يا قادة العمال اتحدوا ...
بقلم : أنور جمعة
عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
يرمز
يوم العمال العالمي الذي يصادف في الأول من آيار كل عام ، إلى وحدة الحركة
العمالية العالمية ، في نضالها الدؤوب من اجل رفع الظلم و الإضهاد و
الاستغلال عن كامل الجماهير العمالية الكادحة ، و انتزاع حقوقها النقابية
، و توفير شروط عمل مناسبة تحترم حقوق الإنسان و تصون كرامته .
ففي
يوم العمال و عيدهم تتجسد وحدة الحركة العمالية في شتى بقاع الأرض ،
دفاعاً عن حقوق العمال المشتركة ، و فيه ترسم المنظمات و المؤسسات
العمالية بوحدتها و تضامنها و تعاضدها أروع صور النضال النقابي ، و لكن من
المحزن أن الصورة في فلسطين مغايرة تماماً ، فالإنقسام المقيت تغلغل لكافة
جوانب الحياة في المجتمع الفلسطيني ، و طالت الفرقة و التشرذم الأطر و
المنظمات و المؤسسات العمالية ، و تسللت الفئوية و النظرة الحزبية الضيقة
إلى قيادة الحركة العمالية ، فجاء إحياء يوم العمال العالمي في فلسطين
بصورة مغايرة ، لقد جاء بلون الإنقسام و بطعم الفرقة و رائحة الخلاف .
في
قطاع غزة أحيت الأطر و المنظمات العمالية يوم العمال العالمي متفرقة و
منقسمة ، فمنها من توجه معتصماً جنوباً نحو بوابة صلاح الدين برفح على
الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع جمهورية مصر العربية ، و منها من توجه
معتصماً شمالاً نحو معبر بيت حانون على الحدود الشمالية لقطاع غزة ، و
منها من رأي أن يحيي هذا اليوم بمسيرة داخل مدن و مخيمات قطاع غزة ، و
منها من اكتفى بندوة أو ورشة عمل حول إحدى القضايا العمالية ، علاوة على
عشرات البيانات التي صدرت بهذه المناسبة العظيمة .
و
مع الاحترام و التقدير لكل هذه الجهود و التي تعبر عن حرص و اهتمام بقضية
العمال ، إلا إنها تعبر في نفس الوقت عن أزمة حقيقية تعيشها الساحة
الفلسطينية بشكل عام و تعيشها الحركة العمالية بشكل خاص ، إنها تعبر حالة
تغلبت فيها المصالح الحزبية و الفئوية الضيقة على المصالح العامة للطبقة
العاملة ، فمصلحة الجماهير العاملة و حركتها النقابية في وحدتها ، و تحقيق
أهدافها المطلبية مرتبط بمدى إلتفافها و تلاحمها حول هذه الأهداف بعيداً
عن الاستغلال السياسي و الحزبي الفئوي الضيق للحركة العمالية .
إن
جماهيرنا العمالية تعيش واقعاً مأساوياً على كافة الصعد جراء تواصل و
تصاعد عدوان الإحتلال الإسرائيلي و استمرا حالة الانقسام و الحصار ،
فعمالنا بحاجة اليوم إلى كل من يدعم صمودهم و يضمد جراحهم و يوحدهم لتحقيق
أهدافهم و متطلباتهم ليتمكنوا من العيش بحرية و كرامة .
إن قادة الحركة العمالية على اختلاف توجهاتهم السياسية و انتماءاتهم الحزبية مطالبون
اليوم أكثر من أي وقت مضى بمراجعة مجمل الأوضاع السابقة و تغليب مصلحة
الجماهير العاملة وإخراجها من دائرة التجاذبات السياسية و الحزبية ، و
توحيد الحركة العمالية في فلسطين لتواصل نضالها النقابي لخدمة الطبقة
العاملة و تخفيف معاناتها .
فهل آن الأوان يا قادة العمال أن تتحدوا ؟؟!!!
* عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/