الفلسطينيون ليسوا شعب الجبارين
د. فايز أبو شمالة
شعب
الجبارين كان وثنياً عندما جاء النبي موسى برسالة التوحيد، فإن صدقنا بأن
الفلسطينيين هم شعب الجبارين، فمعنى ذلك أن اليهود هم من سلالة أتباع
النبي موسى، واليهود هم امتداد التاريخ العبري على أرض إسرائيل، وأننا
نصدق بنقاء العرق، ومعنى ذلك أن يهود اليوم الغاصبين لفلسطين ليسوا تجمع
عنصري، جاءوا من كل أصقاع الأرض، وبعضهم امتداد لليهود الذين عاشوا في
دولة الخزر لعدة قرون قبل أن يتفرقوا في أنحاء أوروبا، وإن صدقنا بأن يهود
اليوم هم امتداد للعبرانيين، ولهم التواصل مع اليهود القدماء، فمعنى ذلك؛
أن لهم حق العودة إلى أرض الآباء!.
نحن
الفلسطينيين لسنا من سلالة الجبارين الذي تواجهوا في ساح الوغى مع
العبرانيين، قبل أن يهزموا، ويسيطر على البلاد اليهود، نحن الفلسطينيين
تزاوج التاريخ الإسلامي مع الجغرافيا العربية، ونحن امتداد للحضارة التي
امتزجت من المغرب حتى العراق. وإن ادعى أحدهم: أن في هذا الكلام تبرير
للفكرة الإسرائيلية التي تقول: الفلسطينيون عرب، وأمامهم أرض العرب
الواسعة، والممتدة من المحيط إلى الخليج، اذهبوا، واسكنوا فيها، ولا
تزاحموننا، فأنتم لستم لاجئين عن أرض فلسطين طالما جذوركم تمتد إلى هناك.
لمثل
هذه الإدعاء أقول: إن وصلنا إلى هذا المستوى من النقاش، والإقناع بالحجة
التاريخية، فمعنى ذلك أن الوجود الإسرائيلي قد انتهي عن هذه الديار، وذلك
لأن إسرائيل فرضت نفسها بالقوة العسكرية أولاً، وليس بالحجج التاريخية
والدينية التي كانت مبرراً، وثانياً: لأن الواقع الذي كان قائماً، ولما
يزل، يقول: بأن فلسطين قلب بلاد العرب والمسلمين.
أما
بالنسبة لشعب الجبارين الذي ورد ذكرهم في الكتب، فالبحث العلمي يجزم بأنهم
قد غيروا جلدهم، وتأقلموا مع التطور الحاصل على سكان البلاد، ودخلوا في
الدين الإسلامي، وتكلموا العربية، وصار وجدانهم متواصل مع أخوانهم في
العقيدة واللغة والتاريخ المشترك.
ومن
يصر على أن الفلسطينيين هم شعب الجبارين، أو أنهم الكنعانيون، فمعنى ذلك
أن لنا جيران في شمال فلسطين هم الفينيقيون، ولنا علاقة جوار في الجنوب مع
الفراعنة، ولنا احتكاك مع الشرق بالعمونيين في
الأردن، والأموريين في سوريا، والأشوريين في الشرق. فهل يقبل من يطلق على
الفلسطينيين شعب الجبارين هذا التمزيق، ويقول بعد ذلك: إن قضية فلسطين هي
قضية العرب الأولى، فإن كانت قضية العرب فالحق يقضي أن تكون فلسطين عربية،
وليست أرض الجبارين، أو الكنعانيين، لئلا نبرر للآخرين القول: أرض
العبرانيين، وأرض الفينيقيين، وأرض الفراعنة، ورجال البيد، وأهل اليمن
البعيد!.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/