أ.محمد كايا / قريباً ستصل بواخر ضخمة تحمل مواد بناء لإعادة اعمار غزة
ظهر
في الآونة الأخير اهتمام المسلمين في تركيا ، وبرز الدور التركي الواضح من
القضية الفلسطينية وخاصة بعد الحرب الأخير على قطاع غزة ، ليعيد التاريخ
نفسه مرة أخرى من إعادة العلاقات السياسية والاجتماعية بين الشعب التركي
والشعب الفلسطيني ، وتكتمل اللحمة الإسلامية بين المسلمين على موقف موحد
اتجاه القدس وفلسطين ،فكانت الدولة العثمانية من أولى الدول الإسلامية على
مستوى العالم الاسلامى بتقديم يد العون والمساعدة والإغاثة للشعب
الفلسطيني ، بالرغم من المخاطر التي واجهتها وستواجهها فى المستقبل ، ولكن
هذه الأخطار لم تثنيها عن دورها الرائد لخدمة القضية الفلسطينية والوقوف
بجانب الشعب الفلسطيني .
لذلك كان لممثل مكتب فلسطين السيد / محمد كايا العديد من المواقف الثابتة اتجاه القضية الفلسطينية .
علاقات قديمة متجددة
إن
العلاقة الحميمة القديمة الحديثة التي تربط الشعب التركي بالشعب الفلسطيني
، ما هي إلا إعادة لواقع العلاقات التركية الفلسطينية ، من منظور جديد
واسلامى يعتمد على المساعدة والنهوض بالحضارة الإسلامية الفلسطينية، هذا
ما أكده أ. كايا منسق مكتب فلسطين لجمعية HHI
التركية في قطاع غزة ، حيث أكد على شرعية حكومة غزة فهي صاحبة انتخابات
تشريعية سليمة معترف بها ، فلذلك تربطنا علاقات مقربة وطيبة مع الحكومة
الفلسطينية بشكل خاص ، ومع الدول الإسلامية بشكل عام .
أما
بالنسبة للحرب الأخيرة على قطاع غزة ، فقد كان لها الأثر الأكبر في إعادة
العلاقات الخاصة بشكل اقوي بيننا وبين الشعب الفلسطيني ، فنتيجة لحب الشعب
التركي للشعب الفلسطيني انتفض الشعب التركي على الحكومة وضغط عليها لتغير
من سياستها مع الحكومة الفلسطينية ، وأيضا وجود الكثير من الوزراء
والمسئولين الذين لديهم تاريخ سابق مع الأحزاب الإسلامية ، ولهذا فان
دعمهم متوجهة إلى قطاع غزة مباشرة .
وعن
موقف الرئيس التركي الواضح اتجاه القضية الفلسطينية فيشير أ. كايا أن رئيس
الجمهورية التركية ينتمي لنفس الحزب الحكومي ، فالحالة الدبلوماسية لابد
لها أن تتغير ولا تبقى مثل سابق عهدها ، فتركيا كان لها النصيب الأكبر في
لعب دور التأثير على القضية الفلسطينية .
فالكل
يعلم أن علاقة تركيا بإسرائيل يوجد بها بعض التغيرات ، فالشعب التركي يريد
موقف أكثر حزما مع إسرائيل وممارستها اتجاه الشعب الفلسطيني الأعزل ،
فالجميع يعلم أن تركيا هي أول دولة إسلامية اعترفت بالدولة الإسرائيلية ،
ولكن بموقف الحكومة الحالي يتضح الفرق بين هذه المرحلة التي يمر بها الشعب
التركي وبين المرحلة السابقة لها .
مؤسسة HHI الاغاثية
أما
عن دور مؤسسة هيئة الإغاثة الإنسانية يقول أ. كايا أنها تقوم بالدعم
الاغاثى للشعب الفلسطيني ، من خلال العديد من البرامج الاغاثية كالمشاريع ، فيوجد لدى المؤسسة الكثير من المشاريع الاغاثية مثل كفالة 9000 آلاف يتيم ونتمنى أن يصبحوا أكثر من ذلك ، فنحن قمنا بإرسال اخصائين لدراسة حالة الأيتام وتقديم الدعم النفسي والمادي لهم .
وان
احد أسباب وجود ممثليه المؤسسة في قطاع غزة الدعم السياسي ، فنحن ندعم
صمود وصبر اهالى القطاع وليس فقط الدعم الاغاثى ، بالرغم من وجود الحرب
والحصار لا بد من دعمها سياسيا ، فالعالم يتوقع أن غزة بحاجة لدعم اغاثى
فقط ولكنهم لم يفكروا أن يدعموها سياسيا ، فغزة تحتاج إلى دعم سياسي وموقف
ثابت لها ، وليس دعم اغاثى ، فالمؤسسة تخطوا خطوات ايجابية من اجل إكساب
الشعب الفلسطيني الخبرة ، فنحن لانريد السمك للشعب الفلسطيني ولكننا نريد
أن نعلمه كيف يصطاد السمك ، فعلى سبيل المثال المؤسسة مسئولة عن خمسة
مراكز تعليمية ، ربما بدأت بالمرأة الفلسطينية اى " مشاريع نسوية " على
اعتبار أن المرأة هي المساعد الوحيد لزوجها في ظل الظروف الاقتصادية
الصعبة ، كما يوجد دورات كمبيوتر وفوتوشوب للشباب وهى تعطى مجانا بدون
مقابل .
وأيضا
كان للمؤسسة الفضل في جلب قرطاسيه في المدارس ، فقد تم عمل إحصائيات على
احتياجات الطلبة فاتضح لدينا أن 900 طالبة هم بحاجة إلى دعم لوجستى من
خلال القرطاسية ، حيث تم اختيار هذه المدارس بناءا على المدراء وما تقدموا
به من نواقص في مدارسهم على مستوى قطاع غزة ، بالإضافة إلى دعم 900 طالبة
ماديا .
فالمؤسسة
تسعى توفير الاحتياجات اللازمة لقطاعي الصحة والتعليم لأنهم من الركائز
الأساسية للشعب الفلسطيني ، فمدرسة دار الأرقم التي تم هدمها في الحرب الاخير على قطاع غزة ، تم أعادة بناءها وتجديد المختبرات فيها ، و تم تسميتها مدرسة دار الأرقم الفلسطينية التركية في حي التفاح ، حيث يؤمن الشعب التركي بضرورة تعلم الشعب الفلسطيني .
بالإضافة إلى دعم المؤسسة للصحة ، حيث دعمت مستشفى بيت حانون بمعدات طبية متطورة، ودعم مستوصف تل السلطان برفح
ومدهم بالعلاجات والأدوية اللازمة لهم ،فعند قدوم القافلة الأخير والتي
كانت تحمل معدات طبية وأدوية ، تم توزيعها على المستشفيات والمستوصفات ،
وأيضا دعم الادراة العامة للصيدلة بالأصناف الكثيرة من
الأدوية ، بالإضافة إلى الجهد الأكبر الذي تبذله المؤسسة في سبيل جلب
المساعدات الاغاثية للفلسطينيين من المسلمين بتركيا .
بالإضافة
إلى دعم بقيمة 4.5 مليون دولار للأسر المحتاجة ، ناهيك عن السيارات من
احدث الموديلات لعام 2010 فتركيا تريد للفلسطينيين أن يتقدموا ولا يعودوا
إلى الوراء.
قافلة غزة الحرة
أما عن قافلة غزة الحرة والتي ستصل غزة الشهر القادم أوضح أ. كايا أن المؤسسة قامت بشراء سفن كبيرة الحجم ، لجلب مواد بناء لا عادة عمار غزة وأجهزة طبية متطورة لعلاج المرضى ، حيث قامت المؤسسة بتنفيذ دعاية إعلامية على
مستوى الدول الأوروبية والإسلامية مثل ماليزيا ، اندونيسيا ، اليونان
والعديد من الدول الأوروبية ، فاجمع العالم كله بان يقف بجانب غزة ،
فاكتسبنا فرصة لتطوير بناء ميناء غزة البحري وإعادة تشغيله ليستقبل سفن
كسر الحصار القادمة إليه ، فنحن انتهينا من أبحاث لمعرفة منسوب المياه
لقلة ارتفاع المياه ، حيث تم مسح جارى بتبطين الميناء من الداخل من خلال
شفط الرمال المترسبة هناك ، لتسهيل رسو السفن فيه عندما تأتى إليه ،
فسياتى عدد كبير من السفن المحملة بمواد البناء ، فالعالم كله غير قادر
على إعادة اعمار غزة ، ولكن نحن سنعيد أعمار القطاع بكل الوسائل الممكنة
والمتاحة أمامنا .
فنحن
اصرينا على شراء هذه السف من اجل إحضار مواد البناء وكسر لحصار غزة ، وهى
ستاتى محملة بالمساعدات وتذهب لإحضار غيرها من الدول والشعب التركي لفتح
الطريق البحري أمام الفلسطينيين ، ومن بين هذه السفن سفينة سياحية تحمل من
الركاب 1000 شخص ، وسيتم هدية هذه السفن لميناء غزة الدولي ، فالمؤسسة في
حالة وجود أوضاع صعبة ، تسعى لتقدم الأفضل للشعب الفلسطيني ، فعند غرق
منطقة وادي غزة تم توزيع مبالغ نقدية ووجبات ساخنة على الاهالى المنكوبين
فى المنطقة .
اما
فى الاعياد مثل عيد الفطر والاضحى فقد قامت المؤسسة بذبح 180 راس عجل
وتوزيعه على الاسر المحتاجة ، وفى شهررمضان تم توزيع وجبات افطار ضمن
مشروع افطار الصائم .
فالمؤسسة عندما جاءت فى
اخر ثلاثة ايام من الحرب رات الدمار والخراب الذى حل بالمنازل ، فكانت
تريد بناء مدن سكنية للمنكوبين ولكن الحصار لم يترك لها مجال ، ولكنها
دعمت 1000 عائلة بمبلغ نقدى يقدر ب2000 يورو ، وعند دخول مواد البناء الى
القطاع ستقوم على الفور ببناء المنازل المدمرة .
ومن
هذه اللحظة التى بدات بها دخول مواد البناء ، فتم عمل مخطط لاحد المنازل
على المناطق الحدودية لكى نفشل ما يسعى له الاحتلال من كسر شوكة الشعب
الفلسطينى ، ولكننا نحن ان ننشأ مدينة ونبداها بعمارة من ثلاث طوابق لاحد
العائلات التى تضررت فى عزبة عبد ربه الحدودية ، خلال ايام سنضع حجر
الاساس لهذه المدينة .لنفتح الافق امام جميع الدول التى تريد الاعمار
بجانبنا لكسر حصار غزة .
ونحن لا نختص بشريحة معينة دعمنا موجهة للشعب الفلسطينى ، فلا يوجد مشاريع صغيرة فكلها مشاريع اغاثية ومساعدة .
الدخول لكل بيت فلسطينى
يشيرأ. كايا ان
كل انسان يسعى لكي يقدم الافضل ، حاولنا دخول لكل بيت فلسطينى وكل اسرة
فلسطينية لمعرفة إحتياجاتها ، كان هناك مشروع توزيع مبالغ نقدية للاسر
الفقيرة ، جمعنا العديد من الاسر المحتاجة وانا بنفسى دخلت الى العديد من المنازل وتاثرت بما رايت هناك اوضاع صعبة ، حيث تم تقديم مبالغ نقدية حسب احتياجات الاسرة ، وأتمنى ان ادخل جميع المنازل الفلسطينية .
فالمؤسسة
لها عام فى القطاع ، ولكن دعمها من قبل خمسة سنوات والوضع الصحى لامس ذلك
، ولكن فعليا كممثلية عن المؤسسة فى غزة تقريبا عام منذ الحرب ، اتوقع اننا وصلنا الى جميع البيوت المدمرة .
أما مؤسسة ياديم إلى فهى تعتبر مؤسسة صغيرة أرادت اثبات ذاتها فى قطاع غزة وتقدم المساعدات الاغاثية لهم ، فهى تختص بكفالة الايتام ، ولكن مؤسسة HHI هى اكبر مؤسسة خيرية فى تركيا ولا تقاس هذه المؤسسة الى جانبها .
كلمة للشعب الفلسطينى
وفى
نهاية الحديث توجه أ. كايا للشعب الفلسطينى بكلمة فالشعب الفلسطينى انتصر
بعزيمته على المعاناة والعدو الاكبر فى العالم ، ورفع من شان مليار ونصف
المليار من المسلمين ، فالعالم يقف يتفرج على ما يحدث فى القدس وفلسطين ، ولكن الشعب الفلسطينى ابى بشرف
وعزة بان يقف بوجه عدوه ، وصراحة اقدر هذه الجهود وهذه المقومة الباسلة ،
اتمنى ان يرى العالم قيمة هذه الارض مثل الشعب الفلسطينى ، ليس الحكومات وليس على من يقف على راس هذه الحكومات ، فالشعوب الاسلامية لابد ان تصحوا من غفوتها وتعرف قيمة هذه الارض ، نحن المسلمون سنقف وندعم قضية فلسطين حتى تحرريها بالكامل ولن نتوانى للحظة واحدة حتى النهاية بجانبكم .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/