قم يا ياسر وقل
احسان الجمل
قم
يا ياسر، فلا يعقل ان تقتل مرتين، وفي تاريخ متقارب، قم وصلح الامور قبل
ذكرى رحيلك الخامسة، ودعنا نحييها ونحن مطمئنون الى سير سفينتنا.
الخليفة
العباسي، خنقته العباءة التي اورثته اياها، فأعلن رغبته بخلعها، انه مرعب،
ارعبنا جميعا دون استئذان منا، نحن الذي بايعناه خليفة لك، وقائدا عاما،
وكل ما كنت تحمله اورثناه اياه بناء لثقتك وثقتنا به.
اليوم
المحمود يعلن عن رغبة لا نرغبها ولا ترغبها انت، فقم ولو للحظة، اهمس في
اذنيه بعضا من تراتيل انشودة المسيرة الطويلة، وقل له الى القدس در،اصمد
قاوم دافع ناضل حافظ على طهارة الارض وقدسيتها. احفظ لنا فيها مساحات
لقبورنا حتى نحقق الاماني ونوارى الثري في اولى القبلتين وثالث الحرمين
ارض الرباط.
قل
له لا تخل الساحة، فالغربان والذئاب والضباع، وثعالب البيت تنتظر قرارك
هزيمتك، لنسقط ونصبح جيفة يسهل اكلها من قبلهم، فلا تعطهم فرصة الاستلذاذ
باكل لحمنا وقرقعة عظامنا بين انيابهم.
لا
نخافهم جميعا، ولكن الغدر قاتل وهم غدارون، سبقوا ان لقنونا درسا من
المقاطعة الى غزة حيت تقاطعت مصالحهم وغزت مصالحنا وثوابتنا الوطنية،
فاستبيح دمنا، وكنا عبرة اكثر من دم يوسف الذي عاد، ولكن نحن يعمل على عدم
عودتنا.
قم
يا ياسر وقل لاخيك، يا جبل ما يهزك ريح، وعالقدس رايحين، قل له عن حق
المقاومة ولكن كانت بصيغة الزواج المدني بين التفاوض والمقاومة تتساوى
فيها الحقوق بالواجبات.
قل
له ان عرس المؤتمر الذي غبت عنه، واستحضرنا فيه روحك ومبادئك يحتاج الى
ترجمة نصوصه، وان ابناء الفتح اتعظوا من ماض قاس، وعلموا ان الموت مرتين
ليس من شيم الاسود. وقل له اننا ما زلنا بحاجة الى خبرة وخميرة الماضي
لتقوية الحاضر في سبيل مستقبل زاهر، فالغصون التي ربيت كبرت وينعت، ولكنها
تحتاج الى قساوة اكثر حتى تكون عصية على الكسر، فأكمل المشوار وعزز من
صلابتها وقساوتها حتى تختبر وتختمر .
قم يا ياسر، قل له ان الثوابت الوطنية هي مقدسات، ولا يمكن للمؤمن ان كثر المشركين حوله ان يترك المناسك والعبادات، فنحن تعلمنا منك
ان الضربة التي لا تقتلنا تزيدنا صلابة وقوة. ونحن اليوم اصلب من ذي قبل،
متسلحين بوحدتنا الفتحاوية، منظمين اطرنا القيادية والخلية الاولى تعمل
بجد ونشاط، والمجلس الثوري يقوم بدوره بابداع واعجاب يشبه الاعجاز.
هذه الاطر وما يليها كلها ، ومعها كل الاطر الوطنية والمؤسسات، تناشد الرئيس بالعودة عن قراره، وتحتاج الى كلمة فصل منك.
وحدهم
سيدي الرئيس الشهيد الحاضر، وحدهم من مددت لهم يد المساعدة وشكلت لهم
المظلة، وحميتهم، وتحملتهم وتحملت تبعيات تصرفاتهم الصبيانية، اخ يا سيدي
نسيت ان اقول لك انهم لم يكبروا ولم يتعلموا ولم ينضجوا ويتحولوا الى
فلسطينيين كما كنت تحب ان تذكرهم باصولهم. ما زالوا على نفس التيه والسفر.
نعم
يا سيدي، وحدهم، مع الذين مددت يدك لهم في سلام شجعان، ايضا لم يتخلوا عن
مكرهم ونكثهم للعهود، ما زالوا من ارباب الخبث والظلم، ما زالوا محتلين
ولم يعودوا اولاد عمومة، وبفي لنا الحق بشهر سيوفنا في وجوهمم لانهم لم
يجنحوا للسلم فسنعد لهم ما استطعنا من قوة ورباط الخيل.
نعم
سيدي وحدهم الحماميس، ووحدهم الخبثاء الاسرائيليين، اعتبروا ان ما يقوم به
الرئيس الخليفة العباس هو مجرد مناورة وتكتيك، و شأن داخلي، ووحدهما
الاثنان لم يعترفا بمنظمة التحرير عمليا.
لذا،
سيدى الرئيس الشهيد، قم وقل للسيد الرئيس الشهيد الحي، ما يجب عمله،
وابلغه ان الثقةالتي منحت لك، هي ملكه وهو فائز بها. قل له ان المقاومين
لا ينظرون إلا الى الامام، فالنظرة الى الخلف قد تعيد الحسابات بشكل خاطئ،
نحن ننظر الى مستقبل بناء الدولة، والى ثبات شعبنا في ارضه يدافع ويقاوم
عن ارضه ومؤسساته، يبني ويزرع. وهو بحاجة الى قيادة تقود مشروع البناء
والحصاد في مواجهة مشروع الهدم والاقتلاع.
سيدي الرئيس، مع اقتراب ذكري رحيلك / قم وقل للمحمود بان لا يفجعنا مرة اخرى بعد ان فجعنا بك.
التاريخ
يعيد نفسه من لاءات كامب دافيد التي قلت فيها ليس فينا وليس منا من يتنازل
عن حبة تراب من القدس التي لن يكتمل حلمك دونها. الى لاءات العودة الى
المفاوضات دون وقف الاستيطان وتحديد مرجعيتها المستندة الى لاءاتك
وثوابتك، والنتيجة ان لا شريك، وتبدا الحرب وسط صمت جميع ابو هولات العرب
والمسلمين، الرئيس استفاد من تجربتك، ولكن قل له الى القدس در وليس الى
اية جهة اخرى، فهو الخليفة والمرشح الوحيد والاوحد لنا على الاقل.
والسلام عليك يا سيدي يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا. التحية لروحك في ذكرى الرحيل القسري، رحيل الجسد وبقاء الروح والفكر.
احسان الجمل
مدير المكتب الصحفي الفلسطيني – لبنان
منظمة التحرير الفلسطينية
الاعلام المركزي – حركة فتح
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/