نكبة ، نكسة ، وكسة
بقلم / فؤاد جرادة
هجرنا في العام 1948 وسماها العرب والفلسطينيون
النكبة ، هزمت الجيوش العربية في العام 1967 وسماها المنهزمون النكسة ، في 14 / 6
/ 2007 واسميها الوكسة ، وكسة الشعب الفلسطيني التي قضت على ما تبقى من آماله من
تحرير واستقلال وتحقيق المصير .
المشكلة التي يعاني منها العرب ، هي التأقلم مع
الواقع ولكن تأقلم انهزامي اقرب إلى الخضوع والخنوع والتاريخ الحديث والمعاصر اكبر
دليل على ذلك ، احتلت فلسطين عام 1948 وهجر شعبها من أراضيها واكتفى العرب ببناء
مخيمات اللجوء ، هزمت الجيوش العربية في العام 1967 واقتنعت بهزيمتها وسجلت تحت
بند ( قضاء وقدر ) ، طبعا بالإضافة إلى التصريحات والاستنكارات العابرة للفضائيات
.
وأخشى ما أخشاه أن يتأقلم الشعب العربي
الفلسطيني على حالة الانقسام والضياع التي يواجهه الشعب الفلسطيني والقضية
الفلسطينية على حد سواء ، إن ما قامت به حماس من انقلاب أو عفوا من حسم ( العمر مش
بعزقة ) أرجعت القضية الفلسطينية مئات السنين إلى الوراء ، نضال الشعب الفلسطيني
وتاريخه المشرف بين الشعوب ضاع عند إطلاق أول رصاصة من فلسطيني ضد أخيه الفلسطيني
، وأصبحنا في مزابل التاريخ ، فالانقلاب
او الحسم او .. او .. او .. سميها ما شئت ، مصطلح دخيل بغيض على قاموسنا النضالي
والكفاحي يجب شطبه وبكل الوسائل حتى ولو بالدم ،
حتى نكون قادرين ومستعدين للتصدي لنكبات قادمة ، فعدونا يتربص بنا
وانتصارنا يتحقق بوحدتنا .
اليوم سمعت الإذاعات الجوالة في شوارع غزة تدعو جماهير
شعبنا للخروج غدا بالمسيرة ( الموحدة ) بمناسبة ذكرى النكبة ، عن أي وحدة تتحدثون
؟؟ ، عن أي تلاحم تخطبون ؟؟ ، من المفرح حقا أن يكون هناك توجه وحدوي لمواجهة
نكبات شعبنا وان نصرخ بصوت واحد وصرخة رجل واحد ونعلنها مدوية أننا شعب واحد ضد
الاحتلال وممارسات الاحتلال ، ولكن هل حقا النوايا صادقة ؟؟ هل النفوس مطمئنة ؟؟
وان كانت كذلك لماذا لم نتوحد في العدوان الغاشم على غزة العام الماضي والذي اسماه
البعض ( بانتصار الفرقان ) لو فرضنا جدلا أننا انتصرنا وان الهزيمة النكراء التي
تكبدتها إسرائيل جعلتها تفكر حقا بالخروج من فلسطين خوفا من ( ضرباتنا الموجعة )
فالهزيمة تلاحقنا ووصمة عار على جبيننا طالما كنا مفككين ، فالانقسام والذي سيتحول
إلى انفصال إن لم نستيقظ من سكرتنا، لم يقف عند حد الساسة وصناع القرار بل امتد
كالنار في الهشيم إلى مجتمعنا ، وشبابنا وبيوتنا وحتى بين العلاقات الأسرية
الداخلية .
شعب وقادة إسرائيل يسخرون حياتهم لخدمة ما يسمى
بدولة ( إسرائيل ) وكيفية الحفاظ على هيمنتهم و ( نجاحهم ) وسيطرتهم بين مليار
مسلم في المنطقة ، ونحن نفكر في مقترحات جديدة للمصالحة، ومن يوقع على المصالحة قبل
من ، ونكون في غاية السعادة عندما نسمع أن
هناك انفراج في ملف المصالحة الفلسطينية ،
في الوقت ذاته تكون إسرائيل خلية نحل لتحصين حدودها والارتقاء بشعبها والحفاظ على تحالفاتها
مع باقي دول العالم والتحضير لنكبات ونكسات و وكسات جديدة ضد شعبنا ( المفكك ) ولا
زلنا نتناحر لنحكم ارض محتلة ونسعى لسيادة منقوصة ان لم تكن معدومة ، والله عيب
علينا !!!
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/