اغتيال ياسر عرفات مرتين
باسل ترجمان
يتفق الجميع على ضرورة العمل لكشف لغز وفاة الشهيد ياسر عرفات وهذه القضية ستبقى حاضرة دائما من اجل معرفة الحقيقة، فالشهيد هو الشخصية الاستثنائية في تاريخنا وارتبط التاريخ باسمه وصنع حالة لم يسبق ان جسدها شخص عاش كل مراحل النضال الفلسطيني الذي ابتدأ به من حلم شاب عاش ماساة النكبة الى قائد اعاد شعبه وقضيته الى ارض الواقع في اعسر مرحلة يمكن ان يشهد التاريخ لها مثيلا.
كلمات جسدت حقيقة ياسر عرفات ان في كل واحد منا شيئ منه وبعد ثماني سنوات من رحيله يبقى حاضر ابدا في الزمن والحلم والمستقبل ، واليوم يعود الحديث بقوة حول وفاته خاصة وان الحدث جاء يفرض نفسه بقوة ويدق الباب مطالبا بكشف الحقيقة.
نقاش تفاصيل التقرير الذي بث علميا امر لن يقدر عليه سوى مستوى علمي وطبي يتجاوز بكثير مستوى الاعلام والصحافة وحتى الاطباء لان الموضوع يحتاج مستوى علمي عالمي وامكانيات تتجاوز حدود الاشخاص مهما كانت قدراتهم العلمية.
التقرير طرح عدة اسئلة مهمة على الجميع والكثير من نقاط الاستفهام وفتح باب الجدل واسعا فطرح التقرير بشكل مفاجئ في وسائل الاعلام والمطالبة باخراج جثمان الشهيد واجراء تحليلات سريعة لمحاولة كشف الحقيقة قسم الشارع لقسمين وجعل الجميع في مواجهة واقعة لايمكن الهروب منها.
رفض هذا الاجراء سيقود لنظرية ان هناك من لايريد كشف الحقيقة لتزدهر نظرية المؤامرة ، واخراج جثة الشهيد بعد ثماني سنوات على استشهادة ستخلق حالة من الغضب خاصة وان احتماليات النتائج تبقى نسبية فكيف لو خرج التقرير بعد اجراء كل التحاليل المطلوبة ليقول ان الوقائع لم تسمح بالوصول لنتيجة تثبت نظرية اغتياله التي طرحها البرنامج هل سنبقى كل عدة سنوات ننبش القبر لمحاولة اثبات فرضية علمية تبقى قابلة للبرهان او النفي.
البرنامج اثار عدة قضايا واهمها هل كان طلب اجراء التحليلات يحتاج لان يتم عبر وسائل الاعلام ام ان ارملة الشهيد فقدت كل وسائل الاتصال برام الله فالتقرير والتحقيق الاعلامي اوضح انه تم على الملابس والاشياء الشخصية التي كان يرتديها الشهيد في رحلة علاجه الاخيرة والتي استلمتها ارملته كاملة من المستشفى الفرنسي وكل التحاليل والتحقيقات تمت بناء على موافقتها وتوكيل محاميها بمتابعة ذلك خاصة والكل يعرف ان الفرنسيين لم يسلموا تقرير المستشفى عن الوفاة للسلطة الفلسطينية بل لارملة الشهيد وابن اخته الدكتور ناصر القدوة وهذا التاخير يثير الكثير من القلق حول الموضوع.
القضية الثانية التي اثارت الاستغراب هي خاتمة التقرير التي تحدثت عن ضرورة التحرك العاجل لاستخراج الجثمان مخافة ضياع اثار المواد الاشعاعية التي طرح التقرير انها استعلمت في عملية التسميم فهل لهذه المواد الاشعاعية مدة محددة تنتهي خلال ايام وبالتالي طرح الموضوع اليوم القصد منه ايجاد مخرج لو فشلت التحاليل باثبات هذه النظرية ام لخلق حالة ضاغطة توحي بان هناك من يرفض هذا الاجراء.
التقرير محاولة يجب التعاطي معها بجدية مطلقة والموافقة على تقديم كل ما يمكن ان يساعد لكشف الحقيقة اثبت ان هنالك اصرار فلسطيني على التعاون مع اي جهد يساعد بالوصل لمعرفة هذا اللغز والمهم ان لايكون جسد الشهيد شماعة لمن يريدون ان يصلوا لقضايا لانعرفها فكل ما يعني الفلسطينين هو معرفة حقيقة موت قائد ثورتهم ورمز نضالهم الوطني ياسر عرفات.
التقرير الاعلامي فتح باب يحتاج من الجميع ان يقفوا ويتعاونوا مع كل من يستطيع كشف الحقيقة وان تتم الاستعانة بخبراء دوليين ومخابر متعددة لكي تكون النتيجة غير قابلة لمفهوم النسبية ليعرف الشعب الفلسطيني من وماذا قتل الشهيد ياسر عرفات.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/