لحصار والانقسام ... العائق أمام توفر فرص عمل لشباب غزةا
في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ خمسة أعوام, والانقسام السياسي الذي
فرق الأخوة والأحبة لا تزال فئة الشباب الأكثر تهميشا تعاني في قطاع غزة,
نتيجة نقص فرص العمل من جهة, والنظر للهوية التنظيمية من جهة أخرى.
"رامي" شاب من سكان مدينة رفح, وكغيره من شباب فلسطين يطمح لان يكن رجل يبعث في نفوس الشباب الأمل, قال لمراسل "
وكالة قدس نت للأنباء",
إن اغلب الشباب في غزة وصلوا لدرجة الإحباط النفسي نتيجة الانقسام
الفلسطيني والحصار الإسرائيلي المفروض علي القطاع, مشيرا إلي أن المستفيد
من الانقسام الفلسطيني هو الاحتلال الإسرائيلي إلي جانب أبناء الفصائل
المسيطرة علي كافة الأراضي الفلسطينية".
وأكد رامي أن بقاء الوضع كما هو سوف يقود الشباب لتغير وجهتهم من الداخل
إلي الخارج, لافتاً إلي أن فلسطين بحاجة إلي شبابها لإقامة مستقل زاهر,
وأوضح أن دور الشباب الفلسطيني هو بناء مجتمع راقي ومزهر ومثقف فهو بحاجة
إلي شباب لإعادة الثقة بين أبنائه".
"خليل" شاب أخر عاطل عن العمل قال "نحن أبناء قطاع غزة, وخاصة فئة الشباب
الضحية من وراء الانقسام الفلسطيني والحصار الذين أذاقونا مرارة الاحتلال
وبطشه" مضيفا "نعاني نحن الشباب من عدم توفر فرص العمل التي تساعدنا في
العيش في حياتنا", مشيرا إلي انه في ظل هذا الوضع وغلاء المعيشة لا نستطيع
أن نتزوج أو نبني بيت لنستر أنفسنا فنعيش في بيوت آبائنا المكتظة ".
وأكد خليل أنه يذهب من الفجر للبحث عن العمل فيعود في المساء دون قرش
واحد, قائلا "أزهقنا الحياة كلها" وطالب خليل القيادة الفلسطينية أن تسرع
في البحث عن مخرج لحل أزمة شعبنا وشبابنا الذين بدأ في الهجرة من غزة ودفع
بعضهم إلي الانتحار نتيجة الوضع القائم".
من جانبه قال الشاب محمد السيقلي " ليس فئة الشاب من تعاني المشاكل بل
كافة أبناء الشعب, مشيرا إلي تنوع المشاكل وفقا لتنوع الفئات, فهناك فئة
الشباب الجامعيين الذين يعانون من المشاكل الأكاديمية وفئة الشباب العاطلة
عن العمل, فقد أصبحوا عالة علي آبائهم, مؤكدا أن المشكلة الأكثر صعوبة
التي تواجه الشباب, الانقسام الفلسطيني لأنه لا يتيح لشباب تنمية قدراتهم
ومهاراتهم, مضيفا " إن الحصار مشكلة أخري يواجهونه فهو يسبب لهم الكآبة
وتجسد الهجرة إلي الخارج وتشل فئة الشباب العاملة التي لا تستطيع العمل في
ظل الحصار المفروض ".
ورأى السيقلي أن الشباب يتجهون إلي الأعمال الشاقة أو للهو وتضيع الوقت
علي الشبكة العنكبوتية أو متابعة الرياضة, مشير إلي انه لا يوجد متنفس أخر
للشباب غير اللهو وتضيع الوقت", مطالبا "القيادة الفلسطينية بالتوحد
لمعاونة شعبنا في الوقوف أمام الاحتلال الإسرائيلي ولحل مشاكل الشباب
فالانقسام يزيد من الأعباء والضغوط علي الشباب الفلسطيني".
يوسف خليل شاب في العشرينات من العمر من سكان جباليا قال "إن
الانقسام الفلسطيني فرق بين الأصدقاء والإخوة وشتت أرائهم حيث نواجه مشكلة
الحياة الصعبة فلا يوجد عمل في غزة, مشيرا إلي أن كل تنظيم فلسطيني يجد
فرصة عمل لأبنائه ونحن كشباب مستقلين أين نذهب".
وأشار يوسف إلي انه رغم تخصصه الرائع في الدارسة " إسعاف وطوارئ", إلا انه
لا يجد فرصة عمل فيتفرغ لملاقاة أصدقائه من الشباب وللدراسة في بعض
الأحيان, مؤكدا على انه سعى من اجل الحصول على فرصة عمل لكنه فشل", وأشار
إلي انه أراد السفر إلي سوريا ولكنه لم يجد في السفر نصيب فبقي في غزة
يعاني من قلة فرص العمل, داعيا "القيادة الفلسطينية بان تتوحد إذا لم يكون
ذلك لصالحهم فليتوحدوا من اجل الشعب ولان تعود الحياة إلي طبيعتها".
فالي متى يظل الشباب ضحايا الانقسام والحصار..؟