قبل يومين قال رئييس
الكنيست الأسرائيلي, رؤوفين ريفلين, أنه يفضل منح الفلسطينيين الجنسية
الأسرائيلية على تقسيم البلاد. وهو يقصد فلسطينيي الضفة والقطاع - طبعا
القدس الشرقية مشمولة بالضفة- على أعتبار أن فلسطينيي ال48 يحملون الجنسية
الأسرائيلية.. ويقصد تمنيه أن لا تقوم للفلسطينيين دولة مستقلة مجاورة
لأسرائيل وبالتالي أن تبقى الديار الفلسطينية - فلسطين الأنتدابية -
موحدة, ويعيش هؤلاء الفلسطينيون فيها ويتم منحهم الجنسية الأسرائيلية
دعنا
نتساءل: هل هذه الأمنية حقيقية ويقبل رئيس الكنيست الحالي بتطبيقها؟ اذا
كان كذلك فهل يقصد أن يصبح فلسطينيو القطاع والضفة ومعها القدس الشرقية
مواطنين في دولة واحدة مع اليهود سكان دولة أسرائيل الحاليةومعهم عرب ال
48 ؟ واذا كان كذلك فهل يدرك ريفلين أن هذا يعني بالدرجة الأولى - وفق
القانون الدولي والقانون الدولي الأنساني - حصول المساواة الكاملة في
الحقوق والواجبات بين كافة سكان هذه الدولة الواحدة الموحدة لأبنائها
ومواطنيها؟ واذا كان كذلك ألا يعرف السيد ريفلين- وهو رئيس المجلس
التشريعي - أن المواطنية الجديدة للمواطنين الجدد تفرض قانونا أعادة
ممتلكاتهم أو التعويض العادل وفق الأسعار الحالية لما تم هدمه منها وفق
المخططات المدنية الأسرائيلية؟ وأن من حقهم أن يستردوا من " الحارس على
أملاك الغائبين" كافة قيمة تأجير ممتلكاتهم خلال العقود الماضية ؟ وألا
يتأكد السيد ريفلين أن عدد العرب الأسرائيليين حينئذ يصبح أكثر من عدد
اليهود الأسرائيليين , وأنهم سينالون الأغلبية في المقاعد البرلمانية عند
أول أنتخابات تشريعية , وبالتالي يصبح من حقهم أن يشكلوا الحكومة ويرأسها
عربي أسرائيلي؟ وألا يدخل في بال ريفلين أن الشباب من الأصل العربي
سيدخلون الكليات العسكرية - البرية والجوية والبحرية- وينخرطون في أجهزة
الأستخبارات الداخلية والخارجية ؟ أنهم مواطنون ويمارسون ما يمارسه أي
مواطن في وطنه دون تمييز وينطلقون في طموحاتهم وأحلامهم بكفالة القانون
النافذ على كل مواطن مهما كان أصله أو معتقده الديني.. وبذلك تكون هذه
الدولة واحة الديمقراطية الحقة وتنتهي مشاكلها وصراعاتها مع دول الجوار
وتنفتح معهاوفق أتفاقات رسمية في كل المجالات وتنعم منطقة الشرق الأوسط
بالسلام والتنمية والأستقرار
أنا أتكلم هنا
بطيبة على أعتبار أن هذا هو السيناريو الواقعي لفحوى كلام رئيس الكنيست
أذا كان يدرك ما قاله واذا كان ما قاله صادر عن طيبة أيضا.. أما اذا كان
كلامه فخا لشد الفلسطينيين وجرهم الى ضياع جديد في مفاوضات طويلة عقيمة لا
تصل الى نهاية , فأنه عندها كمن يقول للفلسطينيين والعرب وللعالم أجمع بأن
الفلسطينيين قد تخلوا بأرادتهم عن حل أقامة الدولة الفلسطينية المستقلة
على أراضي الرابع من حزيران 1967 وها هم يفاوضون على الأنخراط في دولة
واحدة مع الأسرائيليين ويتابع بأن حكام اسرائيل يرفضون العيش والتعايش مع
فلسطينيي ال67 وبالتالي فأن فكرة هذا الحل فشل أيضا وما عليكم -أيها العرب
وكافة العالم - الا أن تفتشوا أنتم على حل لمشكلة هؤلاء الناس كأن تعيدوا
الضفة للحكم الأردني من جديد والوصاية المصرية لقطاع غزة لأن الأوضاع
القائمة الآن في الضفة والقطاع تسبب التوتر في المنطقة وربما تؤدي الى عنف
غير مسيطر عليه وهذا يضر بأمن المنطقة والعالم ويتابع أنها بالتالي
مسؤولية الجميع التعاون لفرض الحل على الضفة والقطاع أو أبتداع حل " خلاق
" جديد ينهي المشكلة ويفرض الأمن والأزدهار
ماذا
يقصد حقيقة رئيس الكنيست من وراء كلامه .. أليس من واجب الجانب الفلسطيني
الرسمي أن يدقق ويعلن الرأي المناسب ليطلع جميعنا عليه , أم يتم تجاهله
وكأن النضال والمسعى لأقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لا يهم , علما
أنها هي الهدف ؟
زكريا عبد الرحيم
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/