أجور العمال في مجمع الشفاء الطبي
متدنية بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية الخاصة بغزة
غزة- هبة كريزم
لعلنا سمعنا مؤخرا عن قصة تقاضى
عمال النظافة في مجمع الشفاء الطبي أجور زهيدة جدا مقابل العمل الذي يقومون
به ، حيث تناقلت الأخبار والتعليقات الكثيرة حول الموضوع ،حيث يتقاضى
العامل في الساعة التي يعمل بها 2 شيكل فقط ،و في
حال عدم عمله لا يتقاضى شيئا ، ولكن هذه الظاهرة مخالفة لقانون العمل
الفلسطيني حيث ينص القانون على أن يتقاضى العامل مقابل وجوده في مكان العمل ، ولكن الحصار علي قطاع غزة
فرض تلك الظروف ، لكن الحقائق حول هذا الظاهرة بدأت
بالانكشاف أمام الراى العام ، فالتداخل بين الآراء جعل الجمهور في حيرة من
أمره ، ولكي نضع الحقائق أمام العامة من الشعب ، تطرقنا إلى هذه القضية
فكان لنا التحقيق التالي :
إفتراءت كاذبة
يقول الطالب فرج أبو البيض والذي
يعمل في مجمع الشفاء الطبي في مجال النظافة، أن الأحاديث والأقاويل التي
ظهرت مؤخرا حول تدنى الأجور التي يتقاضوها من الشركة غير صحيحة ، وجميعها افتراءات كاذبة ،
ويؤكد أنه يا خذ راتب جيد يعيله بمستوى متوسط وأنه في حالة الساعات
الإضافية تحسب له .
فيما
يشاركه الراى وائل المقوسى المعلومات الغير صحيحة للراى العام ، ويضيف أن
الشركة تعاملهم بشكل جيد وتعطيهم أجورهم المستحقة .
أما أبو محمد الداية مشرف عمال قسم
الجراحة على رأس عمله منذ عامان يتحدث أن الرواتب التي يتقاضونها بزيادة من
شركة (نبيل حسين حماد) خاصة في حالات الدوام الليلي ، ويضيف أن الشركة
قامت بتقديم تبرعات عينية للمستشفى مثل ( خلاطات ومصافي وزهور زينة
.......الخ ) حيث أن تلك التبرعات غير مطلوبة من الشركة ، لكنه وضعها لخدمة
المريض في المستشفى ، ويقول أن العمال الذين يقومون بالعمل داخل المجمع
الشفاء لم يتغيروا ولكن التي تتغير هي الإدارة ، حيث تقوم وزارة الداخلية
بطلب تقيمان من الشركة حول العمال ، والذين يطردون
من العمل ربما يوجد لديهم أسباب قهرية مثل ثبوت سرقات عليهم أو مرفوضون
امنيا ، ويتم التفتيش والمتابعة من قبل وزارة الصحة لكل المسئوليات التي
تتعلق بمستوى النظافة .
من جانبه يوضح مصطفى عابد "مشرف قسم
الباطنة " والذي قيل على لسانه كلام لم يذكره في تقرير سابق ، ان هذا
الكلام لم ينطق به وليس له أساس من الصحة ، حيث انه في التقرير السابق ذكر
انه يوجد عمال متخلفين عقليا في حال أن الحقيقة اغلب الذين يعملون خرجي
جامعات و منهم من يدرس في الجامعة ، والذي نشر الشائعات حول الشركة الجديدة
صداها المميز بين الشركات الأخرى ، ومحاولة التشهير بها لمنافسة شركات
أخرى لها ، ويؤكد أن وزراه الصحة تقوم بالتفتيش على الطبيعة ،حيث يأتون في
أوقات مفاجأة وغير محددة .
وفى نفس السياق يقول رمضان أبو خريس
انه يتقاضى 1000 شيكل شهريا ، على رأس عمله منذ اثني عشر عاما،و تعامل مع
مختلف الشركات التي رسيت عليها عطاءات النظافة ، يؤكد أن الفرق واضح كالشمس
بين الشركات وشركة نبيل حسين حماد ، فمنذ ستة سنوات كان يتقاضى 700 شيكل
على مدار 16 ساعة عمل ، فيما مع الشركة الجديدة يتقاضى 1000 شيكل على نفس
ساعات العمل ، أما فادى " مشرف " والذي يعمل في
مجال النظافة منذ ثمانية سنوات ويتقاضى 1100 شيكل شهريا يتحدث أنها أفضل
شركة تعامل معها ، وان أعداء النجاح هم من أطلقوا تلك الشائعات حول الشركة
وإثارة مشكلة تدنى الأجور التي يتقاضونها العمال ، ولكن ما يحدث هو العكس
فالشركة تعامل العمال بشكل جيد وتعطيهم رواتبهم بالكامل بل وتحاسبهم على
الأوقات الإضافية التي يعملون بها .
أجور العمال بقيت كما هي ولم تنقص
نبيل حسين حماد "مدير شركة النظافة
في الشفاء " يؤكد أن الأجور في قطاع غزة متدنية جدا بالنسبة للدول الأخرى ،
ولكن الظروف الاقتصادية والسياسية التي نعيشها كوضع خاص جعلنا نتبع تلك
السياسة ، فالعامل يتقاضى 20
شيكل حسب ساعات العمل ، وان الأجور لدينا تبدأ من
600 شيكل _1500 شيكل للعامل الواحد ، والتي تعتبر
في وضعنا هذا جيدة .
وتبدأ قصة مجمع الشفاء منذ أن قدمت
شركة نبيل حسين حماد للتجارة العامة ، في العام الماضي بدخول عطاء جميع
مراكز الرعايا الأولية ، وتم انتهاء العمل من المجمع في العام الماضي ، ومن
ثم قامت بدخول العطاء الجديد لهذا العام وحصلت على التصنيف الأول ، حيث
كانت 10 شركات منافسة للحصول على مجمع الشفاء الطبي " أضخم مجمع طبي " فكان المركز الأول للشركة فبدأت الشركات الأخرى تبحث عن شي يدين تلك الشركة ، فمنذ الشهر الأول أثبتت
شركة نبيل حماد جدارتها بالعطاء الذي رسا عليها بتقدير 90% من مستوى
النظافة العام للمجمع .
وكانت الشرارة الأولى من تقرير قامت
به صحيفة محلية عن قسم الباطنة في المجمع عن تدنى مستوى خدمات النظافة ،
وتوظيف عمال متخلفين عقليا ليسوا على قدرمن المسئولية اتجاه المرضى ، مما
ترتب على هذا التقرير اتساع الفجوة وظهور قضية الرواتب المتدنية للعمال ،
ولكن منذ اليوم الأول لهذه الشركة لاستلامها مسئولياتها أكدت للعمال أن
أجورهم ستبقى مثل ما هي ولن ينتقص منها شيئا ، في
حال أن كل شركة جديد ة تخفض وتقلل من الأجور التي كانت تعطيها الشركة
السابقة لهم .
ويوضح حماد أن العامل الذي يعمل
قليلا لا يحتسب له اجر مثل العامل الذي يعمل لساعات
كثيرة ، وان أجرة الساعة في الدوام الليلي تزيد ضعف ساعة النهار ، ويوجد
لدينا عمال يعملون 4 ساعات فقط في النهار يتقاضون عليها فقط
، كل ساعة 2 شيكل فالجزاء من جنس العمل .
وعن الذي دعا بعض العمال لقول مثل
هذه الافتراءات يرجعها حماد إلى التنسيق بين وسائل الإعلام والعمال
وتغريرهم بالأموال الزهيدة لقول تلك الشائعات عبر الإذاعات والصحف .
وعن ردود الفعل عن تلك الشائعات
يقول حماد أن وزارة الصحة قامت بالاتصال عليهم
للتحقق الشائعات والتأكد من المعاملة الجيدة للعمال ، فقامت بإرسال لجنة
تفتيش ومتابعة للعمل داخل المجمع و، لكنها وجدت أن الادعاءات غير صحيحة
وكلها كاذبة ، فسمعة الشركة ممتازة في مجالات أخرى كالتغذية ، فالشركة
الوكيل الوحيد لتزويد وكالة الغوث بالمواد الغذائية التي توزع على طلاب
المدارس على مستوى قطاع غزة ، فلولا الثقة المتبادلة بينها وبين وكالة
الغوث لما بقيت على عقودها معنا إلى هذه اللحظة .
فالمنافسة غير الشريفة من قبل
الشركات الأخرى، هي من جعل هذه الشائعات تنتشر في المجتمع الفلسطيني حول
أداء الشركة في الشفاء .
ويؤكد حماد
أن وزارة الصحة غير ملزمة بتحديد أجور العمال للشركات، فيما طالب حماد بوضع
قانون ثابت للعامل الفلسطيني من أجور ومدخرات حتى يلتزم الجميع به .
التحقيق في الموضوع مستمرا
من جانبها قالت وزارة العمل أن
التحقيق في الموضوع لم ينتهي بعد ، لذلك رفضت التصريح باى شي عن الموضوع في
الوقت الحالي من بيانات أو معلومات لتزويد الشارع
الفلسطيني بها ،ومن ناحية أخرى وجود تداخل بين مهام دائرة التفتيش والتشغيل
بالنسبة لهذه القضية ،وأيضا عدم وجود اجر محدد فعليا للعامل من قبل
الوزارة وذلك بسبب الظروف الخاصة التي يعيشها قطاع غزة .
مرضى مجمع الشفاء
فيما اجمع جميع مرضى مجمع الشفاء
الطبي أن مستوى النظافة الذي يتمتع به المستشفى في الفترة الحالية ، مستوى
متميز بالنسبة للسابق من عهده، فالحاجة أم محمد من قسم الباطنة أكدت أن
مستوى النظافة الذي تقدمه العاملات جيد جدا ، فيما علقت أنها لا تعرف شيئا
عن الأجور التي يتقاضونها ، فهذه قضية متروكة لهم .
فيما قال المريض أبو احمد أن
النظافة وصلت إلى افضل مستويات في المستشفى ، وان خدمات المرافق الصحية
أيضا جيدة جدا ، وقضية الأجور التي يتقاضونها غير مهمة بالنسبة له طالما
يؤدون عملهم على أكمل وجه ، فهذه القضية تحاسب عليها القائمة عليهم ووزارة
العمل .
ولكن يبقى السؤال طارحا لنفسه من هو
المسئول عن الذي يحدث لهؤلاء العمال ، فالجميع أخلى مسئوليته عنهم ، والكل
يلقى بالمسئولية على الطرف الأخر ، فالعمال أنفسهم كانت ابسط مطالبهم بان
تحدد وزارة العمل الحد الأدنى للاجور حتى تلتزم بها الشركات الفلسطينية
وجميع الأطراف الأخرى .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/