اللاجئون بين دولة فلسطين ودولة اليهود
قبل
الإعلان عن بدء " المحادثات الميتشيلية " والتي يسميها الإسرائيلييون حسب
صحافتهم المكتوبة بالعبرية " محادثات التقارب " ويسميها العرب " المفاوضات
غير المباشرة " بدأ الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي برفع الصقالات التي
ستصب عليها سقوف المفاوضات والتي من المؤكد أن تكون متينة وعالية جداً حتى
إذا ما اضطر فريق لخفض سقفه فإنه سيصل إلى الحد المقبول الذي يسمح بمرور
واستقرار أكبر هامة سياسية أو كيان سياسي في كلا الطرفين. فهذه قاعدة أية
مفاوضات تبدأ بين طرفين.
الأهم بالنسبة لنا نحن الفلسطيين أننا لا نستطيع خفض سقفنا عن حدود الإجماع الوطني، فالقادة نعتوها بالثوابت.
نصب نتنياهو على "سقفه" اغراءات مموهة بفخ يظن أن أبو مازن وصائب عريقات
لن يتنبها له، فهو يبدو كمستجيب لبحث قضايا الحل النهائي متل الحدود
والمياه والقدس واللاجئين " كرمال عيون " الحليف الأميركي الذي لا يمكن أن
تتفكك العلاقة الإستراتيجية معه، بل هي قوية أكثر من أي وقت مضى كما شهد
بذلك أيهود باراك فوزير الدفاع الإسرائيلي باراك يعرف عن طبيعة الحلف
العسكري والأمني بين إسرائيل والإدارة الأمريكية أكثر مما يعرف نتنياهو
لذلك قال:"إن التزام الولايات المتحدة المطلق بأمن إسرائيل قوي جداً
ويزداد يوماً بعد يوم، وإننا لن نسمح للعلاقة الإستراتيجية بيننا أن تتفكك
في يوم من الأيام".
نصب نتنياهو شرط اعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة إسرائيل إذا ما خفض سقفه
وقبل بالحدود التي رسمناها لدولتنا حسب القرارات الدولية ومرجعيات عملية
السلام، واجماع المجتمع الدولي عليها، لنقع فيه مدفوعين بإغراء حصولنا على
حدود العام 1949 أي الحدود التي كانت حتى عشية الرابع من حزيران في العام
1967 بمثابة خطوط هدنة بين الأردن ومصر.. لكن المفاوض الفلسطيني رفض
الإعتراف بمصطلح " يهودية اسرائيل " عندما أطلقت مؤخراً، فالرئيس أبو مازن
قال:"هذه التسمية لا تعنينا" وأعتقد جازماً أنه لم يكن يرغب بالإيحاء
لنتنياهو بأننا منتبهون لأفخاخك ونعرف مواقعها ونعلم الضرر الذي سيصيبنا
أن هي اطبقت علينا.
فالإعتراف بمصطلح " يهودية دولة اسرائيل " الذي يبدو أنه مجرد مصطلح
ستضيفه حكومتها خرائط اسرائيل وأوراقها الرسمية وتعممه على القنصليات
والسفارات وغيرها من الشكليات هو أخطر مما يعتقد البعض، هذا الفخ إذا اطبق
علينا سيرمينا من السقف العالي الذي قد يظن البعض أنه استطاع الوقوف عليه
والإشراف على مساحات الحل النهائي وتلمس فضائه، فيهودية دولة اسرائيل أو
"اسرائيل دولة اليهود " أو " اسرائيل دولة يهودية " كلها ألغام مؤقتة زرعت
على درب عودة اللاجئين سواء كانت عودة رمزية لعشرات الآلاف أو عودة طوعية
لملايين، فالعالم بعد "الإتفاق إذا حصل " بأن اسرائيل دولة يهودية أو أنها
لليهود وعليه فإن أي عائد إلى بيته أو أرضه في الجليل أو اللد والرملة أو
صفد أو حيفا ويافا لا بد أن يكون يهودياً!! هذا المستحيل بعينه، فيصدونا
عن بيوتنا وأراضينا بهذا المستحيل !! سيمنع الفلسطيني المهجر منذ العام
1948 من العودة هو أو أياً من أبنائه أو أحفاده هذه المرة إذا اعترفنا
بيهودية اسرائيل، سيكون المنع الإسرائيلي مدعوماً بقرارات ستصدر عن نفس
هيئة الأمم المتحدة التي كانت اقرت حقه في العودة إلى أرضه وبيته هناك في
القرارات التي صدرت على مدى عقود من الصراع !! .
هنا يكمن سر قوة الفخ الإسرائيلي، هذا إن لم يستخدم الإعتراف بيهودية
اسرائيل كمقدمة لضغوطات وممارسات وقوانين تمييز عنصري قد تدفع باقي
الفلسطينيين داخل الخط الأخضر للهجرة إلى دولة فلسطين الجديدة، والحجة
جاهزة من كان منكم يفتخر بالإنتماء لهويته الفلسطينية فليذهب إلى دولته
فهذه دولة اليهود، وعندها لن يكون أمام المليونين من الفلسطينيين إلا
الصمت أو الاستسلام للذوبان، أو تحمل تبعات الانتفاض على قوانين " دولة
اليهود الجديدة " !!.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/