باب النجار مخلع
علي
عجالة
بقلـــم /
أحمــد عدوان مضي
اسبوعين من التوضيبات والتجهيزات للديكور الجديد ، ولم يعد بيننا وبين
الأفتتاح سوي بضع أيام معدودات ونجني بها ثمار التعب والجهد الذي قضيته طيل
تلك المدة لتحديث المتجر الخاص بي وترتيبه علي أعلي مستوي ليجاري الموضه
والتقليعات الجديدة التي أرهقتنا ، في تلك المدة جلبت للمتجر عمال من كل
حدب وصوب.
وعلي اختلاف اشكالهم وثقافتهم وخبراتهم في مجال عملهم
خرجت بمحصلة وبقناعة كبيرة في المثل المشهور باب النجار مجلع ، ليس لأنهم
أرهقوني مصروفات لأدخال الدهانات الجديدة ، أو لوضع الأثاث والديكورات
بطريقة مثيرة ، بل لأنني بالفعل أيقنت أن باب النجار مخلع ففي بلاداننا
العربية الزاهرة بالخيرات تجد النجار باب أما (مخروم) ، أو أن الباب ليس
موجودا في قاموس وتقاليع حياته فكل ما لديه ستارة ممزقة علي بابه بدل الباب
الخشبي البارع في صنعه وتشكيله كما شكل لي ذلك النجار القرم باباً احسبه
تحفه فنية .
حتي ذلك الدهان بابه مخلع نعم فبيت صاحبنا صاحب الدهان
والخبرة العالية في مجال الدهن والتلطيش علي الحيطان بيته مدهون ومطلي
بالشيد وأردأ أنواع البويات التي أتقن استخدامها في متجري وكأن بيته قصر لا
أدري من أين أتت تلك المفارقة وكيف اصبح النجار والدهان وغيره من اصحاب
الصناعات والحرف بيبانهم مخلعة !!
نعم تلك مفارقة غريبة مضحكة
ومخجلة بعض الأحيان لو قورنت وطبقت النظرية علي سياسات دولنا العربية ،هل
سيكون الحال كواقع نجارينا ، أم أن السياسة في بلادنا تستند علي باب فولاذي
لا يهزه الريح ، هل حقيقي أن السياسات داخل بلادنا العربية ، لديها
المواصفات القياسية للسلامة والمتانة أم أنه القوانين لم تكن الا تمهيداً
لاستكمال افراط قوة الحاكم في البلاد ، هل حقيقي ان لسياستنا العربية
وحكوماتنا أبواب وهل أن وجدت هل هي كافية لحماية أوطاننا من السياسات
المعادية
المثل مشهور في بلادنا لدرجة أنه أصبح متفشي وليس
مكدساً أو مختصا بالنجار وحسب فدكتور الاسنان في بلادنا أسنانه مسوسة ، بل
ذلك الترزي جارنا الخياط الماهر الذي لا يوجد بنطال في بيتي الا وترك عليه
أثر يده التي (تلف بالحرير ) إلا أن زاير بنطلونه مقطوعة وحال ملابسه يرثي
إليها ، فلا غرابة أن نزج السياسة في الموضوع فنحن نأكل ونشرب سياسية ولا
بد أن نطمأن علي حال سياسة بلادنا ، لا غرابة أن قلنا ان الحديث عن ذلك
المثل أصبح ظاهرة وعلامة لا يمكن التغاضي عنها والنجار ليس المتهم الوحيد
بالتفريط للنظر جميعاً في انفسنا ، وفي النهاية كلها كم يوم ونفتتح المحل
الجديد وجميعكم مدعو ولا أستثني منكم أحد
أعتقد ان النجار
بحاجة الي أن يعيد النظر في باب بيته ويبدل الباب (المخلوع) ،بباب يحفظ به
فناء بيته ومن يقطن وراء ذلك الباب هم أهل لذلك وبدلا من أن يكون النجار
أداة لتجميل الأبواب الأخري فكان من الأولي أن يكون الباب خاصته هو أبهي
الابواب وأكثرها حصانة وقوة حينها ستزيد ثقتنا في ذلك النجار وسيبطل المثل
القائل باب النجار مخلع