حياتنا - الإطاحة ... ...بقلم :/ حافظ البرغوثي
قرأت تقريرا على صحيفة المال والعيال «وول ستريت جورنال» رجم فيه اعضاء من مركزية فتح في الغيب ورشحوا انفسهم للرئاسة بعد الاطاحة بالرئيس ورغم ان كاتب التحليل لم ينسب كل قول الى صاحبه الا ان الاسماء التي اوردها و«زوقها» اعتبرها كتلة معارضة للرئيس وتسعى الى الاطاحة به على حد قولها وقول المحلل الاميركي لانه لا يعجبها أداء الرئيس التفاوضي مع انه لا يوجد مفاوضات اصلا حتى الآن والموقف الفلسطيني يحظى بدعم داخلي ودولي لا سابق لهما. وبدلا من شد أزر الرئيس ودعمه نجد «ثرثرة» حول الاطاحة به وتقديم اوراق اعتماد مقدما عبر صحيفة المال لذوي الامر والنهي لاختيار الاصلح وربما الاقبح في هذه الحالة.
إن زهد الرئيس في المنصب بائن للعامة ويهرع الكثيرون ومن ضمنهم من تداعوا الى «قصعة» الصحيفة الاميركية لاقناعه بعدم ترك منصبه، وكان بامكانهم حسب نواميس اللجنة المركزية ان يفاتحوا الرئيس بآرائهم النيرة في كيفية التفاوض بناء على تجاربهم الشخصية التي اوصلتنا الى كارثة الانفصام اولا ثم الانقسام ثانيا، وكلنا نعلم ان طريق الرئاسة الفلسطينية تمر عبر صندوق الاقتراع والاحتكام الى الشعب وليس الى حكم صحيفة اميركية فأي فتحاوي مهما كان موقعه يعلم ان مكان النقد والمصارحة هو الاطر الحركية وليس صفحات الصحف، وعندما نقرأ عبر وسائل الاعلام ان فلانا وعلانا وحيانا يفكرون في الاطاحة بالرئيس فإن الامر يرقى الى التآمر العلني وهو ما يخالف اصول العمل الحركي والسياسي الفلسطيني وكأننا نستقوي بالآخرين لاضعاف انفسنا،
فالرئيس في احاديثه الخاصة والعامة غير متمسك بالمنصب الا بقدر ما يسمح له بتنفيذ شعاره الانتخابي وهو توفير الامن للمواطن واقامة الدولة الفلسطينية، وعمليا نجح في تحقيق الامن ويجتهد في سبيل الهدف الاسمى وهو اقامة الدولة وظل ثابتا على موقفه رغم فيضان الضغوط ويجد دعما شاملا لموقفه هذا حتى من خصوم ألداء فكيف يكون هناك «أعدقاء» يكيدون له جنبا الى جنب مع من يعتبرون موقفه عقبة في طريق المفاوضات..؟
فالامر بات عمليا انه عقبة في طريق التسويات والصفقات وليس المفاوضات. وكان حريا بمن استقت الصحيفة تحليلها منهم أن يسارعوا الى النفي رغم مرور اسبوعين على النشر لكن ذلك لم يحدث، فعدم النفي يعني المباركة والتأكيد وكأن ما ذهب اليه المحلل الاميركي مقدمة لتحليل أمور أخرى.. ولا يمكنهم والحالة هذه ان يقولوا لا دخل لنا فيما نشر.. بل لهم دخل ودحل.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/