بعد خمسة أعوام.. 'القناص' يروي تفاصيل عمليته البطولية
الثالث من آذار/مارس عام ألفين واثنين ، تاريخ
ارتبطت به قصة شموخ أسير فلسطيني لم ينس ماضي أجداده ، ولم يغمض عينيه عن
معاناة شعبه كما لم يصم آذانه عن آهاته ؛ فكان له من اسمه نصيب أن هب
للانتقام في ذات الوقت الذي آثار فيه الكثيرون إطلاق الشعارات والهتافات
من على المنابر ، وعبر شاشات التلفاز ؛ إنها قصة الأسير ثائر حماد (29
عاماً) - فارس بلدة سلواد قضاء مدينة رام الله ، وبطل عملية القنص النوعية
في 'وادي الحرامية' ، التي أسفرت عن مقتل وإصابة تسعة عشر صهيونياً ؛
غالبيتهم من الجنود ، ففي ذلك اليوم استطاع ثائر بمفرده ، وببندقية قديمة
الصنع تعود إلى فترة الحرب العالمية الثانية ، إن يصل إلى جبل الباطن إلى
الغرب من سلواد ، والتحصن بين الصخور وأشجار الزيتون ، قبل أن يصوب
بندقيته باتجاه الحاجز العسكري إلى أن حانت ساعة الصفر في تمام السادسة
إلا ربع صباحاً ، عندها ضغط بأصبعه على زناد بندقيته وأطلق الرصاصة الأولى
، واستمر في إطلاق النار وهو يشاهد سقوط الجنود الصهاينة والمستوطنين
الواحد تلو الآخر ، وفجأة انفجرت بندقيته العزيزة بين يديه ما أجبره على
إنهاء المعركة ، بعد أن أطلق ( 26 ) رصاصة فقط ، استقرت جميعها في أجساد
جنود الإحتلال ومستوطنيه ، وفي تمام الساعة السابعة والنصف قرر الانسحاب
عائداً إلى بيته وكأن شيئاً لم يحدث ، في ذات الوقت الذي كان فيه قادة
العدو يتخبطون كيف لا وهم أمام عملية قنص هي الأزخم من نوعها ، ولربما
الأولى منذ عقود.
وفي
أعقاب العملية فرضت قوات الاحتلال طوقاً حول بلدة سلواد ونفذت حملة تمشيط
بحثاً عن المنفذين المحتملين ، حيث تم خلالها اعتقال ثائر ؛ ومن ثم أفرج
عنه بعد 3 أيام ، كون المحققين الصهاينة لم يتوقعوا أن هذا الشاب ابن
الثانية والعشرين هو منفذ العملية ، حيث كانت كل التوقعات تشير إلى أن
منفذها هو رجل عجوز ، لكن وبعد 31 شهراً من وقوع العملية أفلحت قوات
الإحتلال في مداهمة منزله واعتقاله فجر يوم الثاني من أكتوبر عام 2004 ،
ليبدأ مشواراً جديداً خلف القضبان ، متنقلاً ما بين السجون مع إخوانه
ورفاقه الأبطال الذين افتخروا به وتغنوا باسمه قبل أن يعرفوه.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/