التجمع الاعلامي- الاحتلال والانقسام أبرز المؤثرات على الحريات الصحافية
اصدر التجمع الاعلامي الفلسطيني اليوم تقريرا عن حالة الحريات خلال شهر أيار/ مايو الماضي لعام 2009.
واكد التقرير ان أبرز الانتهاكات التي تعرضت لها حرية الرأي والتعبير الفلسطينية خلال شهر أيار، محاولات التعتيم التي فرضها الاحتلال الاسرائيلي على التغطية الإعلامية الفلسطينية لحدث زيارة بابا الفاتيكان بندكتس السادس عشر إلى القدس، إلى جانب أشكال متنوعة من الاعتقالات والتضييق والمحاكمات.
ورصد التجمع الإعلامي، في تقرير حالة الحريات الشهري الأول الذي وصل ل"معا" جملة من الاعتداءات التي تعرض لها الإعلاميون ووسائل الإعلام الفلسطينية، سواء كان ذلك بسبب الاحتلال أو بفعل الممارسات الفلسطينية الناجمة عن حالة الانقسام.
وأوضح التقرير أن شرطة الاحتلال الاسرائيلي وبأمر من وزير الأمن الداخلي تقرر بتاريخ 11-4-2009 إغلاق المركز الإعلامي المخصص لعدد من الصحفيين الفلسطينيين بهدف تسهيل مهمة تغطية زيارة البابا بنديكت السادس عشر إلى مدينة القدس, كما قررت سلطات الاحتلال منع عشرات الصحفيين الفلسطينيين من تغطية زيارة البابا إلى القدس بعد أن رفضت منحهم البطاقات الخاصة بتغطية زيارته لعدة أماكن في القدس.
وتابع التقرير قام عدد من جنود الاحتلال الاسرائيلي قاموا يوم 20/5/2009 باقتحام مبنى إذاعة المدينة الكائن في منطقة جبل الرحمة في قلب مدينة الخليل، وأجروا حملة تفتيش واسعة فيه قبل أن يعتلوا سطح الإذاعة ويحولوه إلى نقطة مراقبة, ووبتاريخ 21-5-2009 احتجزت قوات الاحتلال المتمركزة على حاجز الكونتينر شمال مدينة بيت لحم نحو 50 صحفيا كانوا في جولة إلى المناطق المهددة بالجدار والاستيطان في جنوب الضفة ومحيط القدس, كما قام جنود الاحتلال بمصادرة بطاقات هوياتهم لفترة وحاولوا منع إحدى الصحفيات من المرور بدعوى أنها تحمل بطاقة الهوية المقدسية الزرقاء والتي يمنع مرورها عبر هذا الحاجز.
وقامت المحكمة المركزية الإسرائيلية بالقدس بتاريخ 22-5-2009 بتاجيل النظر في قضية الصحفيين خضر شاهين مراسل قناة العالم الإخبارية ومساعدة محمد سرحان وتقرر تمديد إقامتهما الجبرية، بعد أن عقدت جلسة للاستماع إلى شهود النيابة الإسرائيلية في اتهامهم بخرق الأوامر العسكرية أبان العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة, كما قامت سلطات الاحتلال بتاريخ 29-5-2009 بالافراج عن الصحفي أحمد جلاجل مراسل جريدة القدس والمصور التلفزيوني لشركة فلسطين للإعلام والاتصال ومساعده رائد سرحان، بعد اعتقال دام عدة ساعات وقررت إبعاده عن منطقة الحرم القدسي الشريف لمدة 15 يوما. إلى جانب فرض غرامة عليه بقيمة 3000 شيكل.
وأفاد الصحفي أحمد جلاجل:" انه خلال الانتهاء من تغطية وقائع خطبة الجمعة في ذلك اليوم، تفاجأ بالعشرات من عناصر شرطة الاحتلال يحاصرونه ويصادرون كاميرا الفيديو خاصته، بالإضافة إلى اعتقال مساعده رائد سرحان, مضيفا أن شرطة الاحتلال وخلال اعتقاله وجهت له كلامات بذيئة وإهانات لمهنة الصحافة الفلسطينية، مدعية "أن تصوير من داخل المسجد الأقصى يمس بالقانون العام دون اخذ تصريح مسبق من الاحتلال".
وارجأت المحكمة الاسرائيلية في القدس بتاريخ 31-5-2009 للمرة السادسة محاكمة مراسل قناة العالم الصحفي خضر شاهين ومساعده محمد سرحان للمرة السادسة، إلى الرابع عشر من الشهر المقبل، وبالطبع قامت بتمديد إقامتهما الجبرية التي دخلت شهرها السادس على التوالي, وكانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قد اعتقلت الصحفيين خضر شاهين ومحمد سرحان أثناء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة بتاريخ 6-1-2009 أثناء العدوان على قطاع غزة بدعوى انتهاكه لما يسمى قوانين الرقابة العسكرية التي يفرضها الاحتلال على الصحافيين والإعلاميين.
وشهد شهر أيار أيضا استمرارا لانتهاك الاحتلال الاسرائيلي لحرية لرأي والتعبير الفلسطينية من خلال التشويش المتعمد على بث الإذاعات الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة لعدة مرات، في محاولة لإسكات صوت المعذبين والمحاصرين.
اما في الانتهاكات الناجمة عن الانقسام الفلسطيني بتاريخ 3-5- 2009 تم نقل الصحفي المعتقل مصطفى صبري إلى المستشفى بعد تدهور وضعه الصحي، حيث اعتقل في سجن المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية بمدينة طولكرم منذ 21-4-2009.
وأفادت زوجة صبري أنه نقل إلى مستشفى وكالة الغوث الدولية في قلقيلية, بعد تدهور وضعه الصحي, حيث أنه يعاني من ارتفاع حاد في ضغط الدم والسكري, وقالت انه لم يسبق أن عانى من هذين المرضين, كما قام جهاز الأمن الوقائي في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية بتاريخ 4-5-2009 باعتقال الصحفي محمد اشتيوي مدير مكتب فضائية الأقصى في الضفة الغربية, وبتاريخ 18-5-2009 جهاز الأمن الوقائي يعتقل الصحفي أسيد عمارنة من مخيم الدهيشة قرب بيت لحم للمرة الرابعة، بعد استدعائه للتحقيق، وكان الصحفي عمارنة يعمل في السابق مصورا لصالح فضائية الأقصى في جنوب الضفة.
وتابع التقرير "بتاريخ 24-5-2009 قام جهاز المخابرات الفلسطيني باعتقال الصحفي صامد دويكات من قرية بيتا شرق مدينة نابلس بعد استدعائه للمقابلة، وهو أسير محرر من سجون الاحتلال، واستمر اعتقاله لمدة خمسة أيام حيث أفرج عنه في 29-5-2009, واعتقل جهاز المخابرات بتاريخ 29-5-2009 مدير مكتب فضائية الأقصى في الضفة الغربية الصحفي محمد اشتيوي بعد مداهمة منزله وذلك بعد أيام من الإفراج عنه، ثم أفرج عنه بعد ساعات..
وخلال شهر أيار/ مايو المنصرم، بقي الصحفيون مصطفى صبري من مدينة قلقيلية ومراد أبو البهاء من رام الله وإياد سرور من الخليل وبسام السايح من مدينة نابلس وأسيد عمارنة من منطقة بيت لحم، معتقلين لدى الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية.
ودعا التجمع الإعلامي الفلسطيني إلى وحدة الجسم الصحفي الفلسطيني والشروع الفوري في التحضير لانتخابات نقابة صحفيين جديدة لتفرز نقابة قوية تدافع عن حقوق الصحفيين ولا تدعهم وحيدين في وجه الانتهاكات المستمرة بحقهم.
وطالب التجمع الإعلامي كافة الصحفيين الفلسطينيين بالتماسك والتوحد في وجه الهجمة الإسرائيلية الشاملة على الأرض والإنسان الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس وضد الشعب في الأراضي المحتلة عام 48، في ظل ارتفاع وتيرة الممارسات "العنصرية" ومحاولة إدراجها في قوانين تضمن تهجير الإنسان وتفريغ الأرض والقضاء على القضية.
وطالب التجمع حركتي حماس وفتح بالتحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية والتمسك بالحوار الوطني من أجل استعادة اللحمة بين غزة والضفة الغربية ووقف حالة الاعتداء الشاملة على كافة الحقوق الفلسطينية بأيدي فلسطينية.
وجدد التجمع الإعلامي مطالبته بالإفراج عن الصحفيين الخمسة المعتقلين في سجون الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية، مؤكدا أن مكان الصحفي هو أرض المعركة مع الاحتلال ومهمته وطنية خالصة وتسعى لنقل الحقيقة الواحدة على هذه الأرض وهي الاحتلال وبشاعته.
وطالب التجمع الإعلامي بفتح المؤسسات الإعلامية المغلقة في قطاع غزة جراء حالة الانقسام سواء كانت إذاعات محلية أو فضائيات، وكذلك السماح بحرية العمل للمراسلين والطواقم الإعلامية، وخاصة طواقم هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية وبالتوازي، كما طالب بإعادة السماح بتوزيع صحيفتي الرسالة الأسبوعية وفلسطين اليومية في الضفة الغربية ورفع الحظر عن نشاط مراسلي فضائية وإذاعة الأقصى في الضفة الغربية، كوسيلة لتهيئة الأجواء لحوار صادق وبناء.
ورحب التجمع بإعادة جواز السفر للصحافي صخر أبو العون الذي كان محتجزا من قبل جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة المقالة لعدة أسابيع.
كما رحب بقرار وزارة الاتصالات في الحكومة المقالة إعفاء الإذاعات المحلية من التراخيص لهذا العام, معبرا عن أمله في مساعدتها في الأعوام القادمة كي تقوم بدورها على أكمل وجه.
واشاد التجمع الإعلامي الفلسطيني أيضا بالإعلان عن تشكيل اتحاد الإذاعات الفلسطينية في قطاع غزة والذي يضم 11 إذاعة محلية، مشددا على أهمية تضافر الجهود الإعلامية الفلسطينية لعمل منظم وشامل يهدف إلى فضح الممارسات الإسرائيلية "العدوانية" ضد الشعب الفلسطيني أينما كان.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/