التحرش الجنسي فى الأسواق ظاهرة فى سجلات الكتمان خوفا من الفضيحة
يكتظ السوق في خانيونس يوم الاربعاء
بالنساء والرجال والباعة الذين يأتون اليه من محافظات غزة ويطلق عليه سوق
الاربعاء في خانونيس . حيث يتجمع المواطنين فى هذا اليوم من رجال وشيوخ
ونساء من مختلف الاعمار لاعتقادهم ان السلعة تكون بهذا السوق أرخص من
المحلات . وتذهب الأم مع ابنتها خاصة العروس لشراء تجهيزات الفرح كونه
ارخص في ظل ارتفاع الاسعار .
ولكن ما يثير الدهشة والاستغراب ان هناك شباب يتواعدون في مثل هذا اليوم
للتوجه الى السوق ليس بهدف الشراء او لقضاء حاجة وانما القصد من ذلك
النساء والفتيات اللواتي يذهبن في مثل هذا اليوم . فيبدأ هذا الشاب بتحقيق
الهدف الذي جاء من اجله وهو محاولة الالتصاق بجسد فتاه تقف على بسطة
البائع لشراء سلعة ما وتجد من يحاول لمس جسدها .أو خلال سيرها تجد من
يحاول الالتصاق بها متعمدا ومحاولا التحرش بها .
واستنكرت الكثير من النساء هذه الظاهرة التى حالت من ذهابهن الى السوق
وأصبحن يرسلن أزواجهن للقيام بعملية التسوق,رغم عدم اقتناع غالبيتهن بما
يجلبه لهن أزواجهن,لأنهن على علم ودراية بما يحتاجه البيت من حاجيات لا
يعلمها الرجال بحكم طبيعة المراة ومسئوليتها عن شئون البيت .
ووقوفا على هذه الظاهرة وأبعادها ,وما تسببته من ازعاج للمواطنين,نقلت مراسلة "وكالة قدس نت للأنباء "نسرين موسى, بعض من شكاوى النساء اللواتي اشتكين من هذه الظاهرة عل فى نقل شكواهن من وجود حل لتقليصها والتخلص من تبعاتها.
باستياء تقول المواطنة أم على حمودة :" رغم كبر سني إلا اننى أصبحت أعزف
عن ذهابي الى السوق,بسبب البشاعة التى أراها والتكدس الهائل عبر الممرات
داخل السوق لاننى لا أعرف بأى اتجاه أسير ,هنا رجال وهناك رجال , وغالبا
ما يلتصقون بنا ونحن نقف,وما يزيد الاشمئزاز أن بعضهم يتعمدون بالاحتكاك
بالنساء ويتحججون بالازدحام".
وتضيف حمودة :" حتى لو شعرت ان رجلا لامسني خلال التسوق وأكون بكامل
اقتناعي انه متعمدا لا أستطيع التفوه أو ان أصرخ ,لخوفي من ان يتهمني
بالكذب أو يتسبب لي بفضيحة زورا فألتزم السكوت وأخرج من السوق بدون اى ردة
فعل ".
وتختم أم على وتقول" لأنهى هذه المشكلة وأسلم من عواقبها منعني زوجي من
الذهاب للسوق حتى بعز حاجتي,فهو يقوم بالتسوق كل أسبوع وأقوم بكتابة كل
متطلباتي لزوجى على ورقة أفضل من أن أتعرض لضعاف النفوس ".
وتختلف عنها أم أشرف وتقول:" بمجرد انتهائي من شراء حاجياتي ,وأذهب وأركب
السيارة ,لاأستطيع الجلوس براحتي,ويكون بخاطري أن التصق بالشباك ,بسبب قرب
أحد الركاب منى وأكون بين نارين لاننى لا استطيع التحدث بما يفعله,ولا
استطيع النزول فأضطر لان أتحمل الموقف لحين وصولي للمنزل والتحدث لزوجى
بما حدث معي".
وتضيف قائلة:" وبعد هذه الحادثة قام زوجي بمنعي ان اركب اى سيارة بمفردي
,خاصة عند ذهابي للسوق حتى لا أتعرض لمثل هذا الأمر البشع ,ولاننى امرأة
لا أستطيع ان أن أبوح لأحد من الشارع ليقوم بردع هذا الفاعل لان دائما
المراة هي المتهمة والرجل بريء".
من جهتها تقول الطالبة الجامعية نجوى محمود من خانيونس:" الطالبة منا
عندما تركب السيارة عند ذهابها سواء للسوق أو الجامعة ,ترغب بأن تبنى جسرا
من الباطون ليفصل بينها وبين الشاب الذي يركب بجانبها
,لأن كثيرا من الشباب أو الرجال حتى كبار السن يلتصقون بنا ونحن نجلس ومهما وضعنا حقائبنا إلا أنهم بكل وقاحة يعاودون الالتصاق ".
وتضيف محمود :" أحيانا أفضل الركوب بجانب السائق أفضل من الركوب بالكرسي
الخلفي لأن الكرسي الذي بجانب السائق يبعد عن جسد السائق كثيرا عكس الكرسي
الخلفي".
وتختم محمود:" أصبحت أنا ومعظم صديقاتي نكره الذهاب الى الجامعة بسبب
دونية وضعاف النفوس وليس بيدنا حيلة إلا السكوت لأننا تحت اسم بنات واى
هفوة تؤثر على سمعتنا متسائلة وهل نستطيع الشكوى لقسم الشرطة وتسجيل
أسماءنا سنحول عندها لمتعرضات للاغتصاب عندها نفضل السكوت ".
وتنزعج فاتن والمقبلة على الزواج من أنها تحتاج للذهاب الى هذا السوق ,لكن
والدها حال دون ذهابها لما يسمعه من ظواهر مشينة تتواجد به وتقول:" رغم
أنى عروس ,اقترب موعد زواجي واحتاج لأن اشترى بعض الأشياء لرخصها من هذا
السوق , إلا اننى لم أذهب ويقوم والدى بشراء كل ما يلزمني ,وغالبا لا
يعجبني شيئا ,واضطر للقبول لأنه حلف يمينا على والدتى ان لا تذهب بسبب
بشاعة بعض الشباب والرجال ممن يتواجدون داخل السوق لأغراض دنيئة".
من جهتهم عبر الرجال أيضا عن استيائهم رغم أن أصابع الاتهام أشارت إليهم
بحدوث هذه الظاهرة فقال المواطن خليل سلمى من خانيونس:" حلفت يمين طلاق
على زوجتي أن لا تذهب للسوق , فانا سمعت بأذني التى ستأكلها الدود الشباب
وهم يتواعدون للذهاب لمعاكسة النساء وسمعت أحاديثا تشيب لها شعر الرأس فهل
بعد هذا سأرسل زوجتىوابنتى الى السوق قائلا بلغته العفوية " عن احد ما لبس
ولا تتعرض بنتي وزوجتي لبشاعة هؤلاء الشباب".
من جهته المدرس أبو احمد اعترض على الازدحام الذي يعانى منه سوق الأربعاء
مطالبا الحكومة بتنظيمه والإحالة دون ان يفعل ضعاف النفوس هذه الظاهرة كون
سوق الأربعاء هو الوحيد الذي يستسقون منه حاجياتهم".
هكذا استنكار من النساء والفتيات لظاهرة بشعة وأصابع اتهام احتارت على من
تشير وبالجانب الآخر رجال ينزعجون رغم أنهم وحدهم فى دائرة الاتهام .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بين السطور من السبب فى تفشى هذه الظاهرة التى
تفشت وتتسم بالغرابة كونها فى مجتمع شرقي محافظ يتصف بحمية الدم ؟وهل من
قوانين رادعة لهذه الظاهرة من قبل الحكومة المسئولة على قطاع غزة أم ستبقى
هذه الظاهرة فى ظل من الكتمان وطي من ألسنة المواطنين خوفا من الفضيحة؟؟؟
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/