطاع عن 'مناوشات' وتلاسنات بين أصحاب الدينيين بل عاشوا بألفة ومحبة وشركاء في النضال ، اليوم أصبح المهاجمون لحصن الكنيسة بدعوى نشر الاسلام سبباً لتفجير العلاقات بين أهل البلد الواحد ، وأصبح للمسيحيين وجهان ، وجه صامت ومستسلم لحاكم العصى والنار ، ووجه يلعن ويشتم وينشر اضطهاده وامتعاضه في دوائره الخاصة ومع ال1ين يؤمن مكرهم ، فالعلاقات أصبح أكثر تعقيداً ومشوبة بالحذر والقلق.
في زمن ما قبل حماس كان الانسان له مساحة من الحرية يمشي بها ويعلن عن مواقفه ولو كانت مغايرة وضد الحكام ، ولكن في زمن حماس أصبح المحتج والمعارض والمعبر عن رأي مخالف لرأي الحاكم ' عميلاً' للعدو ' وضد 'الله' و'رسوله '.
في زمن ما قبل حماس كان المجتمع لا يميز بين ابن تنظيم وأخر في النسب والمصاهرة ، في زم حماس أصبح الزواج على قدر الانتماء الفصائلي ، بحكم البغض والكراهية التي ترعرعت بعد أن زغردت بنادق الاقتتال الداخلي وسفكت الدماء .
لهذا وما خفي وقبل لأن تأكل الانفاق أبدان غرار ابناء القطاع ، ويدمن من تبقى معافي في القطاع بالاترومال والمخدرات والحشيش المغشوش ، وقبل أن تزداد نسب الطلاق ، وتخرب الأسر ، ومن الاحساس بالقهر والمهانة ، يصبح المحرم ' خط مشاة ، وقبل أن تتلاشى قضايا الانسان الفلسطيني ، ويصبح 'مسخرة' في المشهد الكوني ، لا بد من تدخل عاجل ولو بـ مبضع الجراح .. 'الفلسطينيون يريدون حياة ظاكثر كرامة '
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/