حصدت أرواح 45 عاملا.. أنفاق غزة شبه مهجورة في عام 2010
في صيف عام 2009 بدأت إسرائيل بالتخفيف من حصارها الشديد لقطاع غزة وفي منتصف عام 2010 فتحت معبر رفح... تغيرات انعكست ايجابيا وببطء على حياة السكان في القطاع لكنها لم تكن كذلك لأصحاب الأنفاق على الحدود مع مصر والعاملين فيها...تغيرات حاول العاملون في الأنفاق تجاوزها من خلال تغيير نشاطهم، فتارة يدخلون المواشي وتارة يدخلوا مواد البناء، حتى أصبحوا يصدرون بعض البضائع إلى مصر وذلك لسد حالة الجمود التي شهدته هذه الأنفاق.
عمال الأنفاق منهم من استطاع النجاة من نيران الاحتلال ومن الانهيارات ومنهم لم يستطع، فضحايا عام 2010 حسب إحصائيات مركز الميزان لحقوق الإنسان، كان عددهم 45 قتيلا، منهم 35 توفوا نتيجة انهيارات واختناقات، بينهم طفلان تحت سن 18 و219 جريحا، أما ضحايا القصف الإسرائيلي فقدر عددهم بـ10 قتلى، منهم طفل واحد و9 جرحى، عدا ذلك عن عشرات الغارات الإسرائيلية التي تعرضت لها الأنفاق على الحدود ما بين قطاع غزة ومصر لهذا العام.
وبهذه الأرقام يعد عام 2010 أقل من الأعوام السابقة من حيث عدد الضحايا حيث قدر عام 2009 وهو العام الذي حصد أعلى نسبة ضحايا بـ 59 قتيلا، وكان (110) قتلى سجلوا ما بين عامي 2008 و2009.
وشهد عام 2010 ضربة قاصمة لجهود التهريب ليس بسبب عمليات القصف ولكن بسبب فتح المعابر جزئيا.
"إن الأنفاق باتت شبه مهجورة، ومهربوها أصبحوا عاطلين عن العمل" بهذه الكلمات عبر أبو يزن أحد عمال الأنفاق عن حالتها هذا العام، مضيفا أن الأنفاق في قطاع غزة شهدت تراجعا كبيرا في عملها من حيث كميات وأنواع البضائع حيث أنه لم تعد تدخل جميع أنواع البضائع نظرا لسماح الجيش بإدخال بعض السلع التي كانت ممنوعة منذ سنوات.
وأوضح أبو يزن أن أجور نقل البضائع عبر الأنفاق قد تدنت كثير وذلك نتيجة قلة البضائع، متابعا أنه وفي عام 2010 اتجه الكثير من أصحاب الأنفاق إلى تخصيص عمل تجارتهم في الوقود والسيارات ومواد البناء وأيضا المواشي وذلك لقلة الطلب على البضائع الأخرى مثل المواد الغذائية وغيرها، التي أصبحت تدخل عن طريق المعابر الإسرائيلية.
ويردف أبو يزن، "في عام 2010 كثير قالوا انه قد يتم الاستغناء عن الأنفاق ولكن هذا ليس صحيحا وليس ممكنا في ظل هذه الظروف"، متابعا "نعم لقد أدخلت إسرائيل بضائع ولكن لم تدخل كل شيء فالسوق في غزة ما تزال تحتاج الكثير من السلع الضرورية وأهمها مواد البناء، ويضيف لا نستطيع أن نعول على إسرائيل فبامكانها أن تحكم إغلاق المعابر ثانية".
وأشاد أبو يزن بهذا العام من حيث إدخال المواشي في عيد الأضحى المبارك، حيث قال "أن هذا العام كان موسما جيدا إلى حد ما فقد أدخلنا الخراف والعجول في عيد الأضحى إلى قطاع غزة"، مشيرا إلى أن قطاع غزة صدر هذا العام الألمنيوم والنحاس وجلود البقر من غزة إلى مصر.
وبدأ عمل الانفاق منذ العام 1982 عندما انسحب الجيش الاسرائيلي من سيناء ضمن اتفاقات كامب ديفيد لكنه كان عملا محدودا ولكن البادية الواسعة جاءت في العام 2007 نتيجة الحصار الإسرائيلي وإغلاق كافة المعابر اما اليوم فقد أصبح مصيرها غامضا بانتظار اما اغلاقها نهائيا بفعل الاجراءات الامنية المصرية وعدم جدواها اقتصاديا او العودة من جديد اليها في حال اغلاق المعابر.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/