شتم الرئيس وما وراء الكواليس- براغماتية السلطة ودوغمائية حماس
كتب رئيس تحرير معا - استيقظ اهالي غزة على صورة معلقة على الجدران تحمل
صور الرئيس ابو مازن وتتهمه "بالخيانة وتتوعده بمزبلة التاريخ" وهو تحصيل
حاصل لارتفاع وتيرة الصراع بين نهج السلطة وبين نهج الحركات الاسلامية.
وفي
تطور لاحق رمى بعض أهالي ضحايا حرب اسرائيل على غزة الاحذية على صورة
الرئيس في ميدان فلسطين بغزة امام العشرات من وسائل الاعلام المحلية
والدولية لنشرها في العالم.
وهذا يذكرنا بحادثة تعليق صورة الزعيم
جمال عبد الناصر على مؤخرة حمار في مدينة عمان عقب مبادرة روجرز عام 1970
ويذكرنا بما حدث في العام 1984 حين قررت فصائل اليسار والرفض تمزيق صور
الزعيم الراحل ياسر عرفات وكيف كان طلبة الجامعات في الضفة الغربية يضربون
ويمزقون صور ابو عمار لانه زار مصر ( نظام السادات العميل- كما كانوا
يقولون)، يومها لم تكن قناة الجزيرة ولا فضائية فلسطين بل كانت اذاعة مونت
كارلو وكان يخرج قادة فصائل الرفض للرد على ابو عمار والذي وجد نفسه وحيدا
باستثناء بعض اعضاء اللجنة المركزية الذين انتقدوه أقل من غيرهم.
والحق
يقال ان السلطة بالغت في البراغماتية- التكتيك السياسي على حساب
الاستراتيجية الوطنية والثوابت- وتمثل ذلك بالثقة غير اللازمة بادارة
اوباما والوعود الامريكية.
والحق يقال ان الحركات الاسلامية تبالغ
في الدوغمائية- النظرة الاحادية المتشددة نحو الهدف الاستراتيجي- وتمثل
ذلك في حشر اللجنة المركزية الجديدة لفتح في الزاوية على حساب فرصة
المصالحة التاريخية في القاهرة.
والحق يقال ان الادارة الامريكية
اوغلت في تدليل اسرائيل والاستهتار بارادة الشعب الفلسطيني وهو ما سيؤدي
لاحقا الى فشل سياسة اوباما وتبديد مضامين خطابه في القاهرة.
والحق
يقال ان اسرائيل تكون اغبى احتلال اذا ما شعرت انها خرجت منتصرة من لعبة
جنيف وتلعب على جراح الضحية ، فاسرائيل ستجد نفسها امام حكم اسلامي متشدد
في غزة وسلطة هلامية في الضفة... وصولا لعودة العمليات ضدها وانفجار
انتفاضة ثالثة تحرق الاخضر واليابس ولا يسعفها هذه المرة جدار الاسمنت او
الاسلاك الشائكة لان عرب 48 لن يقفوا مكتوفي الايدي.
وهكذا تستطيع السلطة ان تدير ظهرها للانتقادات ولكنها ان فعلت ستفقد ثقتها بنفسها وثقة الجمهور بها.
وتستطيع حماس ان تواصل شتم الرئيس وبكل الصور لكنها ستجد نفسها مطالبة في القريب العاجل باعطاء اجابة حول الحوار الوطني.
وتستطيع امريكا ان تواصل استظهار قوتها الدبلوماسية لكنها ستفقد كل قدرة على التواصل مع شعوب المنطقة.
وتستطيع اسرائيل ان تبقى جاحدة لكنها ستواجه انتفاضة جديدة تعيدها الى غابة البنادق ولحظات الرعب.
فهل يستعد الجميع لكل الاحتمالات ام لا؟.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/