عمرها يزيد على ثلاثة آلاف عام: حكاية أقدم شجرة زيتون في فلسطين
عتز أهالي قرية الولجة غرب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية
برعايتهم لما يقولون إنها أقدم وأكبر شجرة زيتون بفلسطين. وقد خصصت وزارة
الزراعة موظفا ليرعى الشجرة التي يتناقل الأهالي بشأنها الحكايات
والأساطير.
وتختلف
التقديرات حول عمر الشجرة، حيث ينقل البعض عن خبراء دوليين أن عمرها يزيد
على ثلاثة آلاف عام، في حين قدر آخرون عمرها بخمسة آلاف عام، ويتفق الجميع
في كل الأحول على أنها أقدم وأضخم شجرة زيتون في فلسطين.
وقد
أولت وزارة الزراعة الفلسطينية اهتماما واضحا بهذه الشجرة فخصصت لها موظفا
يتولى رعايتها فيقوم بريّها وتنظيف الأعشاب من تحتها، فضلا عن استقبال
الزوار وتزويدهم بما لديه من معلومات وحكايات حولها.
ويقول
المسؤول عن الشجرة صلاح أبو علي إن ملكيتها تعود لابن عمه داهود أبو علي
الذي ورثها عن والده محمد حسين أبو علي. وهو يؤكد أن لها ميزات خاصة أهمها
أن زيتها مميز ولونه يشبه السمن، وإن كانت قلة الأمطار في السنوات الآخيرة
قد أدت إلى تراجع إنتاجها.
روايات وأساطير
أما
السكان فيطلقون على الشجرة اسم 'شجرة البدوي' نسبة لشيخ صوفي كان له أتباع
بفلسطين واسمه الشيخ أحمد البدوي، ولد في المغرب وتوفي في مصر عام 267هـ،
ويتناقلون الحكايات حول كرامات ينسبونها له.
من
جهته يوضح سكرتير مجلس محلي الولجة مجدي أبو التين أن الشجرة تغطي مساحة
لا تقل عن سبعين مترا وتنتشر جذوعها لمساحات أوسع، موضحا أن خبراء
يابانيين قدروا عمر الشجرة بعد الفحص قبل سنوات بنحو خمسة آلاف سنة، في
حين قدره خبراء إيطاليون بنحو ثلاثة آلاف وخمسمائة عام.
ويتحدث
أبو التين عن أساطير انتشرت حول هذه الشجرة، كما يشير إلى روايات غير
مؤكدة بأنها أنتجت في بعض السنوات نحو طن وربع الطن من الزيتون، لكنها هذه
الأيام لا تنتج إلا نحو 350 كيلوغراما.
تهديدات الاحتلال
ومع
حلول موسم قطف الزيتون، وتزايد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، يشير أبو
التين إلى تخوف لدى السكان من استيلاء الاحتلال على الشجرة خاصة بعد قراره
مصادرة مساحات من الأراضي في محيط البلدة لصالح الجدار الفاصل وتوسيع
القدس المحتلة.
ويشير
إلى قيام خبير إسرائيلي قبل سنوات بأخذ عينة منها تحت حراسة قوات من جيش
الاحتلال بغرض فحصها ومقارنتها مع شجرة أخرى في مكان آخر من فلسطين
المحتلة عام 1948، وتبين له أنها أقدم من تلك الشجرة.
وتقع
الشجرة على الطرف الشمالي الغربي لقرية الولجة، قرب قرية الولجة الأصلية
التي هجر الاحتلال أهلها منها عام 1948 وهدم مبانيها عام 1956، وأقام
مكانها سلسلة مستوطنات تتبع القدس المحتلة.