الهجرة إلى الشمال .. حلم بلا ملامح!!
بلال الشيخ
أصبحت
الهجرة إلى الخارج حلم الملايين من الشباب العربي، فبمجرد أن ينتهي الشاب
من دراسته لا يفكر سوى في ترك بلاده بحثا عن وظيفة أو مستوى معيشة أفضل
يظن أنه ليس له وجود سوى خارج حدود الوطن.
وفي دراسة أعدها الباحث اللبناني شربل نحاس تبين أن "600 ألف مواطن
لبناني هاجروا بين عامي 1975 و2000"، مضيفة أن المهاجرين المنحدرين من أصل
لبناني يشكلون أعدادا مذهلة حيث يبلغ عددهم في البرازيل وحدها سبعة
ملايين، في حين لا يتجاوز سكان لبنان حاليا أربعة ملايين بمن فيهم غير
اللبنانيين!
وكشفت دراسة أمريكية عربية مشتركة أن ثلث الشباب العربي ممن تتراوح
أعمارهم بين 15 إلى 29 عاما يهاجرون من بلادهم إذا أتيحت لهم الفرصة وأن
26 في المائة يتمنون الهجرة الدائمة منها.
أوروبا في المقدمة
وقد سجلت إحصائيات الأمن الإيطالية وحدها في الربع الأول من العام
الحالي استقبال سواحل "كالابريا" 14 زورقا محملة بأكثر من 1500 مهاجر غير
نظامي معظمهم من المصريين، وبلغ إجمالي عدد المهاجرين غير النظاميين الذين
دخلوا ايطاليا عام 2007 وحدها عن طريق البحر نحو 1419 مهاجراً ، ولقي 500
مهاجر مصرعهم في البحر المتوسط، مقابل 302 مهاجر فقط خلال عام 2006. وهناك
حوالي 8 آلاف شاب من إحدى قرى محافظات مصر يقيمون في ميلانو الإيطالية
وحدها!
في حين بلغت حوادث الهجرة غير المنظمة خلال عام 2008 في مصر وحدها وفق
إحصائية مركز الأرض 76 حادثة أسفرت عن غرق 503 مواطن، وفقد 527 آخرين،
وتعرض 2941 شخص.
ولم تقتصر الهجرة على الدول الأوروبية فحسب فكانت هناك هجرة كبيرة إلى
دول الخليج النفطية الأمر الذي خفف العبء على الدول الأوروبية بكم كبير من
المهاجرين المصريين، والعرب وحسب تقديرات البنك الدولي فإن عدد الشباب
المصريين الذين هاجروا عام 1975 بلغ 353300 مهاجراً.
حلول مقترحة!
كما فجر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري
مفاجأة جديدة وهي أن أكثر من 28% من الشباب المصري "الذكور" يطمح في
الهجرة للخارج فيما تمثل هذه النسبة لدى الفتيات ما يقرب من5.9%، ما يعني
أن النسبة بوجه عام تقترب من الـ17%.
وكانت الوجهة الأولى لدى الشباب الراغب في الهجرة هي دول السعودية
بنسبة 33% تليها الكويت نسبة 19% ثم الإمارات بنسبة 17% وليبيا بنسبة 5%
والأردن 4%، و7% إيطاليا و3% فرنسا، و2% ألمانيا ، و4% يرغبون في الهجرة
إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وللتغلب علي هذه الظاهرة ينصح الخبراء بضرورة توفير البيئة الاجتماعية
والسياسية والخدمية المناسبة لمشاركة واسعة للشباب وبشكل أساسي تدعيم
وتعزيز مؤسسات المجتمع المدني الشبابية وفي هذا هناك دور أساسي للشباب
أنفسهم في إيجاد هذه البيئة من خلال مساهمة جيدة في تدعيم مؤسساتهم وإقناع
متخذي القرار وكسب دعمهم لقضاياهم ولمشاركتهم في إعداد السياسات الملائمة
والتي يتطلعون إليها وفي تنفيذها والانتفاع من ثمارها، وتشجيع تبادل
الخبرات والتجارب ما بين الشباب العربي وتشجيع البحث العلمي في المنطقة
العربية والاهتمام بالكفاءات والموارد البشرية المتواجدة في المنطقة.