دعوا "حماس" تشرب وحدها كأس العزلة والهزيمة ... بقلم / أحمد الجار الله
لم يعد جائزا, بل لم يعد مقبولا مصريا وعربيا, ان تواصل القاهرة مساعيها
مع "حماس" في المصالحة لأن الاخيرة لا تنفك عن المماطلة في هذا الشأن
الفلسطيني المصيري اذ تبتدع يوميا الحجة تلو الاخرى للهروب من مواجهة
حقيقة عمالتها, ولم تعد مصدر ثقة لا فلسطينيا ولا عربيا ولا حتى دوليا,
فمصر التي سعت مشكورة ولأشهر طويلة بديبلوماسية هادئة وصبورة من اجل اعادة
مختطفي غزة الى رشدهم وترسيخ المسار العربي في فلسطين, هذه الدولة الكبيرة
ما عاد يمكن لها ان تؤجل وتنتظر او تقبل تسويفات وأطروحات "حماس", لقد بات
ملحا جدا ان توقف مصر التفاوض مع الزمرة المأجورة و لا تستقبلهم على
اراضيها, بل وتطرد ممثليهم وتتركهم يواجهون مصير العزلة والهزيمة وحدهم
لأنهم لا يستحقون كل هذا السعي الذي بذلته قاهرة المعز في مجال المصالحة.
فالجهود المصرية تلك اصبح من الضروري ان توضع في مسارها الصحيح وتتضاعف
لدعم السلطة الشرعية الفلسطينية من اجل انجاز الانتخابات في موعدها,
بالاضافة الى تعزيز المظلة السياسية والديبلوماسية العربية والدولية لها
لأنها الوحيدة القادرة على احتضان الفلسطينيين في الداخل والخارج وتحقيق
آمالهم في العودة واقامة الدولة.
فأفعال "حماس" تميط اللثام عن الوجه البشع للحلف الايراني ¯ السوري في
استغلال القضية العربية المركزية في سوق المساومات, وتؤكد أكثر فأكثر مدى
ارتهانها وعمالتها لنظام طهران واستقوائها بالفارسي على الفلسطيني
والعربي, كما انها تؤكد ان المتمصلحين العرب المختبئين خلف شعار »الممانعة
والصمود والتصدي« ليسوا اكثر من تجار دم لا يتوانون لحظة عن توظيف مصائر
الشعوب من اجل مصالحهم الخاصة.
وهنا نسأل:هل تريد دمشق من القاهرة ان تفاوضها على الملف الفلسطيني بدلا
من اصحاب الشأن ليكون ذلك بوابة الى عودة العلاقات بين الدولتين بعد ان
عاثت السياسة السورية طوال السنوات الماضية خرابا في العلاقات مع مصر? وهل
تريد طهران ان تمر المصالحة الفلسطينية ¯ الفلسطينية من بوابة مفاعل ناتنز
النووي?
فحين تعلن مصر انزعاجها من ممارسات "حماس" وتطالبها بأن تتعاطى معها كأكبر
دولة عربية وليس كتنظيم فلسطيني, فان ذلك يعني ان الكيل المصري قد طفح,
وان الديبلوماسية المشهود لها بالكياسة والنجاح الدائم قد أصبحت امام باب
مسدود حيال هذه الزمرة وبانت للعلن كل الاهداف الحقيقية للمماطلة, التي
حذرنا كثيرا منها كما الكثير غيرنا, والتي تنصب كلها في الاجندة السورية ¯
الايرانية التي تنفذها الحركة المأجورة لتترك فلسطين كلها وليس غزة فقط في
مهب المساومات والصفقات التي تخدم مصالح كل من دمشق وطهران, فهل تظن حركة
"الاستعراض الاعلامي" انها تستطيع ان تضحك على مصر? فقادة "حماس" الذين
ينضح الكذب والرياء من وجوههم لن يستطيعوا بما يطلقونه من تصريحات
المداهنة عن الشقيقة الكبرى ومكانتها ان يستمروا في هذا الغي الى ما لا
نهاية, والرئيس محمد حسني مبارك لن يقبل ان تكون مصر مطية لهذه الجماعة
التي لا تخجل من المتاجرة بمصير شعبها.
لقد دأبت ما تطلق على نفسها فصائل الممانعة طوال السنوات الماضية على
تعطيل مسيرة حل القضية الفلسطينية وهم يعمهون في دهاليز التخريب والتسويف
الى درجة ان ما كان يمكن ان يتحقق قبل مدة من الزمن بات الآن من المستحيل
جراء مغامرات شلة من المراهقين السياسيين المأجورين, وكل ذلك أدعى الى ان
يسير رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ببرنامجه في اجراء الانتخابات في
موعدها واعادة ترتيب البيت الفلسطيني بما يكفل تحصينه في مواجهة اسرائيل
والاختراقات الاقليمية المسمومة, وكأن تلك العصابة ليست موجودة, كما ان كل
ذلك أدعى الى أن تغلق مصر والى الابد الباب بوجه خالد مشعل وزبانيته ومن
لف لفهم.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/