في قطاع غزة من أي تنظيم انت حتى ازوجك
أمد/
تقرير/ جلس منكبا في غرفته الخاصة، وفضل المكوث وحيدا حزينا وآسفا علي ما وصل به
الحال الفلسطيني في غزة، فلم يكن موجود بالحسبان لدي الشاب 'طارق' 25 عاما،عندما
تقدم لخطبة الفتاة التي طالما حلم بها،أن يتم رفضه بهذه السهولة والسبب انه من
ابناء السلطة الوطنية ، وبطبيعة الحال تم رفضه من قبل أهل فتاة مؤيدين لحركة حماس،
فأصيب بصدمة من قسوة الحال الذي سببه الانقسام الداخلي بين حركتي فتح وحماس والذي
دمر وفتت نسيج المجتمع الفلسطيني بكامل أطيافه.
'طارق'
شاب في العشرينات من الشبان الذين تم رفضهم بسبب انتمائهم السياسي يتحدث' لأمد'
ويقول:' لم أتصور يوما أن نصل إلي هذا الحال الذي نحن عليه، النسيج الاجتماعي أصبح
متفتت بسبب ما حل بنا من دمار وانقسام، جعل الأخ لا يطيق أخاه في المنزل
الواحد،مبديا تهكمه ويقول وقف الحال عند المصاهرة فقط فكل شي دمر علي ارض الواقع،
مؤكدا انه لا يريد أن يتزوج إلا بتلك الفتاة التي يرغبها.
أما
هدي فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها تقول لأمد' والدي يقف حجر عثرة في طريق
زواجي، فهو ينتمي إلي حركة حماس ومعظم من يتقدم لي إما مؤيدين لحركة فتح أو يعملون
في الأجهزة الأمنية الفلسطينية ويرفض رفضا قاطعا تزويجي لأي احد يتقدم لخطبتي ولا
يحدث نصيب، ويقول لهم' ابنتي مخطوبة لابن عمها' ، والسبب بطبيعية الحال هو '
سياسي'، موضحة أن من يتقدم لها أصحاب خلق ودين ولكن الأسباب معروفة لدي الجميع..
'
ارفض رفضا قاطعا أن أتزوج بفتاة تنتمي وعائلتها إلي حركة حماس' بهذه الكلمات تحدث '
لأمد' إياد عزام المؤيد لحركة فتح، مبديا تعجبه كيف سأتزوج فتاة تنتمي لحماس وتصبح
شريكة حياتي، ويشاركه بالرأي صديقه هاني بعدم موافقته الارتباط بفتاة تنتمي لحماس
حتى ولو كانت تملك اعلي درجات التدين والأخلاق...
بينما
تقول ' فيروز المؤيدة لحركة فتح إذا كان الشاب يتمتع بخلق ودين لم لا اقبل به زوجا
لي، فالرسول الكريم يقول' إذا جاءكم من ترضونه دينا وخلقا فزوجوه'، فالعبرة في
الأخلاق وليس في الانتماءات السياسية والأحزاب التي دمرت قطاع غزة
بأكمله..
وبكلمات
يملؤها الغضب يقول امجد 'لأمد' تقدمت لخطبة أكثر من فتاة، ولكن الحمد لله قوبلت
بالرفض لانتمائي السياسي وهذا أول سؤال يتم توجيهه إلي والدتي، مؤكدة أن السبب في
عنوسة فتيات قطاع غزة هم الأهالي يتذرعون بأتفه الأسباب لمنع تزويج بناتهم لهذا
وذاك فالأسباب تكشفت للجميع، لذلك قمت بخطبة فتاة تنتمي إلي الحركة التي انتمي
إليها حتى لا أقع في مناكفات أكثر من العائلات الاخري، فهذا النوع من القصص بات
يثير حساسية لدي المجتمع بأكمله...
ويري
ولي الأمر' أبو عبد الله ' في مجتمعنا استحالة تزويج فتاة تنتمي إلي حماس بشاب
فتحاوي وكذلك العكس، فأصبح ابن فتح لا يطيق ابن حماس في كل مجالات الحياة، ففي
الأسرة انجد التناحر وعدم القبول بين الأخوة في البيت الواحد بل انقسام مطلق في كل
مناحي الحياة وهذا الانقسام هو الأرضية التي مهدت لكل الأعراض التي أتت بعد ذلك،
فبدلا من أن نسأل الإنسان عن مؤهلاته ودينه وخلقه أصبحنا نسأله عن تنظيمه السياسي
والفصائلي.
ويتابع
' لأمد' اظفر بذات الدين تربت يداك أو كما قال عليه الصلاة والسلام .. هذا هو
الفيصل بين الناس بين الشاب والفتاة فنجد بعض الناس يبحثون عن الحسب والنسب ..
وبعضهم عن الجاه والمال والسلطان، فهؤلاء لم يلتزموا بما سنه عليه الصلاة والسلام
وهذا مخالف مثله مثل من يقبل أو يرفض بسبب الانتماء السياسي..
وتعتبر
'أم احمد' أن الانقسام لم يتوقف عند المصاهرة والزواج فقط بل مزق كل العلاقات
المترابطة بين أفراد المجتمع.
من
جانبه أكد الأخصائي في علم الاجتماع الدكتور درداح الشاعر, يصف 'الظاهرة', وليس
موقف عابر من أشخاص معينة أو عائلات معينة, وهناك نوع من الحساسية لدى المجتمع تجاه
ذلك، موضحا 'الرفض السياسي' أصبح سبب مقنع, واعتيادي لدى الناس, وهو مبرر عند
الناس, وليس مبرر من الناحية الشرعية, ولا يمكن الشرع أن يقبل أن يرفض تزويج الشاب
لانتمائه, فالمعيار بالإسلام هو الخلق والدين, لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم '
إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه'،مؤكدا أن المسئولية تقع مباشرة على عاتق
الساسة, فهذا المجتمع عاش بلا فصائلية مدة طويلة, وبفصائلية متناغمة فترة طويلة,
كما انه شهد فترة تناحر طويلة بين الفصائلية, ولكن لم يحدث ما حدث الان ونراه على
الصعيد الاجتماعي'