شعب المغربلون
غزة الجميلة
التي لا ترقص إلا علي طبول المدافع, ولا تأكل إلا جثث أبنائها, ولا تشرب
إلا دماء فتيتها وأطفالها..... لم يا غزة كتب عليك هذا الشقاء الأزلي؟...
لم يا غزة هذا السكون القهري؟... لم يا غزة هذا القدر الدموي؟
شد انتباهي مصطلحا جديدا تتناقله وسائل الإعلام وتتغني به الصالونات الفكرية اليسارية منها واليمينية منها والوسطية بينهما ومؤسسات حقوق
الإنسان الباحثة عن مشروع عمل لتقديمه لممول متعاطف أو مبيض أموال متضامن
وسط دخان الاراجيل وأكواب القهوة التي ثمنها قوت يوم لفقير, محاولين إن
يصعدوا بمستوي الفقر إلي لغة جميله كما كانت في السابق..
الكادحون,المسحوقون ,العمال, الطبقة الدنيا,السفلي, والخ الخ ... محاولين
تجميل ثلاثة أحرف فاقع لونها جارحة في مخارجها.... فقر..... فقر.... فقر
...
المفارقة
المضحكة المبكية إن هذا المصطلح الذي يحتاج إلي براءة اختراع هو وليد
البرجوازية الاشتراكية الفلسطينية الحديثة... عفوا لا تحسبن إن هناك خطا
إملائيا بل هناك خطا اجتماعيا.... إن من المفارقات الغريبة
هذه الحالة الأغرب حيث إن كل من يتغني بالفقر والناس والمجتمع المهضوم هم
قاتليه أنهم هذه الطبقة الجديدة وليدة المؤسسات التي اخترعها الغرب ونفذها
مثقفو الشرق... والتي استقطبت جميع اليساريين والمفكرين والعاملين في
المجالين, سعيا وراء بريق الدولار والإعلام... هل خطر ببال هذا المفكر
بأنه يسكر بزجاجه ويسكي تصرف علي عائلة لشهر؟ وهل خطر ببال هذا المؤرجل
انه يحرق ثمن كتب طالب فقير تحت فحماته؟ وهل خطر ببال هذا المترمل انه
يهضم مرتب فقير؟ وهل خطر ببال مفكر انه يقطع ورقا براتب بطالة لحامل شهادة
يكنس عتبة برجه العاجي؟ هل .....؟ هل .....؟ هل ..... ؟؟؟؟
ليس
العلة في التشخيص فكلنا نعرف الفقر أو سمعنا عنه أو حتى عشناه... ولمن لا
يعرفه ... انه إفلاس المال الذي يؤدي إلي إفلاس الوسائل والتي تؤدي إلي
العجز أمام عيون أبنائك المد معه ... انه كحه تحتاج لعلاج ولا يوجد .. انه
فم يحتاج لغذاء ولا يوجد انه جسدا عاريا يحتاج لكساء ولا يوجد انه بيتا
يحتاج لبيتا حتى يصبح بينا, انه أفواه إن تذوقت الموز فهو عيد وان رأت
البيض فانه حفله وان شاهدت زجاجه زيت فانه الزيت المقدس, انه أظافر تنحت
في أكوام القمامة باحثة عن شيء يصلح إن يكون أثاثا لبيت, انه أجساد تستحم
شهريا من قله الماء والغاز والكهرباء... إنه بيوت لعائلات من شعب يتستر
وراء العفة حتى لا يفضح واقعه المؤلم عسي إن ينال جنة عرضها السموات
والأرض بدل المقبرة التي يسكنها أو لوح الصاج الذي يتق به برد الشتاء
وحرارة الصيف ... انه كل تلك العيون الجاحظة والمبحلقة من شدة الأمراض
والجفاف والجوع... لا يا ساده إني لا أتحدث عن أطفال الصومال أو دارفور
أنهم أطفال غزة الكليمه والمجروحة أبدا ... انزعوا دخان الاراجيل وغشاوة
السكر والترمله لا تدفنوا رؤوسكم في التراب.... إن التسميات والمناشدات لا
تطعم جوعان ولا تخفف ألم مريض ... انزلوا من أبراج مؤسساتكم التي تمنحكم
مرتبا شهريا يفتح مشروعا لعائله, إن الألف دولار التي تتقاضاها ولا تكفي
فاتورة جوالك تعتبر كنزا لمحتاج.... إن وقود سيارتك باحثا عن بروبوزل
لتقدمه لمانح يكفي لسقف بيت... إن ثمن بدلتك من جنتل مان تفتح كشكا
لمحتاج... إن دخان ارجيلتك يكفي لشراء دواء لطفل.. إن إن إن..
إن
من أراد ان يعرف الفقر فليتمشى في شوارع المخيمات والقرى ويلوث حذائه
الفخم بوحل شوارع المغراقه لا ان يكتبه على الورق الفخم ولا أن يتغنى
بالآم الناس وآمالهم , ومن أراد أن يساهم في رفع الظلم عنهم لا يحتاج
للمصطلحات ... ومن أراد المساعدة لا يحتاج سوي الإرادة...
أفيقي يا غزة من سكرة الدماء أفيقي يا غزة ولا تأكلي لحم الفقراء أفيقي يا غزة قبل فوات الأوان.
بقلم : عبد الرازق حسين الوالي
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/