عادت
ومن جديد أزمة نقص غاز الطهي تلوح بالأفق في أعقاب تقليص إسرائيل إمدادات
الغاز للقطاع ، فالطوابير الطويلة من الأسطوانات الفارغة شوهدت تتكدس أمام
محطات التعبئة المنتشرة في قطاع غزة، حيث أصبحت معظم منازل القطاع تعاني
حالياً من شح شديد في الغاز، وأصبح تعبئة الأسطوانة الشغل الشاغل
للمواطنين،ما ينذر بتفاقم المعاناة والتي اعتبرت هي الأصعب والأشد قسوة
منذ فرض الحصار المشدد علي غزة بعد الرابع عشر من حزيران 2007.
حيث
أكد موزعون محليون في شمال قطاع غزة،على أن هناك أزمة بدأت تعود من جديد
بعد أن اعتقدوا أن أزمة غاز الطهي قد تم حلها وعادت إلي طبيعتها، ويري
الكثير منهم أن خلال شهر رمضان المبارك لم يشعروا بان هناك أزمة في غاز
الطهي.
ويقول
' نوفل عاشور' لأمد' احد الموزعين انه وبعد انقضاء شهر رمضان المبارك بدأت
الأزمة تعود من جديد،وعادت طوابير اسطوانات الغاز ننتظر دورها في
التعبئة،مشيرا إلي أن المواطنين الذين يتعاملون معه قد أبدو استيائهم
الشديد من تأخر تعبئة اسطوانات الغاز عن موعدها المحدد نظرا لتأخر وصول
الغاز في موعده المحدد،مبدياً تخوفه الشديد من عودة الأزمة إلي سابق
عهدها، لافتاً إلى أن اسطوانة الغاز تمكث عنده من أسبوع إلى عشرة أيام أو
أكثر حتى يأتي دورها في التعبئة'...
ويبدي
المواطن' محمد حسن' تخوفه الشديد من عودة الأزمة لغاز الطهي واستمرارها
علي هذا الحال والذي يزيد من سيء إلي أسوأ،موضحا أن اسطوانة الغاز قد نفذت
من منزله في أخر يوم من شهر رمضان المبارك،وقمت بإرسالها إلي موزع
اسطوانات الغاز ولم أقم باستلامها حتى هذه اللحظة، مشيرا إلي انه يقوم
وبشكل يومي بزيارة الموزع واسأله عن موعد تعبئة الاسطوانات الفارغة،
تصيبني دهشة كبيرة من تزايد عدد الاسطوانات الفارغة، فأعود إلي منزلي احدث
نفسي الأزمة بدأت تتفاقم أكثر من ذي قبل..
أما
'أم حاتم' المعيل الوحيد لأسرتها بعد استشهاد زوجها، وتسعي لتوفير لقمة
العيش لستة أطفال، تقول ' لأمد' أصبح لا يمر يوم إلا وأتردد علي موزع
الاسطوانات، واسأله هل جاء دور اسطوانتي أم لا، مؤكدة أن الغاز قد فرغ من
منزلها ثالث أيام العيد، ولم تستلم اسطوانتها حتى اليوم، مشيرة إلي انها
تقوم بإعداد الطعام وتطهوه علي قرص الكهرباء،فلولا هذا القرص لما استطعنا
القيام بعمل أي شيء علي الرغم من انه يحتاج إلي وقت طويل وصبر لإتمام
الطهي ، واضطر إلي شراء المعلبات والوجبات الجاهزة، على أمل أن تحل مشكلة
الغاز في أسرع وقت ممكن.
موضحة'
لأمد' انه خلال شهر خلال شهر رمضان كان الغاز متوفر بشكل كبير ومتوافر في
المحطات ولم يكن هناك نقص ولا حتى أي أزمة، مستغربة من ذلك، مضيفة انه عقب
انتهاء شهر رمضان مباشرة شعرنا بشكل كبير بأزمة الغاز وندرته.
واعتبر
المواطن' خليل' مشكلة نفاذ الغاز أزمة حقيقية ، وستكون اكبر إذا تواصل
نفاقهما وخاصة ونحن في شهر الخريف ويليه الشتاء،فبوادر البرد القارص بدأت
تنذر ببرد شديد هذا العام،نظرا لان معظم المواطنين في غزة يعتمدون علي
مدافيء الغاز، مؤكدا هو الأخر' لأمد' علي انه يعاني أزمة شح الغاز في
منزله، موضحا أن الأيام القادمة ستشهد تصعيدا أكثر من ذلك..
من
جانبه أكد نائب رئيس جمعية أصحاب البترول د.محمود الخزندار ' أن مخازن
محطات الغاز في غزة فارغة ورصيدها صفر والسبب يعود للتقليص الإسرائيلي
المتواصل منذ ستة أشهر للغاز المورد إلى القطاع عبر معبر 'ناحال عوز', حيث
يتم على الفور تزويد المواطنين بحاجتهم وبالتالي لا يتبقى في المخازن أي
كمية للمخزون الشتوي.
وشدد
الخزندار على أن هناك بوادر أزمة وستتفاقم فور حلول فصل الشتاء إذا ما
أبقى الاحتلال على سياسة التقليص المستمر والإغلاق المتكرر للمعابر بحجة
الأعياد اليهودية، مشيرا إلى أن شكاوى متعددة يتلقاها أصحاب المحطات من
المواطنين وأصحاب مزارع الدواجن والصيادين وغيرهم وحاجتهم المتزايدة للغاز.
وأشار
إلى أن يوم الأحد القادم سيكون حاسماً لهذا الأمر وسيتم التغلب بشكل بسيط
على هذه الأزمة, إذا ما أعاد الاحتلال فتح المعابر وسمح بإدخال الوقود
وغاز الطهي للقطاع بعد أن ينتهي الإغلاق اليومين القادمين.
في
قطاع غزة 'تهدئة' معلنة ومتفق عليها بين حماس واسرائيل عمرها خمسة أشهر ،
رغم ذلك لم يتزحزح حجر الحصار قيد انملة بالنسبة للمواطن ، ومازال الموت
يحدق بالمرضى والطلبة يتحولون الى عاطلين عن الحلم والاساسيات المعيشية
غائبة ، والوقود في سوق سوداء تديره 'وزارة مواصلات حماس' وانفاق في جنوب
القطاع تحصد الارواح ، وكل هذا مازال المتحاورين في القاهرة ، متحاربون!!!
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/