sala7 المدير
عدد الرسائل : 13062 العمل/الترفيه : معلم لغة عربية ، كتابة وقراءة نقاط : 32984 الشهرة : 6 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: ومات ياسر عرفات الإثنين 13 أكتوبر - 6:05 | |
| ومات ياسر عرفات مات ياسر عرفات، مات الرجل الذي ظل لأربعة عقود قادر على إسكات معارضيه، مات الرجل الذي ظل لأربعة عقود قادر على الانتقال بين حبات المطر دون أن يبتل بالماء أبدا. مات الرجل الذي اختلف معه كل الناس لكنهم قبلوا بقيادته، مات الرجل الذي اختلف الجميع عليه حتى من أين أتى، مات الرجل الذي لم تبق تهمة على الأرض لم يتهمه بها الجميع لكنهم ظلوا يقاتلون تحت رايته. مات الرجل الذي كان بإمكانه وحده أن يجلس إلى الإسرائيليين ويخرس الجميع، أن يوقع معهم ويخرس الجميع، أن يقاتل ويفرط ويخرس الجميع. مات الرجل الذي كان بإمكانه وحده دون غيره أن يعترف بإسرائيل دون أن يتمكن احد من الوقوف بوجهه. "مات الرجل الوحيد على الأرض"، الذي ظل الذين يختلفون معه قادرين على الصراخ ضده في الغرف المغلقة ثم يخرجون إلى العلن للحديث عن القائد البطل الرمز، مات اغرب القادة في التاريخ، الرجل الفريد من بين كل قادة الشعوب على الإطلاق، وحده دون غيره عاش و مات دون أن يتفق البشر أين ولد، عاش ومات دون أن يتفق البشر من أين جاء، ولكن دون أن يجرؤ احد على مناقشة ذلك معه علنا، عاش خلافيا ومات خلافيا، لكنه كان وظل القائد الوحيد الذي لا ينازع. مات الرجل الذي كان البعض قادرين على الاختلاف معه بغيابه فقط والإذعان له حين يحضر، مات الرجل الوحيد الذي كان قادرا على تنفيذ ما يريد حتى لو اعترض عليه الجميع، مات من كان وحده قادر على فرض رأيه رغم انف الجميع وعلى مرأى ومسمع منهم، مات من اختزل الثورة والشعب بشخصه ورأيه دون أن يتمكن احد من منعه من ذلك رغم شكواهم وتبرمهم الصامت والبعيد عن الأضواء. وحده ياسر عرفات كان قادرا على تفعيل منظمة التحرير أو شطبها أو توقيفها، وحده دون غيره كان يستقدم الآخرين متى شاء وطيهم في الأدراج متى شاء. أربعة عقود والفصائل والشخوص والعالم يتحدث عن قيادة جماعية دون أن يكون ذلك ممكنا بدون إرادة ياسر عرفات. مات مؤسس الثورة الفلسطينية الحديثة وبانيها. مات الذي قاتل العرب بكل مكان دون أن يتمكن احد من إخراجه من قمة الهرم، مات من كان خارج الحساب والمحاسبة، مات قاسم الاختلاف المشترك والذي يصعب على التاريخ أن يكرره. مات القائد الظاهرة وقد ترك لعلماء الاجتماع والسياسة في العالم مهمة دراسته كظاهرة ألغت قواعد كاريزما القيادة؛ فياسر عرفات لم يكون طويلا عريض المنكبين، ولا جميل الطلعة والشكل، ولا أنيق المظهر. وياسر عرفات لم يكن خطيبا بليغا ولا مفكرا أو منظرا، وعلى العكس من كل ذلك فهو تحدث باللهجة المصرية للفلسطينيين، ولم يتقن اللغة العربية الفصحى جيدا، ولم يطق خطابا متماسكا واحدا، ولم يحدث أن تحدث أمام جموع دون أن يخرج عن النص أبدا. ومع ذلك جمع الشعراء والمثقفين والمفكرين والأدباء تحت رايته، واستمعوا له وكتبوا عنه وله، بلغة عربية ركيكة وبلهجة مصرية لا يتقنها الفلسطينيون، وبغطاء عراقي للرأس ولباس لا يعرف علاقة الألوان ببعضها ولا أصول الموضة، وبذقن لم يعرف إن كان حليقا أم لا. وبدون محطات للتلفزة ومن كهف إلى جبل إلى غابة، ومن مهرب إلى مهرب، ومن حرب خاسرة إلى منفى جديد، تمكن هذا الرجل من توحيد شعب مشتت بكل تلاوين طيفية بأحزابه وحركاته ومنظماته ومستقلين، بمسلميه ومسيحييه وبعض يهوده، بشيوعييه وقومييه وتياراته الدينية بليبرالييه ومتشدديه وحدهم وهم غير راضين. تبرموا وتململوا وشكوا كثيرا ولكنهم كانوا في النهاية يرضخون لقيادته، كل الذين وقفوا في وجهه اختفوا عن خارطة الفعل وخارطة السياسة وانزووا بعيدا عن الدنيا ولم يتمكنوا من الاستمرار أبدا. بل أن الكثيرين منهم لم يجد مفرا من العودة إليه طائعين مستسلمين رافعي الرايات البيض، العديدين وقفوا في وجه سياساته وشكلوا الأطر واستقووا بمن أمكنهم، ومع ذلك خسروا دائما معاركهم في وجهه. مات الأسطورة الذي تمكن وحده من بين كل العرب أن يختلف مع جمال عبد الناصر ويحتفظ بصداقته، الذي اختلف مع الرئيس حافظ الأسد تارة وصادقه تارة، ابتعد عنه زمنا ثم عاد ليلتقيه مرة اخرى كان شيئا لم يكن. حارب الملك حسين بلا حدود والتقاه بلا حدود. الفلسطيني الذي وقف على منصة الرؤساء في الأمم المتحدة دون أن يكون رئيسا، الوحيد الذي قدم له مقعد رؤساء الدول في الأمم المتحدة ورفض أن يجلس عليها. الوحيد الذي وقف في البيت الأبيض بجانب رئيسه دون أن يحمل لقب الرئيس، الرجل الذي أصر على لقب الرئيس وحصل عليه من كل العالم دون أن يحصل على الدولة. الرجل الوحيد الذي اعتقد أن أعدائه سيفتشون فراشهم ليالي طويلة قبل أن يتأكدوا انهم لن يجدوه يختبيء لهم هناك، سيرتجف الكثيرون طويلا خشية أن يطل عليهم نفس الرجل الذي هرب منه الموت وطائرته تسقط في الصحراء البعيدة في ليبيا، والموت يهرب منه وطائرات إسرائيل تستهدفه في الأغوار، وبيروت وتونس والمقاطعة. الرجل الذي وقفت دبابات إسرائيل عاجزة أمام غرفته الوحيدة التي ظلت واقفة في قلب دمار المحافظة، وظل هناك سجينا بإرادته دون أن تهتز له شعرة، دون أن يتنازل أو يعلن الرضوخ. والسؤال ماذا بعد، ما الذي على الفلسطينيين أن يفعلوه بعد ياسر عرفات، وكيف يمكنهم أن يملأوا هذا الفراغ الكبير الذي خلفه غياب الرجل الأسطورة والذي ظل يمسك بدفة الأمور وحده. إن ما يمكن الاستفادة منه رغم الاختلاف عليه هو أن ياسر عرفات لم يترك رجلا واحدا قادر على ملا مكانه. وسواء أكان ذلك بقصد أو بدون قصد؟, فان الفائدة المرجوة من ذلك اكبر بكثير من الضرر الممكن، ذلك إن غياب رجل منفرد ووحيد سوف يسهل على الشعب الفلسطيني العودة إلى مؤسساته وتفعيلها وإعطاءها الدور الحقيقي الذي ينبغي أن تقوم به. الفرصة الآن متاحة للعودة إلى مبدأ الانتخاب والتأسيس للتداول السلمي للسلطة. الآن وفي المستقبل. وسواء أكان ذلك على مستوى مؤسسات منظمة التحرير أو مؤسسات السلطة فان غياب الرجل الذي امسك بكل الخيوط بيده وبكل النجاح والثقة من قبله والتسليم من الآخرين، فان على الجميع أن يتذكروا انهم قبلوا ذلك على مضض وبدون رغبة ولكن دون قدرة على التأثير عليه بسبب من شخصه الفريد الذي لن يتكرر أبدا. المفيد الآن ليس البكاء والحزن على الرجل الذي عاش القضية بكل حياته ومات في سبيلها، بل الالتفات إلى جبهتنا الداخلية وتعزيز الوحدة الوطنية على الأرض، فلم يعد موجودا ذلك الرجل الذي تمكن من اختزالها بشخصه والذي كان عصيا على الآخرين من الأصدقاء والأعداء. المفيد الآن إعادة الاعتبار للمؤسسة في السلطة ومنظمة التحرير والعمل الفوري على إجراء الانتخابات في كل مؤسسات السلطة وحتى مؤسسات منظمة التحرير حيثما أمكن ذلك في الوطن والشتات. ودون ذلك فستصبح خسارة ياسر عرفات كارثية وستتحقق أمنيات أعداء شعبنا بان الفوضى والاقتتال هي التركة التي سنقع في فخها برحيل ياسر عرفات. ولذا فان الواجب الوطني يحتم على كل قوى الشعب أن تحتكم الآن إلى المؤسسة والقوانين دون غيرها في سبيل الانتقال بقوة إلى الأمام في مواجهة المشروع الصهيوني، وأعداء الشعب الفلسطيني بما في ذلك أولئك الذين قد تخول لهم نفوسهم المريضة القفز فوق مؤسسات الشعب والثورة. _________________ تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/ | |
|
خرج ولم يعد المشرف المميز
عدد الرسائل : 3340 العمل/الترفيه : مدرس تربية فنية - الهوايات الفن التشكيلي والتصميم الجرافيكي - قراءة القصص والروايات - وسماع الاغاني المزاج : عالي والحمد لله - بس عيشة غزة عكرته نقاط : 8025 الشهرة : 0 تاريخ التسجيل : 24/09/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: رد: ومات ياسر عرفات الثلاثاء 14 أكتوبر - 6:01 | |
| الف شكر الك صلاح والف رحمه للرمز والاب والقائد والمعلم ياسر عرفات وجميع الشهداء الشرفاء ويريحنا ربنا من المعفنين الخونة الفـــــــــــــــــــــــــــاتحة للرمز عرفات | |
|