في يوم الأسير وفي ذكرى أمير الشهداء " أبو جهاد "
فليسقط ذاك الجدار القائم في الصليب الأحمر
بقلم / نشأت الوحيدي
هي
دعوة .. هي صرخة .. هي آلام وآمال في عيون أهالي الأسرى الذين يتطلعون
لمساحة معقولة تشطب الضجيج القادم من كارثة الإنقسام الفلسطيني التي ألمت
بشعبنا فوصلت جذوتها المبطنة إلى قلب الإعتصام الأسبوعي الذي ينظمه أهالي
الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي في مقر اللجنة الدولية
للصليب الأحمر ..
إن كلنا الفلسطيني وخاصة من يعتصمون إلى جانب أهالي الأسرى من الأحرار والمحررين وممثلي فصائل العمل الوطني والسياسي والإسلامي
و
المؤسسات والجمعيات والمتضامنين بكافة ألوانهم ومشاربهم وتوجهاتهم الوطنية
والسياسية ومن كلا الجنسين نكتوي بنار الإنقسام الذي أصبح غولا يستفرد
بأحلامنا ، وحياتنا ، ومجدنا ، وبآمالنا وآلامنا حتى بات كالسرطان الذي
ينخر في كل زاوية من زوايا البيت الفلسطيني .
نتحدث
ونتحاور ونتجاذب الحديث ونتقاسم الكلمات واللهجات واللمزات والغمزات في
تلك الساعة التي نتواجد خلالها في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر ولكن
بصمت أو بحذر لئلا يفترسنا الغول الذي بلغ من العمر 4 سنوات ، والذي وبرغم
حداثة سنه أصبحت أشك بأنه انتصر على الزعامات والقيادات والمسميات
والمفردات إلا من شعارات توعوية تتساقط من هنا وهناك وتهوى أمام شبح الخوف
والقلق الذي بات يطارد كل ما يستحق الحياة .
لا
أستطيع القول أن جدارنا الذي أقمناه بأيدينا يشبه جدار برلين ، أو فيه
شيئا من سور الصين العظيم .. فجدار برلين تم هدمه حيث توّحدت الألمانيتين
والتحم الشعبين في شعب ألماني واحد وكبر الجسد الطيني الواحد هناك . وسور الصين العظيم أعطى جمالا ووحدة للصين زادها
بهاءا
وسناءا .... ويا للمفارقات والتناقضات .. فبرغم غنائنا الطويل " يا وحدنا
" إلاّ أننا كنا دائما نهتف " شعب واحد .. لا شعبين " ،وعالقدس رايحين
شهداء بالملايين كما كان يهتف الرئيس الشهيد الخالد ياسر عرفات " أبو عمار
" .
يبدو
أننا أصبحنا نمتلك سورا أقوى من سور الصين ولكن ليس أجمل وأصبحنا نمتلك
جدارا أقوى وأخطر من جدار برلين المهدوم بإرادة الألمانيين حيث أن جدارهم
كان على الأرض فقط وإنما جدارنا استطاع أن يغوص في أعماقنا وفي دمنا
وشراييننا وفي أوعيتنا الدموية وفي بيوتنا .. بل
وغاص حتى استوطن في أحلامنا وطعامنا وشرابنا وربما في عِلمنا وعلمُنا حيث
بتنا لا نرى غير الرايات التي ولدت من رحم العلم الفلسطيني
والمر
أيها الناس أن الجدار دق أبواب الإعتصام الأسبوعي التضامني مع الأسرى
والمعتقلين في سجون الإحتلال وبعد أن كنا نطالب الصليب الأحمر لوقف معاناة
أسرانا فلقد أصبح مسؤوليه يطالبوننا بعد الضجيج الناتج عن الإستقطابات
والتجاذبات والمناكفات السياسية والحزبية أثناء الإعتصام وكأن الصليب
الأحمر وجد طريقة وأسلوبا جديدا للتهرب من مسؤولياته تجاه معاناة الأسرى
وذويهم فابتكر هذا المطلب ولن أغوص في التفاصيل التي باتت تؤرق كل ضمير في
الشارع الفلسطيني .
المضحك
المبكي أنه وأثناء وجودي في الصليب الأحمر مع المتضامني فقد جاء يحادثني
والد أسير متسائلا عن وجود فريقين من المعتصمين أحدهما في الخارج والفريق
الآخر في الداخل حيث قال لي ساخرا : أما أنا فلي من أبناء عائلتي 3 أسرى
وسأقيم اعتصاما خاصا للعائلة وفي يوم آخر على غرار ما يحدث في الصليب من
قسمة وانقسام في الصوت التضامني ..
أية
مصيبة وانقسام نعيش وما أحوجنا لتوحيد الجهود لنصرة أسرانا ودماء شهداؤنا
العظام الذين لم تنكسر إرادتهم أمام كل أنواع القهر ومحاولات الإذلال
والتفتيت ...
بكل
بساطة فإني أريد القول بأن الأسرى هم شركاء في الدم وشركاء في القرار وهم
ليسوا بأصفار و قضيتهم هي قضية إجماع وطني وعلينا تكريس هذه القاعدة في
البيان والميدان وأن ننتصر لإرادة الأسرى ووحدتهم خلف قضبان السجون
الإسرائيلية بتكثيف الجهود من أجل إحياء اليوم الوطني للأسير الفلسطيني في
17 / نيسان لهذا العام بما يضمن تدويل قضية الأسرى وكسب أكبر تأييد عالمي
على طريق تحريرهم من قيد السجن والسجان ..
إن
يوم الأسير يذكرنا بوحدة القضية والأرض و المصير والدم والهوية واللغة
والهدف والخيمة ، كما ويذكرنا بالشهداء العظام خليل الوزير " أبوجهاد "
والذي تتزامن ذكرى استشهاده في 16 / نيسان مع يوم الأسير والذي استشهد وهو
يكتب بدمه إلى القيادة الوحدة الموحدة في فلسطين ، ونذكر د.عبد العزيز
الرنتيسي الذي استشهد في نفس اليوم من العام 2004م . فلنتوحّد خلف دماء
الشهداء التي توحّدت في ميناء أسدود بتاريخ 14 / 3 2004م ،ولتكن خيمتنا
واحدة تحتضن آلام وآمال الأسرى وذويهم في ظل العلم الفلسطيني الذي ولدت
منه كل الرايات الحزبية وليكن شعارنا المركزي " وحدة يا شعب " ولتسقط كل المراهنات أمام صوت الحرية والإستقلال ، فلا صوت يعلو فوق صوت أسرى الحرية .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/